الشاعر والكاتب محمد يوسف يكتب عن فلسفة الكلمة.
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في حديثه لسيدنا معاذ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّار عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو عَلَى مَنَاخِرهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهمْ).
نبينا الهادي البشير صلوات ربي وسلامه عليه أراد هنا أن يوجه رسالة للبشرية كلها عن مدى خطورة الكلمة وأهميتها. الكلمة باختصار هي ملخص لكل ما يمكن أن يحدث في حياتنا عظيماً كان أو هيّنا. فقضاء الله إذا أراد شيئاً يكون بكلمة ” كن “. وصائرنا جميعاً مرتبط بكلمة، فبها ندخل في زمرة المؤمنين الصالحين وبها ندخل والعياذ بالله في زمرة الفجرة الكفرة.
الشرط الأول من شروط الإيمان هو الشهادة وبها إن صدقت ندخل الجنة برحمة الله. وربما كلمة أخرى نهوي بها في النار.
نحن نحب ونبغض بكلمة. بكلمة تقوم حرباً يهلك فيها الآلاف، وبكلمة تنتهي. بكلمة تنشأ أسرة وحياة، وبها تنتهي. بالكلمة تأسر قلوباً وبها تكسر قلوباً وطعنها.
كل حياتنا تقوم بكلمة وتزول بكلمة.
الكلمة يمكن أن تكون نوراً يهدي الآخرين، أو سهماً قاتلاً.
علينا جميعاً أن ندرك أهمية كل حرف يخرج من أفواهنا. ونتحرى دائماً عما نقول و لمن نقول ومتى نقول وكيف نقول. ونتحسس جيداً مدى تأثير كلماتنا على الآخرين.
لا تستهينوا بألسنتكم، فهي تكون إما بلسماً شافياً أو سياطاً مؤلمة.
رزقنا الله وإياكم حلاوة اللسان وصدق البيان.