صباح مصر
في الحب … والتعلق … وأشياء أخري
بقلم: سمير المصري
هل تحب شريك الحياة أم أنك تتعلق به فحسب؟ يمكن للحب أن يكون معقدا لكن هناك فوارق بين التعلق والحب الحقيقي.
الحب يعني الإيثار بينما التعلق يعني الأنانية ، عندما تحب، فأنت تركز على جعل الشخص الآخر سعيدا. وتفكر دائما في طرق كي يظل شريك الحياة شاعرا بالحب والإشباع .
الحب ليس سباقا بين الطرفين حول من منهما يسجل نقاطا أكثر فلا يمكن أن تبتز شريك حياتك أو تحاول التحكم فيه أو السيطرة عليه.
عندما تكون متعلقا عاطفيا فقط بشخص ما ، تركز على الطريقة التي من المفترض أن يجعلك الآخر سعيدا، تصبح معتمدا بصورة كبيرة على شريك الحياة ، بل وربما تحاول السيطرة عليه حتى لا يتركك .
بدلا من مواجهة مشاكلك الخاصة، تستغل شريك الحياة لتحسين حجم تقديرك لذاتك ولشغل الفراغ الموجود بداخلك ، تعتقد أن الآخر هو المسؤول عن سعادتك وتصبح محبطا وغاضبا إذا لم يتمكن من تحقيق السعادة لك.
الحب يعني الحرية والتعلق يعني السيطرة ، يتيح الحب المتبادل الفرصة كي تكون على طبيعتك، يشجعك شريك الحياة على أن تكون فعلا على طبيعتك وشخصيتك الحقيقية ولن تخاف أن يكتشف نقاط ضعفك.
ستكون هناك ثقة مشتركة بين الطرفين وتصبح محركا قويا لنمو العلاقة لكليكما ، فالحب لا يعني السيطرة أبدا.
إن قدرة شريك الحياة على تقبلك كما أنت وتشجيعك على تحقيق أحلامك يساعدك على ألا تسعى للتحكم في حياته.
ومن جهة أخرى فإن التعلق عادة ما يؤدي إلى الرغبة في التحكم. ربما تثني شريك الحياة عن تمضية الوقت مع الأصدقاء أو ممارسة لعبة يحبها أو نشاط ما يشغله لفترة. بل قد تحاول التحكم به وتجبره على البقاء معك بغض النظر عن مشاعره ورغباته.
الحب يعني نموا متبادلا بينما التعلق العاطفي يعني إثقالا بالأعباء ، إذا كنت تحب، فسوف تحققا معا نموا في آن واحد. عندما يعمل كلاكما على أن تصبحا شخصية أفضل، ستتحقق نتائج أفضل مما لو عمل كل منهما بمفرده.
باختصار، شريك الحياة يشجعك على التقدم والنمو وأنت تقوم بالأمر ذاته ، اما في حالة التعلق العاطفي، تقيد رغبتك الشديدة في التحكم وعجزك عن حل مشاكل نموك وتقدمك وكذلك شريك الحياة.
مشاكلك التي لم تحلها تؤدي إلى اعتمادك على الآخر، مما يحد من النمو لكلا الطرفين ويجعل من الصعب أن يحب أي منهما بطريقة صحية.
الحب دائم والتعلق مرحلي ، الحب يستمر إلى الأبد. قد تنفصل أنت وشريك الحياة سواء كان ذلك مؤقتا أو بشكل دائم. لكن إذا كنتما تحبان بعضكما بعضا حقا، فإن هذا الشخص سيكون له دائما مكان في قلبك وستظل دوما تتمنى له الخير طوال حياتك.
لكن، من ناحية أخرى، إذا كنت متعلقا فقط بشريك الحياة فمن المرجح أن تشعر باحتقار تجاه شريك الحياة في حالة الانفصال ، بل ربما تشعر أنه خانك، وهذه المشاعر نابعة من افتراض أنه كان ملزما بإسعادك لكنه لم يفعل ذلك من وجهة نظرك.
الحب يقلص من الأنا ، والتعلق يعزز من الأنا ، فعندما تحب تفكر في نفسك بدرجة أقل ، تساعدك علاقة الحب الصحية على أن تقلص من الأنا ، وتحفزك على النمو وتشجعك على أن تصبح أقل أنانية وأكثر حبا.
الخلاصة
العلاقة التي تربط بينك وبين شريك الحياة تسبب تغييرات إيجابية لكل منكما. بل الأهم من ذلك فسيكون لديك الشجاعة للتحدث عن نقاط ضعفك وكشف مشاكلك ويكون كل الكلام نابعا من القلب.
أما العلاقات التي تقوم على التعلق العاطفي، فإن الأنا هو الذي يتحكم بها دائما. لهذا، يقع الكثير من الناس في دوامة من العلاقات غير المُرضية لكل منها النمط ذاته والمشاكل ذاتها.
ستجد صعوبة في أن تنظر إلى داخلك وحل مشاكلك. هذا الاعتماد الكبير على العلاقة يجعلك تشعر بأنك لن تكون سعيدا بدون شريك الحياة ، وتعتمد على شريك الحياة في حل مشكلاتك أو على الأقل على نسيانها.