صباحك تكنولوجيا (التفكير الإبتكارى و الإرتقاء بالقدرة الابداعية)
بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
يعتبر التفكير الإبتكارى أو الإبداعي جزءاً هاما من واجبات الأفراد في المجتمع، فهو قوى دافعة مهمة للتنمية الشخصية، والنمو الاقتصادي، والتقدم المجتمعي، وعلى ذلك يجب الإرتقاء بالقدرة الإبداعية وجعلها أكثر إدراكا لأهمية الابتكار وأكثر ميلا إلى إتاحة الفرصة للآخرين للإبتكار، فالتفكير الابتكاري هو القدرة على خلق شيء جديد، او ربط أشياء بأخري لإيجاد حلول للمشكلات كالذي يربط قوانين بأخري لإيداد حل مشكله، وذلك بالابتعاد عن أنماط التفكير التقليدية بمساعدة التفكير الابتكاري، فهو نشاط إنساني يحدث في جميع مجالات الحياة كما يحدث على مستوى الفرد والجماعة والمؤسسة والمجتمع وقياسه أمر نسبی حيث يمكن للفرد أن يولد أفكارًا جديدة، ويتصرف بشكل مختلف، ويخرج بحلول جديدة للمشاكل، وغالبًا ما يأتي التفكير الابتكاري من الجمع بين الأفكار أو المنتجات الشائعة من تخصصات مختلفة، وهناك أنواع مختلفة من التفكير. من حيث الحداثة والأصالة، هناك تفكير مبتكر إبداعي وهناك تفكير قياسي، ولا يوجد أحدا يستخدم التفكير القياسي فقط؛ لدينا جميعًا القدرة على التفكير بشكل مبتكر.
فالتفكير الإبتكاري، هو مفتاح توليد الأفكار وهو أسلوب جديد لتحسين السلع والخدمات وأهمها حل مشكلات التعليم، وهما أيضًا مفتاح نجاح أي عمل تجاري، خاصة عند وضع الاستراتيجيات أثناء التخطيط الاستراتيجي وعند تصميم منتجات وخدمات جديدة، فالابتكار هو عملية تطبيق الأفكار الجديدة التي تعطي قيمة للمؤسسة والدولة والمجتمع أيضًا، ويعتبر الابتكار الطريقة المناسبة لعمل أي شيء، والذي يمكن أن يكون عبارة عن تكنولوجيا جديدة، أو خط أو طريقة جديدة للإنتاج، أو تحسين في المنتج الحالي، أو ايجاد طريقة لحل مشكلات التعليم او غيرها ويجب أن تكون القدرات الإبداعية في المستقبل هي البند الأول في التوصيف الوظيفي لوظيفة (مدیر)، فالمدیر مسئول عن ثلاثة عناصر هي الأفراد- الموارد- الطرق والأساليب وإذا كان الاتجاه الحالي هو التميز فلكي يتحقق التميز لا بد من اللجوء الى طرق وحلول لم تكن مسبوقة من قبل.
والابتكار نقطة الإنطلاق إلى الإبداع: قبل الوصول إلى الإبداع لا بد من أن نصل أولا إلى الإبتكار فالإبتكار هو مهارة اختراع الجديد وصنع القيمة الجديدة. الابتكار هو عملية إنتاج شيء جديد له قيمه فهناك العديد من الأفكار والمفاهيم الأصلية الجديدة إلا أنها دون قيمه. ولذلك يمكن أن نقول إن الإبداع هو ابتكار له قيمه ذات معنى. وحقيقة لا يكمن السر الحقيقي للإبتكار والاستكشاف في البحث عن مجالات جديدة ولكن في النظر إلى الأمور بعيون جديدة. وإننا جميعا ننظر إلى الأمور من خلال عدسة الماضي أكثر من أن نكون متفتحين لرؤية الأشياء كما هي وكما تكون. وعدسة الماضي هذه هي أكبر معوق للإبداع، فجميع الأطفال مبدعون من سن ثلاث إلى خمس سنوات. إنهم لا يعرفون في هذا السن الطرق القياسية لاستخدام بعض العناصر، لذلك لديهم القدرة على إجراء تصرفات غير عادية. بعد ذلك، ويعتمد مستوى التفكير الابتكاري للفرد على خبراته الشخصية، سواء لعب الألعاب، أو تدريب المهارات، أو تعلم كيفية عمل الأشياء، أو قراءة الكتب، أو مشاهدة الأفلام. فالوسيلة الوحيدة والممكنة لمواجهة هذه التحديات هو الإبداع لحل المشاكل التي تواجه سير العملية التعليمية للمسار الصحيح، فالابتكار وما ينتج عنه من إبداع يمثل ضرورة حتمية للبقاء والاستمرار والنجاح.
فالذكاء هو قدرة على التحصيل والتذكر فهو يرتبط بفهم دلالات الرموز والأرقام واستخداماتها وكلها عمليات تساعد في التحصيل التعليمي. وهو قدرات إبداعية مستقلة عن القدرات العقلية التي تقيسها اختبارات الذكاء وبذلك فالابتكار اتجاه في التفكير نحو التجديد فله قدرات خاصة مثل الأصالة- المرونة- التلقائية- التكيفية- ولا يعني هذا عدم أهمية الذكاء العام للأداء بوجه عام وللأداء الإبداعي بوجه خاص إذ لا يتوقع إنجاز الإبداع مع انخفاض الذكاء الذي يمكن صاحبه من فهم الرموز والأشياء والمواقف وتناولها بطريقة معقولة قبل أن يعيد تشكيلها أو تشكيل سلوكه إزاءها بطريقة مبتكرة، فهناك مستوى معين من الذكاء لا يقل عن المتوسط يلزم للإبداع. ويمكن أن نضيف أن الابتكار والإبداع يعتبر اتجاها في التفكير أكثر منه مستوى في التفكير. وليس شرطا أن يكون الشخص الذكي خلاق والعكس صحيح أيضاً وإن كان الذكاء يساعد على الخلق والإبداع. فيجب أن نضيف هنا أن العقل المبدع مثل المظلة لن يكون مفيدا إلا إذا كان مستخدما.
ولعلك تتسائل عزيزى القاريء هل يمكن للفرد أن يكون مبتكراً بمعنى هل يمكن التدريب على ذلك والاجابة هى نعم ويكون ذلك من خلال بعض الخطوات منها أن تتنبه للمشكلات التي تحدث من حولك واكتشاف ما يدور حولك من تغيرات، فالتغير يوحي بأفكار جديدة، ابحث عن مصادر جديدة للأفكار، وكن منفتحا على كل الخبرات التي تتاح لك. كن دائم البحث والاطلاع وأعمل على جمع الأفكار من كل مصدر، وقلد النحلة التي تعمل على جمع الرحيق بالتنقل من زهرة الى أخرى، اختر أنسب وقتاً تستطيع أن تفكر فيه، دع الفكرة تنم بتلقائية ودون تصنع وبمرونة، كن استغلاليا وصيادا للفرص الملاءمة للابتكار، سجل أكبر قدرا من أفكارك ولا تقلق من ضياع بعض الأفكار. واعمل باستقلالية وأحذر السير دائما وراء الآخرين ولا تخف من العمل بمفردك فالكثير من الأفكار يأتي وأنت وحيد، تجنب مناقشة أفكارك في مرحلها الأولى مع الأشخاص الذين يكثرون من النقد والتقييم، ولا تقلق بالنسبة لآراء الآخرين، كن ذا خيال واسع يكتشف الجديد في العلاقات والمتعلقات والوظيفية، ركز على التفكير الإبداعي ولا ترهق عقلك بأمور الحفظ والاسترجاع والتذكر، تعامل بحرية ومرونة مع المفاهيم والعناصر ولا تخضع دائما لما هو قائم، توقف عن التفكير في المشكلة، إذا ما استعصى عليك حلها وحاول أن تسترخي أو أشغل نفسك بأي عمل آخر، استفد من أخطائك السابقة وحاول إلا تكررها، تحمس لأفكارك وتعلم كيف تطبقها عمليا، تجنب الخلط بين التميز الذهني والأختلاف الإجتماعي، فانشغالك بتأكيد أختلافك إجتماعيًا عن الآخرين سيشغلك عن تنمية مهاراتك الإبتكارية، أقبل على الأعمال التي فيها تحد لقدرتك وتعلم كيف تتجاوز الصعوبات والفشل، كن طموحا وعلى وعي بأهدافك وثابر على تحقيقها… وللحديث بقية،،