بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير البُصيلى
إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس امام عملية يوم السادس من اكتوبر..!!
في يوم السادس من أكتوبر 1973 اندلعت نيران حرب يوم الغفران. تسمى في إسرائيل حرب يوم الغفران وفي مصر تسمى حرب أكتوبر المجيدة . إسرائيل انصدمت في أقدس أيامها يوم الغفران وكانت هنالك مفاجأة كبرى. لقد حقق الجيشان المصري والسوري بعض الانجازات الميدانية المهمة في مراحل الحرب الأولى حيث عبر الجيش المصري قناة السويس وانتشر على امتداد ضفتها الشرقية بينما اخترقت القوات السورية الجولان ولم تتمكن إسرائيل من صد القوات ولكن إلى حين.
فبعد عدة أيام قلبت إسرائيل الأمور رأسًا على عقب حيث وصل جيش الدفاع الى الضفة الغربية من قناة السويس على بعد 100 كلم عن القاهرة بينما كانت دمشق في مرمى المدفعية الإسرائيلية. وافقت بعدها مصر وسوريا على وقف اطلاق نار ووقعت اتفاقات لفض الاشتباك.
وضعت هذه الحرب حدًا للحروب بين إسرائيل ومصرواجبرت إسرائيل ان تفتح باب السلام في المنطقة مع توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل وأعظم دولة عربية.
إذًا حرب يوم الغفران بدأت بمفاجاة كبيرة وانتهت بنصر عسكري ولكن أعظم انجازاتها هو فتح أبواب السلام في المنطقة
ولقد تناولت الصحف المصرية والعالمية هذا الحدث الكبير وهزيمة الكيان الصهيونى المتغطرس
ولأنها كانت مفاجأة صادمة للعالم أجمع لسرية الخطة المحكمة التى وضعها الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة الجيش أحدثت ضجة فى صحف العالم وكل وسائل الإعلام المحلية والدولية وبدأت كل صحيفة تسطر أخبار العبور والانتصار لحظة بلحظة بأحرف من نور لتسجل فى أرشيف الصحافة المحلية والعالمية شاهدة على ذلك الانتصار العظيم.
وها نحن فى 2020م وبعد مرور 47 عام على انتصار أكتوبر المجيد نستعيد أبرز عناوين الصحف المحلية والعالمية التى سجلت انتصار حرب أكتوبر فتعرف على أبرز تلك الذكريات المجيدة:
أكتوبر في الصحافة الأجنبية صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في 7 اكتوبر 1973:
لقد غيّرت حرب أكتوبر – عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس واجتاح خط بارليف – مجرى التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الأوسط بأسره إن الأسبوع الماضي كان أسبوع تأديب وتعذيب لإسرائيل، ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم، كما أن الإسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كلفتهم خسائر وأن المصريين والسوريين ليسوا كما قيل أنهم غير قادرين على الهجوم)
كما كان من أبرز صور أكتوبر التى اعشقها صورة الجندى المصرى وعلامة النصر
وهى حقا من أفضل صور حرب اكتوبر 1973 – العاشر من رمضان
حيث أنها من أفضل الصور التي لا تعبر عن النصر فقط (أي ليس نصر معنوي فقط)
وإنما تعبر عن مقدار وقيمة هذا النصر (نصر مادي)
فالجندي يقف أمام أحد المعابر (الجسور) التي أُقيمت على القناة، ويرفع يديه إلى أعلى وهو يحمل سلاحه مبتهجا بالنصر ويرتدي خوذة إسرائيلية !
وقد نُشرت هذه الصورة في الصحف يوم سبعة أو ثمانية أكتوبر 1973 وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية
وقد أحدثت في إسرائيل ذُعرا هائلا لما تضمنته الصورة من دلالات.
فهي تدل على:
أولا:
أول صورة تُنشر للمعابر على قناة السويس وقد ذُهل العالم كله من الفكر العسكري المصري الذي تمكن في زمن قياسي من تجريف الساتر الترابي على قناة السويس وإقامة المعابر واجتياح خط بارليف الحصين.
حيث أن الفكر السائد وقتها والذي تبنته الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وإسرائيل ونشرته على مجال واسع عالميا أن المصريين يحتاجون لسلاح المهندسين الأمريكي والسوفيتي معا لاجتياز قناة السويس والساتر الترابي وخط بارليف.
.
ثانيا:
الجندي المصري يحمل رشاش بورسعيد وهو صناعة مصرية والنسخة المصرية من الرشاش السويدي القصير (كارل جوستاف).
فى حين أن الجندي الإسرائيلي كان يتسلح بالرشاش عوزي الإسرائيلي ولكن الجندي المصري قد انتصر بسلاحه المصري الأبسط، وهذا يؤكد الحقيقة أن الجندي أهم من السلاح.
.
ثالثا:
أن الجندي المصري يرتدي خوذة إسرائيلية أي أن الجندي المصري قد هزم الجندي الإسرائيلي المتحصن في خط بارليف واستولى على عتاده.
فى ذكرى العاشر من رمضان
تحية إجلال وتقدير لشهداء الوطن