بقلمي /حامد ابوعمرة
ملعون ابوك يافقر حوجتني للاندال
ملعون ابوكي ياعوزة زلت السؤال أتال
آه لو لعبت يازهر وتبدلت لاحوال
وركبت أول موجه في سكة الأموال
هي كلمات لأغنية شعبية غناها مطرب شعبي لاقت رواجا كبيرا في عالم الفن ،واشتهر صاحب الأغنية حيث ذاع صيته ، وربح من وراءها ماربح لما حقق من مكاسب مادية جمة ؛ فقال الناس حتى تأثرا بأغنيته أن الزهر قد لعب معه فركب أول موجة في سكة الأموال ..!
ولوتاملنا تلك الكلمات التي استوقفتني حيث أتناول هنا موضوعها بعيدا عن تلك النظرة التزمتية التي قد يصفني بها البعض خاصة أني لست شيخا ولا مفتيا أو مفسرا وإنما أردت فقط تسليط الضوء من زاوية خاصة وبرؤية ذاتية فقط ..فتلك الأغنية التي يرقص على ألحانها الشباب والفتيات والأطفال في الأفراح، وليالي الملاح حيث تبث سمومها عبر صالات الأفراح، لما فيها من إثارة شيطانية ، وعبر مكبرات الصوت للسيارات المارة ،وكم من برامج تلفزيونية قد أثارت ضجة عبر استضافتها لذاك الذي لعب الزهر معه فغناها مرارا وتكرارا بناء على طلب الجماهير أو بطلب من الذين يقدمون تلك البرنامج ، ولا أعلم ترى هل يعلم الذين يسمعون تلك الأغنية مدى خطورة كلماتها والتلاعب بألفاظها وتأثيرها على عقول الكثير من العامة من الناس وخاصة فئة الشباب والصغار والذين يقلدون بفطرية ما يشاع حولهم ، وما تلتقطه آذانهم ، والخطورة تكمن في استخدام ألفاظ لا تليق بتقاليد مجتمعاتنا وبل تتعارض مع عمق عقيدتنا الاسلامية وذاك هو الأخطر ..فاستخدام كلمة ” اللعنة” بصورة عامة كلمة تثير الاشمئزاز والاستفزاز والبؤس ككلمة غير محمودة ، وإن كانت هنا بدون إسناد إلى لفظ الجلالة، وفي هذه الحالة وإن قال عنها أحد العلماء بأنها بعيدة عن المأثم أو الإثم.. لكن ما أن تتبادر لأذهاننا تلك الكلمة وإلا وفسرت معانيها بالطرد من الخير والابعاد والسب والدعاء من الخلق ، والتخوف من توظيف تلك الكلمة فتهوي بصاحبها حتى يصبح ما بين قوسين أو أدنى من جرف هار ..! كذلك أي زهر هذا الذي لو لعب لرفع صاحبه إلى عليين ..؟! وكيف نردد مثل تلك الأغاني ،ونحن على يقين بأن عقيدتنا الإسلامية تحثنا على التوكل على الله والرضى بما قسم الله من رزق وهو القائل سبحانه جل وعلا في كتابه العزيز ” وفي السماء رزقكم وما توعدون .فورب السماء والأرض إنه لحق كماتنطقون”.