صباح_مصري …. .
ستر الله يدوم …..
بقلم د. سمير المصري
الذنوب والمعاصي تضر ، للمعاصي آثارا وثارات ، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وصحته وبدنه
وعلى دينه وعقله وعلى دنياه و علي آخرته فلا تهتكوا ستر الله ….
ان نعم الله علينا كثيرة ، وفضله علينا وفير ، فلا أول لمبتداها ولا آخر لمنتهاها
فهي لحجمها لا يحدها حد ولكثرتها لا يبلغها عد فقال سبحانه وتعالى
{ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار }
{ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم }.
عباد الله نحن دائما نحتاج ان نتذكر نعمة الله ، نعرف قدره، ونشكره سبحانه وتعالى فإن شكره دائما قيد نعمه
{ لئن شكرتم لأزيدنكم }.
ان نعمة الستر التي أتحدث عنها من أجل واعظم هذه النعم ان هذه النعمة عندما تتفكر فيها يزيدك الله تعالى حبه
واكثر منك حياؤك ، وانكسرت بين يدي ربك ، وتواضعت له سبحانه وتعالي ألا وهي نعمة الستر ، سترك ورضاك يارب العالمين وإياكم .
ان الستر نعمة عظيمة، ومنة من عند رب العباد جسيمة، لو كشفها عنا سبحانه وتعالي عنا لكنا مفضوحين بل وافتضحت امورا كثيرة وكبيرة كانت في طي الكتمان
مختبئة لايعرف عنها أحدا اي شئ ولافتضحنا ، ولما استطاع أحدا حتي النظر إلى وجه أخيه، ولعمت العداوة والبغضاء و الكره بين الخلق أجمعين.
اعلم أن الناس إذا أعجبوا بك فإنهم يعجبون بستر الله عليك ، ،واذا نشر الله تعالى ما ستر لما نظر أحد إلى أحد ، ولما
كان من الممكن ان يستمع أحد إلى اخر ابدا ، والستر من نعم الله التي يسبغها علي عباده السابغ
{ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } ، نعمته الظاهرة ما أحسن من خلقك ، . ونعمتة الباطنة ما ستره من سيء اعمالك.
نحن لا ندري على أي نعمة نشكر ..؟
أعلى جميل ما نشرت سبحانك وتعالى ، أم على قبيح ما سترت ، يا إلهي ما أكرمك
فإن كانت الطاعات اليوم سبحانك تبذلها وغدا تقبلها وإن كانت ذنوب اليوم انت تسترها وغدا تغفرها
أننا من الطاعات بين عطيتك وقبولك لها، ومن الذنوب بين سترك ومغفرتك لنا … اللهم أدم علينا نعمة سترك وارضي عنا
أنها صفة الله عز وجل ستره علي عباده ، ان الستار هو اسمه، وهو صيغة مبالغة على وزن فعال، أي أنه شديد الستر على خلقه.
اعمالهم إليك صاعدة ، إنك يا ارحم الراحمين تتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إليك بالذنوب
ولو كنت تشاء سبحانك اللهم وبحمدك لفضحتهم وعاقبتهم، ولكن يعلمون تماما ان محبتك للستر تمنع ذلك.
الخلاصة
أن الله يعلم نية العاصي قبل معصيته، ويعلم سبحانه وتعالى ان هم بها، وعزم عليها ، ومكره لتحصيلها، وتحركه إليها، وسعيه ذاهبا إليها، وكيف يخطط ليتوارى بها عن خلقه من الناس، ليستخفي بها عنهم
ولا يستخفي عن الله وهو معه إذ يبيت ما لا يرضى من القول ، انت تفعل الإثم والخطا وتحاول اخفائها وتواريها بجــدران الـبيوت عن خلقه ..
مع انك بعين الله لو كنت تشعر … وتخشى عيون الناس أن ينظروا اليها …. والعجيب انك لم تخش عين الله والله ينظــر
ومع ذلك يصبر الله عليك ، فلا هو الذي يرسل عليك صاعقة تحرقك، ولا ملكا يصفعك
ولا أحدا يمنعك وإنما يضع في طريقك مذكرات آية، موقفا، نصيحة عابرة، شيئا يلفت انتباهك
لعله ينزعك عن مراد السوء، ولكنك صاحب عقل شرود، وشيطانك عنيد، وصاحب غفلة مطبقة، وشهوة تعمي وربك ذو رحمة واسعة،
غدا صباح مصري جديد …..
د سمير المصري