يكتبها : محسن حديد
شخصيه تكاد تغشي بروعتها وبهائها كل شخصية نسويه أخرى في تاريخنا. كشخصية شجرة الدر أول وآخر ملكة جلست على عرش مصر الاسلاميه،وحكمت مصر حينا لم يطل أمده .
وقد عرفت مصر الاسلاميه شخصيات نسويه أخرى غير شجرة الدر كان لها أعظم نفوذ،وفى الطليعة هذه الشخصيات الأميرة ست الملك الفاطمية ابنة الخليفة العزيز بالله،واخت ولده الخليفة الحاكم بأمر الله.
وقد ولدت هذه الأميرة النابهة سنه 359هجريه(970م)بعد الفتح الفاطمي لمصر بنحو عام. وقدمت إلى مصر مع والدها العزيز فى ركب جدها المعز فى أواخر سنة 362هجرية.
وربيت بالقصر الفاطمي بالقاهرة المعزيه عاصمة الخلافة الفاطمية الجديدة .
وكانت أمها جارية رومية أو قبطية على الأرجح كانت ساريه للعزيز (فى بعض الروايات الكنسية المعاصرة أن هذة الجارية النصرانية كانت أما للحاكم بأمر الله) . وقد كان لهذه المصاهرة النصرانية أعظم أثر في سياسة العزيز بالله كما كان لها أعظم أثر في تربية ست الملك وتكوين مبادئها الدينية والسياسية.
كانت ست الملك منذ نشأتها أميرة عاقله حازمة وافرة التحفظ والجلد تعنى بالجليل من الأمور وكان والدها العزيز يحبها حبا جما .كبرت وترعرعت وغدت موضع ثقتة يستشيرها فى كثير من الأمور لما عرفت بالعقل والحزم وحسن التدبير وكان لارائها وتوجيهاتها أكبر الأثر في تعزيز سياسة التسامح التى اتبعها العزيز نحو النصارى.
وتوفى والدها العزيز بالله سنه 386هجرية(996م)وكانت ست الملك قد بلغت السادسه والعشرون من عمرها .تولى أخوها الحاكم بأمر الله الخلافة بعد والده وكان عمره الثانية عشرة وظل بالحكم زهاء ربع قرن من أغرب العهود التي شهدتها مصر الاسلاميه وأكثرها شذوذا واضطرابا واحفلها بالحوادث الجسام وألوان الطغيان والسفك والتناقض.
وعندما شعرت ست الملك بتقلص نفوذها بالبلاط لجأت إلى حياة العزلة بسبب أخوها الذي تم اختفائه في ظروف غامضة عند ذهابه للطواف بجبل المقطم ليلا واختفى ولم يجدوا له أثر إلا وجود حماره الاشهب وقد قطعت ساقيه الاماميتان .وانطوت صفحته وقيل فى اختفائه أساطير كثيرة.
لقد عاشت ست الملك أميرة فقط ولم تجلس على عرش ولم تتبوأ رئاسة أو زعامة رسمية،ولكنها كانت بذكائها وقوة نفسها و
بارع خلالها أقدر من كثيرين ممن تبوأوا العروش والرئاسة رغم جمالها وسحرها كامرأة فإنها تفيض فى مواهبها البديعة كمدبره للملك والسلطان.
وتمت تجهيز أخوها للخلافة ومن بعده ابنه الخليفة الظاهر لاعزاز دين الله ولم يتجاوز السابعة عشرة من عمره.
وتوفت ست الملك فى أواخر سنة 414هجرية(1023م) وقد بلغت الخامسة والخمسين من عمرها