بقلم / سحر عبد المنعم
محرره إعلامية ومصممة جرافيك ولايف كوتش
صديقتي من تكون ؟
الصداقة :-
كلمة مكونه من عدة أحرف تحتوي معاني كثيرة ومغذي كبير ويتألف منها كلمات اخري تؤكد معناها
الصداقه من الصدق والتصديق والمصداقيه والمصادقه
فالصديق الحق هو من يصدقك لأنك لاتكذب عليه حيث تعتبره مرآتك تشتكي له نفسك وتفتح له خزائن اسرارك ويصدقك القول الحق فهو لايضلك بأقواله
ولا نصائحه فمن واقع ماتكشفه له من حقائق شخصيتك يستنبط مايتناسب معك من القول الصادق الحق دون اهانه لك او تجريح فأوقات تجده يخاف عليك من نفسك من واقع مايراك وقعت فيه او مررت به فتجده ينهرك عن شئ ولكن دون قسوه يكشف لك أخطائك دون ان يفضحك او يعايرك بها فقط من باب الإستبصار بها .
ولا نصائحه فمن واقع ماتكشفه له من حقائق شخصيتك يستنبط مايتناسب معك من القول الصادق الحق دون اهانه لك او تجريح فأوقات تجده يخاف عليك من نفسك من واقع مايراك وقعت فيه او مررت به فتجده ينهرك عن شئ ولكن دون قسوه يكشف لك أخطائك دون ان يفضحك او يعايرك بها فقط من باب الإستبصار بها .
الصديقان قد لايتشبهان في بعض الأمور ولكنهما يتكاملان فيها حتي تصبح لصداقتهم معني حقيقي وفي ذات الوقت يتشابهان في أمور اخري اكثر أهميه منها الصدق كما ذكرت والإخلاص فكلاهما يخلص للأخر في علاقته به والتقدير والإحترام فكلا منهما يحترم رأي الآخر وتوجهاته وأفكاره طالما لاتتنافي مع الأخلاق والدين دون احتقار أو تقليل من شأنه كذلك يتشابهان لدرجة التطابق في الأخلاقيات وأسلوب التنشئة والتربية علي الفطرة السليمة لذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحدثنا (ان المرء علي دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ) فلو وجدت اختلافات أخلاقيه او تربويه فانتبه فهذا ليس صديق .
الصديق لايغار من صديقه فهو يعلم جيدا ان لكل منهم مهاراته واسلوب تفكيره وقدراته التي تتناسب مع طريق حياته بل يشجعه ويفرح لنجاحه ويحسه علي التقدم في مجاله .
الصديق لايحقد علي صديقه فيما حاباه الله من نعم لأنه يعلم بحكم صداقته له انه قد اتيح نعم مقابل اخري لم ينعم بها علي حين انه قد يكون هو المتمتع بها فلو نظر كل منهما لما حاباه الله به وحقد عليه ماكانت هذه صداقه .
الصديق الحق يغير علي صديقه الغيرة الطبيعية وليست المرضيه فمن حقه ان يغير عليه اذا وجده انشغل قليل عنه بشئ ما او صديق اخر ولكن دون ان تتحول لغيرة مرضيه انه المستأثر به ولايحق له ان يصادق غيره او ينشغل عنه بل يعلم ان الحياة وامورها قد تلهي كل منهم عن الآخر ولكنهم دوما مع بعضهما البعض حتي ان طالت الفترة او قصرت .
الصداقة الحق لاترتبط بمكان ولا بزمان فهي تربط كيان بكيان لايعوقهما اي حدود ففي أي وقت واي مكان تجد صديقك فور قولك له ( انا احتاج إليك ) او شعوره انك تحتاج إليه ففي اغلب الصداقات التي تكون مر عليها فترة زمنيه كبيرة يحدث بين الصديقين نوع كبير من التخاطر حيث تجد الصديق يتصل بصديقه او يرسل له رساله يسأله عن احواله وهل هو بخير مما قد يدهش الآخر لأنه بالفعل كان يفكر فيه في نفس اللحظة فكلاهما يستشعر احتياج الآخر له او حدوث مكروه لاقدر الله لأحدهما .
الصداقه الحق يكون فيه الصديق مع صديقه في الضراء قبل السراء فهو يواسيه ويسانده ويقف إلي جواره ويصدّق قوله لأنه غير مضطر للكذب عليه يقف معه في افراحه ويسعد لفرحه .
ولكن كيف تنشأ الصداقه ؟؟ وهل هي بعدد السنين والعشره ؟ وهل يمكن ان تكون حالياً في ظل وسائل التواصل الإجتماعي متوفره ؟
طالما توافرت الصفات السابقة في شخص دخلت في علاقه معه فانت علي مسار علاقة الصداقه .. هي لاترتبط بعدد السنين والعشره بشخص ما ولكن بحجم المواقف الحقيقية بينكم .
ولعل أفضل انواع الصداقه هي تلك التي تنشأ في الطفوله وتستمر معك في مراحل حياتك المختلفة وتلك التي تنشأ بين أقارب العائلة الواحدة فقد تجد من ابناء الخال او العم صديق لك وهي من أروع انواع الصداقه لأن بها رابط الدم وصلة الرحم ايضًا .
أما بخصوص صداقات العمل فتنشأ في اضيق الأمور لأن بيئة العمل تشمل أفراد مختلفون معك في امور كثيره فاذا وجدت من يتشابه معك في بعضها قد تختلفان في امور أخري وقد يؤدي الصراع المتوفر في بيئة العمل إلي توتر العلاقة بينكما اما إذا لم يؤثر هذا الصراع علي علاقتكما ووجدت منه المساند لك والمكمل لك والمتعاون معك في عملك ويتشابه معك في الأخلاق والتنشئة فقد كسبت صديق حق .
اما عن تكوين صداقة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي فهو امر ضعيف بالمره ولكن لأن لكل قاعدة استثناءات فقد تتكون صداقات حقيقيه عبر منصات التواصل الإجتماعي خاصة تلك التي تكون بين افراد منضمين لمجموعة واحدة لها اهتمامات وافكار وتوجهات مشتركة ثم تطور لمعرفة شخصية وربما مقابلات لتنتقل من العالم الإفتراضي للعالم الواقعي ثم تتكون الصداقة الحقيقية بالمواقف .
اياً كان طريقة نشأة الصداقه فإذا وجدت من تتوفر فيه شروط الصديق فأعلم انك ستنعم بصحة نفسيه لأنك ستجد من تشكو له همومك ويستمع اليك ومن يبصرك بعيوبك ومشاكلك دون ان يجرحك ومن يشجعك علي التقدم ومن يقف إلي جوارك وقت الضيق وغيرها من المميزات التي توفرها لك الصداقة الحقيقية فتحقق لك نوع من التوازن النفسي في ظل عالم يملؤه الضغوط .