صدفة غريبة بسببها نجا شخص من الإعدام ثلاثة مرات.
متابعة /شوزان توفيق
بايسون كاولا رجل بسيط نشأ في قرية صغيرة في جنوب مالاوي، سافر لفترة كي يعمل في قطاع الغاز في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، جمع من خلال عمله هذا بعض الأموال التي أراد أن يقوم باستثمارها لذلك قرر العودة إلي وطنه وشراء بيت وأرض لزراعة الفاكهة واستطاع بايسون توظيف خمسة أفراد في هذه الأرض.
إدانة بايسون بجريمة قتل
وهنا انقلبت حياة بايسون رأسا علي عقب بعد ان قام احد العاملين لديه بالشجار مع الجيران، وقاموا بالاعتداء عليه فأصابوه بجراح خطيرة، وأصبح من بعد هذا الاعتداء لا يستطيع المشي دون مساعدة، فكان بايسون يقوم بمساعدة العامل، وفي مرة من المرات وعندما كان يساعده للذهاب إلى المرحاض متحسسًا خطاه على أرض زلقة بسبب المطر الشديد، تعثر ووقع على الأرض وسقط العامل المصاب معه، بحسب رواية بايسون، وقد توفي هذا المصاب بعد ذلك في المستشفى، لتوجه إلى بايسون جريمة قتله.
الحكم على بايسون بالإعدام
وبعد أن شرح بايسون القصة كاملة في المحكمة قام جيرانه بالشهادة ضده وقالوا انه هو من قتل العامل الذي يعمل في أرضه فتم الحكم عليه بالإعدام، وانهارت والدته من البكاء بعد سماعها الحكم عليه وقد كانت تجلس في آخر قاعة المحكمة.
في هذا الوقت لم يكن هناك سوى شخص واحد فقط هو من يتولى تنفيذ عملية إعدام السجناء وكان من جنوب أفريقيا، هذا الرجل كان يقوم بجولات لتنفيذ عمليات الإعدام في دول عديدة بالمنطقة، وكان يأتي إلى مالاوي مرة كل عدة أشهر، فيعرضون عليه كشوف بأسماء السجناء الذين سوف يقوم بإعدامهم ثم يبدأ في تنفيذ مهمته.
منفذ الحكم يصاب بالتعب المفاجئ
وحانت اللحظة التي سوف يتم فيها إعدام بايسون وأخبره الحارس أن الأحكام ستنفذ في الساعة الواحدة ظهرًا، وأوصاه بأن يبدأ في الصلاة قبل تنفيذ الحكم، وبدأ تنفيذ الأحكام وشعر بايسون بالرعب خلال لحظات انتظاره واستمر تنفيذ الأحكام حتى الساعة الثالثة ظهرًا، لكن يبدو أن القدر كان بصف بايسون فقد شعر منفذ الاحكام بالتعب ولم يستطيع ان يستكمل الأسماء الباقية في كشف الإعدام وكان من بينهم بايسون .
بايسون ينجو من الإعدام
أُدرج بايسون كاولا من مالاوي على طابور الإعدام ثلاث مرات لكن منفذ حكم الإعدام أصابه التعب في كل مرة ولم يستكمل التنفيذ في كافة المدرجين على القائمة. وبعد نجاته في المرات الثلاث، حالفه الحظ ونجا بشكل نهائي عندما أوقفت البلاد العمل عقوبة الإعدام.
وتكرر الأمر مرتين بعد ذلك وبنفس الطريقة كلما أتى الدور على بايسون يشعر منفذ الاحكام بالتعب المفاجئ ولا يستطيع المواصلة، حتى أنه في المرة الثالثة أعدم كافة المدرجين على القائمة إلا بايسون الذي كان القدر دائما في صفه، وخرج بايسون من طابور الإعدام ورحل إلى سجن زومبا المركزي وانخرط بشكل مكثف في برامج السجن التعليمية.
الإفراج عن بايسون
مرت سنوات وبعد أن قضى بايسون ربع قرن في السجن، صدر حكم قضائي لأحد الأشخاص غير حياة بايسون،فقد اعترف مدمن مواد مخدرة بقتله لابن زوجته، وكان مع هذا الرجل محامي دفاع أثبت أن الحكم عليه بالإعدام يخل بحقوق المحاكمة العادلة والحماية من “المعاملات المذلة والمهينة” و كلا الحقين يكفلها الدستور في مالاوي.
وكانت المفاجأة أن وافقت المحكمة على حجة الدفاع وحكمت بأنه في بعض حالات القتل تتفاوت درجة المسؤولية عن الذنب، ومن ثم يجب أن تتفاوت مستويات العقوبة، وبسبب قرار المحكمة هذا تمت مراجعة ملفات جميع السجناء المحكوم عليهم بالإعدام ومن بينهم بايسون كاولا الذي أعيدت محاكمته وامر القاضي باطلاق سراحه.