صباح_مصري ،، الناس معادن
بقلم د. سمير المصري
جاء رجل يشهد لرجل بالصلاح عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال له :
” أأنت جاره الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه ؟
رد : لا
وقال :
أسافرت معه في سفر طويل يسفر عن أخلاق الرجل ؟
رد : لا
قال:
أعاملته بالدينار وبالدرهم ـ الذي به يظهر ورع المرء من شرهه ؟
رد : لا
قال :
لعلك رأيته في المسجد يمسك بالمصحف ويقرأ القرآن يرفع رأسه مرة ويخفضها مرة اخري ؟
رد : نعم يا أمير المؤمنين
قال :
اذهب فلست تعرفه
وقال للرجل:
ائتني بمن يعرفه …
يقصد إحياء علوم الدين
اعلم انه لمعرفة معادن الناس يجب ان ترى ردود أفعالهم في المواقف
ومعرفة آراء من حولهم من جيران واصدقاء , وزملاء عمل معهم .
وكان منهم هكذا تعرف معادن الناس …
ضع في اعتبارك واختبارك ان معاملة الناس ماديا تضيف معرفة إلى معرفة
وتأكد تماما أن المال بالنسبة للناس شىء غال وثمين
انه يبين من خلال المعاملة صفات الكرم ، وصفات الجود من البخل والأنانية … والي غير ذلك ..
هل صحيح اصحاب المظاهر الظاهرة , والغنى الطاغي
والزينة الفارهة والزخارف الملفتة هم الانسب بالفعل للمعرفة والمعاملة ؟
هل من الممكن انه قد يكون الضعيف الفقير أحق بالصحبة والقربى ؟
المخلوق قد يقاس بمقدار قربه لربه سبحانه وتعالى وتقواه للعزيز القدير
ان قيمة الإنسان تقاس بمقدار نفعه لمن حوله ولمجتمعه ولقدرته على نشر الخير والإصلاح ومساعدة المحتاجين .
اذا ما عمل شخص واقعة من غير تأمل للعواقب
كان غالبا عليه الندم ، ولهذا أمر الله الإنسان بالمشورة
لأن الإنسان قد يطول تفكيره بالتثبت ، فتعرض على نفسه الأحوال، وكأنه تشاور
فخمير الرأي خير من فطيره ، وأشد الناس تفريطا من عمل مبادرة في واقعة من غير تثبت ولا استشارة
خصوصا فيما يتوجب عليه الغضب ذلك ينـزقه طلب الهلاك ويستتبع الندم العَظِيمٌ، فالله التثبت في كل الأمور، والنظر في عواقبها
وهنا يأتي السؤال
هل عندما تكون تحت ضغط العمل يمكن أن يكون تفكيرك بأفضل حالاته ؟
اجابتنا هنا أنه بالنسبة إلينا جميعاً تقريباً “لا”
و قد نذهب أبعد من ذلك
الخلاصة :
إنَّ تفكيرنا يكون في أسوأ حالاته عندما نكون تحت الضغط
ولكنَّ هنا تكمن المشكلة أنَّ الوقت الذي نشعر فيه بالضغط غالباً ما يكون هو الوقت الذي نكون فيه بأمس الحاجة لنكون في أفضل حالاتنا؛ أي للتفكير بشكل واضحٍ ومنطقي.
عندما نركز على محاولة تحديد أسباب التوتر
نجد أنَّ هذا أمر غير واقعي، فلا يمكننا أن نجعله يختفي كلياً
وحتى لو استطعنا، فهذا ليس مبشراً؛ وذلك لأنَّنا بحاجة إلى تحديات للتعلم والنمو”.
غدا صباح مصري جديد ،،،،،،