صقر البرلمان المصري وهمسة عتاب اللي السيد رئيس الجمهورية_ الجزء 2
بقلم محمد البدرشيني
منذ ماكنا عليه منذ 1952 حتي تغير بل وأنقلب الحال، وتحول المواطن البسيط إلى قديس فى محراب الوطن، ليس لغناء فاحش ولا لفقر مدقع، ولكن لطمئنينة نفسية وراحة بال وسعادة ورضي فى العيش، مهما كان دخلة بضعة قروش فى اليوم أو بضعة جنيهات، وكان لايعرف المائة جنيه الا التاجر الكبير، أو صاحب عمل منتج يشارك فى اقتصاد البلد، أو تحويشة العمر إما للسفر لحج بيت الله الحرام، أو لشوار وعرس أحدي بناته، أو جمعية بينه وبين الزملاء في العمل أو جيران زوجته تحسبا لتقلابات الزمن، وكانت المرتبات بعشرات الجنيهات بعد سنوات خدمة طويلة وترقية درجات وعلاوات شهرية بالقروش، مثلا خريج الجامعة علاوته 150 قرش بعد التعين ب 15 جنيه، وبعد الضرائب يصرف مرتبه 13 جنيه و 75 قرش سنويا، والمؤهل المتوسط علاوته 75 قرش سنويا ومرتبه 12 جنيه، يصرف المرتب بعد الضرائب 10 وخمسة وسبعون قرش وخمسون قرش العلاوة السنوية لما أقل من ذلك فى السلم الوظيفى، وحتي السبعينيات كان الجنيه يساوي ثلاثة دولارات تقريبا وخمسة ريالات سعودية وخمسة ليرات لبنانية وجرام الذهب بقروش مابين السبعين قرشا والثمانين قرشا بالمصنعية، وكيلو اللحم 36 قرش والجمبري والكابوريا والسمك بالشروه، والثلاجة وبضعة جنيهات وكذا بوتاجاز المصانع الحربية والسخان والسيارة ببضع مئات وبالتقسيط وسوف ننشر ما نذكره فى اعلانات الشركات وقتها، مثلا كيلو اللبن بقروش وكيلو الجبن بقروش وكيلو الحلاوه بقروش وكذا العسل والطحينه وعلبة السالمون والسردين والبلوبيف البرازيلي أيضا بقروش وسمكة الرنجا ببضع مليمات، والخضار والفاكهة أيضا بقروش، فكان المرتب والدخل بجنيهات والسلع بقروش فكان الكل راضي ومطمئن ويشارك فى جمعيات وهي عادة شعبية للادخار.
وتأتي الأزمات فالكل يتبرع بما هو في قدرته، معونة الشتاء، تبرع بالدم بلا مقابل ونتبرع للمقاومة الشعبية، للزلازل كزلزال اغادير بالمغرب، وفى اوقات الحروب والاعتداءات علينا كما حدث في 1955 و 1956 بعد تأميم قناة السويس، فى محاولة مستميته لوقف التنمية المصرية الغير مسبوقة والاستعداد لبناء السد العالي ومحاولة تركيع القيادة السياسية بزعامة ابو خالد “عبد الناصر”، رمز الحرية والتحرر وزعيم العالم الثالث، ومساندة الحركات التحررية حتي تحررت الدول العربية المحتله وامريكا اللاتينية، ومن هنا كان تكتل قوي البغي والعدوان، وكان اعتداء 1956ووقف الشعب يقاتل فى مقاومة شعبية غير مسبوقة، وظهر الانتماء للوطن جليا علي كافة مستويات الوطن من أطفال وشباب وشيبة وبنت وامراءة، وسطر الشعب ملحمة صمود وتصدي لعدوان ثلاث معتدين دولتين كبيرتين انجلترا ايدن وفرنسا جيموليه والعدو الصهيوني بن جوريون.
فكانت بورسعيد الباسلة رمز الصمود وتبرع الشعب حتي بدبل الخطوبة من الشباب والشابات حتي تحقق النصر السياسي، رغم عدم تكافئ القوة العسكرية بعدما تسابق الاتحاد السوفيتي وماما امريكا علي احتواء مصر عبد الناصر، واصدرتا الانذار الروسي والاميركي بوقف الحرب والذي أجبر انسحاب الأعداء بجانب الاستبسال الشعبي والنصر السياسي الذي حققة جمال عبد الناصر .
الوصف يطول ورغم أنه يستعيد ذاكرة الماضي القريب والذي يظهر ويبين معدن وأصالة هذا الشعب الذي يملك جينات مصرية متفردة منذ الملك مينا موحد القطرين احمس الي رمسيس.
شعب الحضارات والعلوم والفلك والهندسة والطب والقانون، شعب علم العالم منذ سيدنا ادريس عليه السلام اول من خط بالقلم، وكما قلت الحكاية طويله مفرحة وحزنة وحتي مؤلمة ولكن أيضا ضالتنا لابد ونبلغها وأن نحصل عليه ونستعيدها ونتشبس بها ونذكر أسباب مانحن فيه من ألم وحسرة ولا أقول يأس وندم لأن كما تعلمنا :
إذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد وأن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
ومن لم يعانقة شوق الحياة تبخر فى حوها واندثر .
وهنا كما وعدنا سنذكر كيف انقلب الحال وتحول الكثيرون منا إلى مستورد مستغل لايعبئ بوطن أو مواطن، كل همه الارقام تزيد وتعلو وتتضخم أرصدة البنوك ويليها فى مصر بل فى جزر الباهاما وسويسرا وغيرها، وأصبح وطنه واولاده الدولار والدينار والاسترليني وأصبح شتام سباب لوطن كرمه الله فى كتبه فى توراته وانجيله وقرأنه.
وابن وطني أهانه ويهينه تحت راية الفرنجة ونسي لغته العربية لغة الجنة والقرأن ولبس الباريه والبرنيطة وخلع العمامة.
والقفطان الرحب أستبدل ببنطال ممزق ومحزق وملزق، تعرت الصدور والسيقان وأنخلع برقع الحياة وتبدل اللغة والعادات والتقاليد فى الكلمة والأخلاق والمأكل والملبس، فغابت البركه بعدما حل الحرام من الأستغلال والأحتكار والجشع والرزيلة.
بالتأكيد سنكمل أسباب التدهور ونضع الحلول البسيطة ونعود جميعا نهتف معا
تحيا مصر بحق، تحيا مصر بالأنتماء، تحيا مصر بالقناعة.
وكما قلت منذ السبعينيات لن تبني مصر إلا بسواعد أبناها، لابالبنك ولا بالصندوق ولا بالدينار والدولار، ولكن بسواعدنا كما سبق وأن بنينا.
وإلي لقاء لأستكمال باقي الحدوتة شاء من شاء وأبي من أبي
صقر برلمان مصر “محمد البدرشيني”