صباح_مصري
الطبع يروح ….. مع طلوع الروح
بقلم د. سمير المصري
الطبع هو النموذج السلوكي المتميّز لشخص معيّن
هو نظام من الدوافع التي تشكّل أساساً للسلوك، على الرغم من أنها متباينة عنه ،
ولقد أكد ” فرويد، ” صاحب أهم نظرية في الطباع
تلك الطبيعة الدينامية للسجايا ولخصائص الطباع عندما قام بربط الطبع بالطاقة الجنسية المحركة
لقد قام …. –
وبعد سلسلة من الفروض – بالنظر إلى خصائص الطبع وصفاته المختلفة على أنها عملية تصعيد لصور الدوافع الجنسية المختلفة
أو تشكيلات امجموعة من ردود أفعال” حيال هذا الدافع الجنسي
ولقد كان ذلك تفسّيره للطبيعة الدينامية لخصائص الطبع وصفاته عندما ربطها بالطاقة الجنسية المحركة
فهل الطبع أيضاً هو المكافئ للغريزة عند الحيوان التي افتقدها الإنسان ؟
نعم … علي الرغم أن الإنسان يعمل ويفكّر بما يتناسب تماماً مع طبعه ،
ولكن بالمحصلة فإن أعماله وأفعاله و أفكاره قائمة على أساس اتجاه الطبع لديه.
لكننا يجب أن نفرق بين نمطين من الطباع أحدهما هو الطبع الفردي ، والطبع الاجتماعي.
إما الطبع الاجتماعي، هو أساس بنية الطبع الذي يشترك فيه معظم أفراد مجتمع ما
وذلك خلافاً للطبع الفردي الذي يتميّز به الناس المنتمون إلى نفس المجتمع عن بعضهم.
فهل مفهوم الطبع الاجتماعي يعني بأنه ثابت
كما لو أنه يمثّل حاصل خصائص الطبع وصفاته التي يمكن الوقوع عليها عند أكثرية الناس في مجتمع معيّن ؟
ان الطبع الاجتماعي هو الاساس الذي تتشكّل عن طريقه الطاقة الإنسانية ، والتي تكون مفيدة لأغراض المجتمع الموجود وقته .
وليس الأساس الاقتصادي ..
هو وحده من ينتج طبعاً اجتماعياً و ، سينتج بدوره أفكاراً جديدة
بل إن الأفكار المولّدة الخلاقة أيضاً تؤثّر بدورها في الطبع الاجتماعي
كما يؤثّر ايضا على البنية الاقتصادية – الاجتماعية.
انه هو حلقة الوصل ما بين الأساس الاقتصادي للمجتمع وبين أفكاره ومثله العليا وإيديولوجياته .
الخلاصة
ان الطبع خُلق وعادة نفسية يتوارثه الشخص من الأهل والبيئة المحيطة به، فهو صفة ملاصقة تماما للفرد لا تنفك عنه،فمنه الحسن ومنه السيئ
قد يكون المنتشر والمعروف بين الناس أنه لا يمكن تغيير الطبع
كالبخل فإنه لا يتحول إلى كرم مهما حدث
فمن شبّ على شيء شاب عليه، فيستحيل في نظرهم تغيير الطبع مهما اجتهدت من اجل احداث هذا التغير حتى ظن الناس أن قول الطبع يغلب التطبّع قاعدة ثابتة في الحياة.
ومن الناس من يخالف تلك القاعدة، ولو كانوا قلّيلون
فيروا أن التطبّع يغلب الطبع، بمعني أنه صفات ومهارات يكتسبها الشخص ويحققها مهما كانت صعبة
مثل الإنسان الذي اعتاد على الكسل يمكنه أن يصبح إنسانا نشيطاً، وكذلك في كثير من الصفات.
ان الإنسان القوي هو الذي يحاول أن يتخلّص من كل صفة سيئة ويكتسب مكانها صفات جديدة حسنة
ومن يرغب بتغيير صفاته وسلوكه الخاطئ بصورة حقيقية فإنه يركز على كل طبع يحتاج العلاج
ويبدأ ويدرب نفسه على التخلص منه ويتدرج في التخلص من كل صفة سيئة،
وترى العكس عند فرد يختار صفة واحدة ويغض النظر عن صفات أخرى
ومع تلك الحالات التي لا تعترف بالخطأ لا يمكن النجاح ولا يمكنه التطبّع بطباع جديدة.
فهل يطلع الطبع ويروح … مع طلوع الروح … ؟
د سمير المصري