بقلم : حامد ابوعمرة
ومن الحماقة والسفاهة حينما نستغرب أن يكون هناك إنسان ذو رتبة عسكرية ولأنه بالطبع تخرج في إحدى الكليات العسكرية، ويكتب الشعر والمقال والقصة القصيرة والنثر فنقول له وما شأن الدراسة العسكرية أوالعمل العسكري بكتابة الأدب..!
والأغرب من ذلك لدى البعض ذوي الرؤى المحدودة والضيقة ، ضيق عقول أصحاب العصر الجاهلي، عندما يفتح الله على إنسان ما فيتعلم القرآن ويعلمه ، فنجده عندما يتكلم عن الحب والرومانسية ننهال عليه بوابل من الانتقادات، وإن لم تكن تلك الانتقادات على الملأ .
وكأن المطلوب من كل شخص ملتزم دينيا أن يكون درويشا ، وهي ثقافة خاطئة لم تزل تعشعش في عقول الكثيرين .
ولو علموا أن الأطباء والصيادلة والمهندسون والضباط والمهنيون هم بشر لهم قلوب تنبض بالحياة وبالطموح والأحلام .
وليتهم يعلمون أن المسلم عندما يتدين ليس المطلوب منه أن يتحول إلى درويش أوراهبا ..!
بل المسلم المتدين طالما لا يتجاوز الحدود، ويحافظ على السلوك الأخلاقي ويعامل الناس معاملة حسنة ويحترم ذاته ،ولا يؤذي او يقبح اويكفر الآخرين فما المشكلة إذا إن كتب الشعر أوالمقال أوغيره من روائع الأدب .
أنا برأيي الشخصي أن المسلم المتدين يجب عليه أن يكون فطنا ..ذكيا ..واعيا ..عصريا فكره يواكب العصر اوالحداثة أي ابن عصره وأوانه، ويعيش وقته دون أدنى تزمت أو دوجماتيك وليس لأنه تدين يطلق لحيته ويلبس جلبابا أبيضا وطاقية فوق رأسه وإن كنت لا أنكر من يفعل ذلك، ولكني أنكر منهم الذي يمشي في الطرقات مطأطأ الرأس مخذولا وكأنه متسولا او هاربا من العدالة وأنكر كذلك الذي يحرم الضحك أوالسرور على نفسه وعلى الآخرين وانه يجب عليه ان يكون عابسا الوجه بائسا .
وهنا استشهد بذاك الموقف الذي حدث مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه لما رأي أحدهم يمشي مطأطأ الرأس فقام بضربه بالدرة ، وقال له ..ياهذا ارفع رأسك لا تمت علينا دينتا .
وخلاصة القول من مقالي هذا هو أنه لا إفراط ولاتفريط فديننا الحنيف والذي أنعم علينا الله به هو دين الوسطية فياليت قومي يعلمون.