صباح_مصري ،،،،،
الأرزاق بين مؤمن وفاسق !
بقلم د. سمير المصري
عند لحظات التفكير الهادئة ، ووقت تدافع الخواطر في النفس
ووسط ظروف الحياة المعاصرة حين تأتي تلك اللحظات الخاطفة
تكون قمة في الإيمان فهي مرتبطة بالتفكير فيما حولنا من أمور لا نستشعرها إلا نادراً
ومما لا شك فيه أن كل منا ربما قد مرت عليه مثل هذه الأمور
هي المتعلقة بتوزيع الأرزاق والحكمة الإلهية في طريقة توزيعها
التي لا يمكن فهمها للوهلة الأولى .
فعندما نتحدث حول موضوع توزيع الأرزاق والفقر والغنى
فيجب علينا ان نتدبر ونتفكر في المسألة من المنطق البشري القاصر غير الحكيم، ونتفق على أن ما نراه اليوم أو ما رآه أسلافنا في الأيام الغابرة
أو ما سيراه أحفادنا في المستقبل البعيد في مسألة الأرزاق وجني الثروات والأموال
إنما هو أمر لا يعتمد على ذكاء أو قوة عقل وجسم أو أي سبب مادي يمكن أن يخطر على قلب انسان علي.
قد نرى مسكيناً نشفق لحاله
ونعتبر نفسنا ونحن متوسطي الحال مقارنة به
في أفضل حال وفي غنى يتمناه هذا المسكين الغلبان
وإذا هو بعد حين من الدهر، ليس هو ذاك الذي عرفته قبل زمن، بل بقدرة قادر انفتحت أبواب السماء عليه من حيث لا يدري
ووسع الله في رزقه حتى تبدأ انت ان تشفق على نفسك حين تعيد المقارنة!
أما الغريب حقا أن نرى شخصا آخر تلعنه الأرض ومن عليها من شدة ظلمه وجبروته
ومع ذلك تجد عنده من المال المتدفق عليه وبأشكاله المتنوعة وبشكل مستمر لا يتوقف..
في الوقت الذي ترى تقياً نقياً أو عابداً خاشعاً
يصل الليل بالنهار اجتهاداً في العمل والحركة والعبادة
تجده مع ذلك من أصحاب الدخل المحدود، بل وربما المحدود جداً!
وترى آخر فاسقاً لا يعرف صلاة ولا زكاة، أو دين وعبادة
وهو يرفل في النعيم ويبذر الملايين ! فما الحكاية اذن ؟
هل الرزق مرتبط بكثرة العبادة أو قلتها ؟
هل هناك علاقة بين الرزق الواسع وبين دين المرء ؟
هل هناك منطق إلهي مختلف عن منطق البشر في مسألة الأرزاق؟
أن الأسئلة في هذا الموضوع كثيرة و قد تطرأ على البال في أي وقت أو أنها طرأت على بالك في لحظة من اللحظات
وفي وقت من أوقات عمرك المديد بإذن الله..
الحقيقة التي يجب أن ندركها، ونحن نتحدث عن مسألة الأرزاق، وما إذا كان هناك منطق إلهي مختلف عن المنطق البشري فيها ،
أن الله سبحانه وتعالى له حكمته الخاصة في هذا الموضوع الحرج، مثلما كان له حكمته في الأمور كلها
كأن يموت الصغير قبل الكبير، أو أن تتزوج امرأة وتعنس أخرى
أو يرزق الله رجلاً البنات ويحرمه الأولاد أو العكس،
أو غيرها من أمور حياتية كثيرة لا نفهمها بعقولنا المحدودة وإن تفتقت عن أفكار غاية في العبقرية والإبداع والفهم.
الخلاصة
أن الله سبحانه له حكمته الواسعة فهو يوسع في رزق ذاك الغبي الجاهل أو ذلكم الفاسق العربيد
أو كافر يعادي الله ورسله ، أو ملحد بليد لا يعترف بوجود الله أو أبله آخر يشكك في وجوده سبحانه،
انه في بعض الأحيان في حين يضيق الرزق على ذاك العابد التقي النقي، أو مؤمن مخلص نظيف القلب، أو مجاهد في سبيله
أو داعية يهتدي على يديه الآلاف من البشر.. فما هذا المنطق؟
إنه دون شك المنطق الرباني ، الذي يختلف عن المنطق البشري تماماً ولا شبيه له مطلقاً.
نحن نشاء أمراً، والله يشاء آخر.. نحن نفعل ونخطط ما نريده لأنفسنا ولغيرنا،
والله يقرر ما يريده هو لنا ولغيرنا.. تدعو فلاناً إلى التقوى والعبادة حتى يفتح الله عليه أبواب الرزق
فتراه يرد عليك قائلاً:
« وما رأيك في فلان الفاسق الفاجر الذي لا يصلي ولا يصوم ولا يعرف ديناً أو شرعاً
وهو مع ذلك لا يدري كم رصيده في البنوك المختلفة من ضخامته
وكم يملك من عقارات وأسهم وغيرها من خيرات الدنيا؟!
اللهم ارزقنا رزقًا واسعًا حلالا طيبا مباركا فيه ملء السماوات والأرض وما بينهما
غدا صباح مصري جديد ،،،،
د سمير المصري