شخصيه اليوم ..
ست الملك الفاطمية (359-414 ه) ،(970-1023م)
يكتبها : محسن حديد
شخصيه نسائيه تسطع فى تاريخ مصر الإسلامية
شخصيه تكاد تغشى بروعتها وبهائها كل شخصية نسوية أخرى في تاريخنا .
كشخصية شجرة الدر أول آخر ملكه جلست على عرش مصر الاسلاميه ، وحكمت مصر حينا لم يطل أمده.
وقد عرفت مصر الاسلاميه شخصيات نسوية أخرى غير شجرة الدر كان لها أعظم نفوذ ، وفى طليعة هذه الشخصيات الأميرة ست الملك الفاطمية ابنة الخليفة العزيز بالله ، وأخت ولده الخليفة الحاكم بأمر الله.
وقد ولدت هذه الاميره النابهه سنه 359ه (970م) بعد الفتح الفاطمي لمصر بنحو عام.
وقدمت إلى مصر مع والدها العزيز فى ركب جدها المعز فى أواخر عام 362ه وربيت بالقصر الفاطمي بالقاهرة المعزيه عاصمة الخلافة الفاطمية الجديدة. وكانت أمها جارية روميه أو قبطية على الأرجح كانت سارية للعزيز.
وقد كان لهذه المصاهرة النصرانية أعظم أثر في سياسة العزيز بالله كما وأعظم أثر في تربية ست الملك وتكوين مبادئها الدينية والسياسية.
وكانت ست الملك منذ نشأتها اميره عاقله حازمة وافرة التحفظ والجلد تعنى بالجليل من الأمور وكان والدها العزيز يحبها حبا جما
كبرت وترعرعت وغدت موضع ثقة يستشيرها فى كثير من الأمور لما عرفت بالعقل والحزم وحسن التدبير وكان لأرائها وتوجيهاتها أكبر الأثر في تعزيز سياسية التسامح التى اتبعها العزيز نحو النصارى.
توفي العزيز بالله سنة 996م وكانت ست الملك قد بلغت السادسه والعشرون من عمرها.
تولى أخوها الحاكم بأمر الله الخلافة وكان عمرة الثانية عشر وظل بالحكم زهاء ربع قرن من أغرب العهود التى شهدتها مصر الاسلاميه وأكثرها شذوذا واضطرابا واحملها بالحوادث الجسام وألوان الطغيان والسفك والتناقض.
وعندما شعرت ست الملك بتقلص نفوذها في البلاط لجأت إلى حياة العزله بسبب أخوها الذي تم اختفائه فى ظروف غامضة عند ذهابه بالطواف بجبل المقطم ليلا واختفى لم يجدوا له أثر إلا وجود حماره الاشهب وقد قطعت ساقيه الاماميتان.
وانطويت صفحته وقيل فى اختفائه أساطير كثيرة.
لقد عاشت ست الملك أميرة فقط ولم تجلس على عرش ولم تتبوأ رئاسه أو زعامة رسمية
ولكنها كانت بذكائها وقوة نفسها وبارع خلالها أقدر من كثيرين ممن تبوأوا العروش والرئاسة.
رغم جمالها وسحرها كأمراه فإنها تفيض فى مواهبها البديعة كمدبره للملك والسلطان وتجهيز أخوها للخلافة ومن بعده إبنه الخليفه الظاهر لاعزاز دين الله ولم يتجاوز السابعة عشرة من عمره.
وتوفيت فى أواخر سنة 414ه 1023م وقد بلغت الخامسه والخمسين من عمرها.