صراع الأجيال وكيف نقرب المسافة بينهم
كتب مجدي عبدالله
حول هذا العنوان أقيمت ورشة عمل بقصر ثقافة الانفوشي يوم الأحد 21 مايو 2023 حاضر بها الدكتورة نجلاء مصطفي محمد استشاري الصحة النفسية والدكتور امين عزام مدير التدريب بالازهر بالإسكندرية والشابة علياء طارق جابر وأدار الندوة مهندس مجدي عبدالله خبير التنمية البشرية تحت رعاية مديرة القصر اماني علي عوض.
كما شارك الدكتور اشرف الرسول ببحث أرسله عبر الواتساب من الإمارات قبل بداية الورشة
حيث استعرضت المنصة أسباب الصراع والاختلاف مع تعليقات الحضور الإيجابية والمتفاعلة مع الموضوع وبحضور جماهيري كبير حيث راي الجميع أن التغيرات التكنولوجية السريعة وما تبعها من تحولات ثقافية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية ساعدت إلى وجود بعض الخلافات بين الفئات العمرية المختلفة داخل المجتمعات.
وبذلك أصبح صراع الأجيال أكثر وضوحًا في عالمنا المعاصر ويرجع ذلك لأسباب متعددة حيث نشأت الأجيال الشابة اليوم مثل جيل الألفية والجيل زد في عصر رقمي يربط بين أرجاء العالم، بينما كان على الأجيال الأكبر سناً مثل جيل الطفرة والجيل إكس التكيف مع هذه الحياة الرقمية الجديدة، مما أدى لوجود الاختلافات وسوء الفهم، حيث تنظر الأجيال الشابة إلى الأفراد الأكبر سنًا على أنهم مقاومون للتغيير، بينما ترى الأجيال الأكبر سنًا أن الأجيال الأصغر يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا ويفتقرون إلى المهارات التقليدية، ورأى الحضور أن العوامل الإقتصادية أيضًا تلعب دورًا مؤثرًا في صراع الأجيال.
فالأجيال الشابة غالبًا ما تواجه أعباء مالية مثل الديون والقروض البنكية وتكاليف بناء أسرة وندرة فرص العمل، وفي الوقت نفسه قد ترى الأجيال الأكبر سنًا أن الشباب مازالت التزاماتهم المالية أقل مما يخلق بينهم كثيرمن الاختلافات في الرؤي للمجتمع والحياة.
بينما رأي اخرين أن وسائل الإتصال واللغة المستخدمة فيها هي شكل آخر من أشكال الإختلاف بين الأجيال، حيث أصبحت المصطلحات العامية ومنصات الإتصال الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وسائل أساسية للتعبير بين الأجيال الشابة، في حين تجد الأجيال الأكبر سنًا صعوبة في فهمها والتواصل بها فحدث فجوة كبيرة بينهم حتي أن ثقافة العمل أصبحت تشكل اختلافًا جديدا بين الأجيال، حيث سوق الأعمال الحديث يعتمد على اقتصاد الوظائف المؤقتة، والأتمتة، والعمل عن بعد، الأمر الذي قد يرهق كاهل الجيل الجديد إذا فقد التوازن بين العمل والحياة، ولذلك العمال الأصغر سنًا بحاجة إلى المرونة، بينما يقدّر العمال الأكبر سنًا الاستقرار ونظم العمل التقليدية.
في نهاية الورسة نافشت المنصه كيفية معالجة هذا الصراع بين الأجيال المختلفة لأجل حياة اجتماعية أفضل للجميع؟
وأعلن المهندس مجدي عبدالله ما توصل اليه الجميع أن الواجب علينا الرجوع للسبب الرئيسي لهذا الصراع وهو الفجوة الرقمية بين الأجيال.
ووجد الحضور أن سد هذه الفجوة لابد من التفاهم بين الأجيال المختلفة في جو من الانفتاح والتعاطف وتطبيق بعض الاستراتيجيات التي تعزز هذا التفاهم مثل:
– تشجيع الحوار والتواصل بين الأجيال من خلال منتديات وورش عمل تضم هذه الأجيال، تمكنهم هذه اللقاءات من مشاركة تجاربهم ووجهات نظرهم مما يساعد في بناء التعاطف وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى كل جيل نوع من المعرفة والمهارات التي يفتقر إليها الجيل الآخر، ومن هنا يمكن للأجيال الأصغر سنًا مشاركة خبراتهم في التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الجديدة بينما يمكن للأجيال الأكبر سنًا تقديم حكمتهم ومعرفتهم في المهارات التقليدية وحل المشكلات وتجارب الحياة.
– تشجيع أماكن واسواق العمل على ضم أجيال مختلفة حيث الاستفادة من القيمة التي تقدمها الأجيال المختلفة إلى العمل من وجهات نظر متنوعة، ومناهج حل المشكلات، ومجموعات المهارات المتنوعة.
– من المهم كذلك تحديد الأهداف والقيم المشتركة بين الأجيال والتأكيد عليها، وإيجاد تطلعات أوسع، فمن خلال العمل على تحقيق أهداف مشتركة يمكن للأجيال توحيد جهودها، وإيجاد أرضية مشتركة.