صباح_مصري (أرقص مع الحياة )
بقلم د. سمير المصري
الندم وضياع الوقت وجهان لعملة واحدة ، فلن يغزوك الندم إلا حينما تسير في طريق خاطئ يجعل عقلك يعجُ بالتحسر على خياراتك الخاطئة ، هذه الخيارات التي عادةً ما نتجت بسبب إضاعة وقتك على أمور مؤقتة دون عائد على المدى الطويل.
عادة ما يكون الندم نتيجة عدم إنجاز شيء ، فتسلّح بالطموح و اطمح دائماً للأعظم ، فالطموح سمة الناجحين المشتركة ، اصنع سعادتك بنفسك لا تجعل فوضوية وضجيج العالم يُعميك عن رؤية جمال الأشياء الصغيرة ، وتكوين السلام في أعماقك.
لا يجب أن ننتظر الشعور بالسعادة دون الغوص في أعماقنا وصنعها بأنفسنا ، فمع أننا نجوب العالم أجمع بحثًا عن الجمال، لكننا مالم نحمله داخلنا لن نجده يومًا ، فكن سلسا وإياك والعناد ، كلما أتيحت لك الفرصة حاول إعادة النظر في أفكارك ، فلا يوجد شيء يقيني تمامًا.
الفكرة التي تؤمن بها اليوم قد تكون خاطئة غدًا ، اعتبر إعادة النظر في أفكار الآخرين ، فحتى وإن لم توافقهم ، هناك احتمالية بأن حجّتهم أفضل وأوسع من خاصتك. وفي الوقت ذاته كوّن فلسفتك بنفسك، وادرس أي فكرة قبل أن تخضع لها.
عادة ما تكون النّصائح بديهية للغاية ، ولكن ما إن يقدمها إلينا أحدهم حتى نلتفت إليها بجدّية ونبدأ التفكير في احتمالية العمل بها.
قبول الناس على اختلافهم ، قبول الماضي رغم آلامه ، والحاضر رغم عثراته ، التعهد التام بالرضا عن كل ماتمنحه لنا الحياة ، والاستسلام الكامل لكل امر لانقدر على تغيره ، تقبل كل حالتنا ومانملكه ، وتقبل نقائصنا ، ومشاكلنا ، والاعتراف بذلك بكل صدق مع انفسنا ، ثم السعي بهمة وثبات وكل بلطف وبلا ضغط او تكلف لتحسين الحال نحو الافضل ، ذلك هو جوهر الحياة بأمتنان ….
إن الرضا العميق على كل يوم يمر علينا وما نلاقيه من صعاب ، وتقبل تضاريس أجسادنا مهما كان شكلها ، وقبول الناس على اختلافهم ، وقبول الماضي رغم آلامه ، والحاضر رغم عثراته ، والتعهد التام بالرضا عن كل ماتهبه الحياة لنا في أيامنا القادمة ،
ذلك هو جوهر العيش بامتنان وهو غاية الحكمة في عيش حياة طيبة . .
الملياردير ” ستيف جوبز ” أحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة. رئيس مجلس إدارة شركة آبل . عن عمر يناهز 56 عامًا من سرطان البنكرياس.
وخلفه ثروة قدرها 7 مليارات دولار .
واليك كلماته الأخيرة قيلت وهو علي و شك الوفاة :
“من وجهة نظري الآن ، حياتي هي جوهر النجاح ، لكنني ليس لدي فرح كبير بما أملكه. في النهاية الثروة أصبحت مجرد رقم أو شيء من الأشياء التي اعتدت عليها.
في هذه اللحظة ، وأنا مستلق على سريري ، مريض وأتذكر شريط حياتي ، أدرك أن كل سمعتي والثروة التي أمتلكها لا معنى لها في وجه الموت الوشيك.
إنه يمكنك استئجار شخص ما لقيادة سيارتك ، أو خادم لقضاء أغراضك، أو توظيف قياديين لإدارة أعمالك وكسب المزيد من المال والشهرة..
ولكن – وبالتأكيد- لا يمكنك استئجار شخص ما ، وبأي ثمن ، لحمل الألم أو المرض نيابة عنك.
يمكن للمرء أن يقتني أشياء مادية كما يحب ، ولكن هناك شيء واحد لا يمكن العثور عليه عند فقده “الحياة”.
كلما تقدمنا في السن أصبحنا أكثر ذكاءً ، فندرك أن ساعة تبلغ قيمتها 30 دولارًا أو 3000 دولار – كلاهما يعرض نفس الوقت بالدقيقة والثانية.
وندرك سواء كنا نحمل محفظة بقيمة 30 دولارًا أو 500 دولار، يظل مبلغ المال فيها كما هو.
وسواءً كنا نقود سيارة بقيمة 150،000 دولار أو 15000 دولار.. الطريق والمسافة التي تُقطع متساوية، وسنصل في النهاية إلى نفس الوجهة.
إذا كان المنزل الذي نعيش فيه هو 300 متر مربع ، أو 3000 متر مربع. الوحدة هي نفسها. ولن تتحرك أو تنام على مساحة أكثر من بضعة أمتار.
العبرة هنا …
الخلاصة
سعادتك الداخلية الحقيقية لا تأتي من الأشياء المادية التي تملكها . سواء كنت تسافر في الدرجة الأولى، أو الدرجة الاقتصادية. إذا تحطمت الطائرة ، تحطم معها الجميع.
لذا ، آمل أن تفهم أنه عندما يكون لديك هدف سامي في الحياة، ويكون لك مآثر أسعدت بها الغير، فهذه هي السعادة الحقيقية!
صباح السعادة ، والأمل في بكرة ، وبساطة للحياة