سُلطة الخِطاب
كتب/ سمير سلامة
العقل البشري يمكنه أن يغير ويعالج كل ما يراه بطريقة القصة ، وبما انه كذلك بإمكانك الوصول إلي الناس ببساطة عندما تصنع الخطاب محكماً .. لمخاطبة العالم بشكل مؤئر وفعال..
.. ذات يوم من أيام شتاء باريس القارص مر رجل بطريق ، فوجد عجوزاً جالساً علي الأرض وبإحدي يديه قبعة فارغة وبالأخري لا فتة صغيرة مكتوب عليها ” أنا ضرير ساعدوني بالمال “..
فسأله الرجل أري قبعتك فارغة كم جمعت من المال اليوم ..
فقال له العجوز لا شيء .! فالكل يمر ولا يساعدني أحد.! أيمكنك مساعدتي بالمال ؟
قال له الرجل أنا شاعر وكاتب ولا أملك مالاً الأن لمساعدتك ..، ولكني سأحاول مساعدتك ، فأخد الرجل اللافتة الصغيرة وكتب عليها جملة وأعطاها إياه ، وقال له إحملها وقد تساعدك , ومضي الرجل في طريقه..
ثم مر الرجل علي العجوز بعد إسبوع بنفس المكان وسأله كيف حالك الأن أتتذكرني ، كتبت عبارة لك علي اللافتة..
فقال له العجوز أشكرك كثيراً علي ما فعلت، الناس تمر ويعطوني المال، أفرغ قبعتي في اليوم ثلاث مرات.. والناس تصافحني .!! أخبرني ماذا كتبت علي اللافتة؟
فقال له الرجل كتبت عليها ” الربيع قادم ولكنني لن أراه “.
هنا خاطب الشاعر والكاتب الناس مغيراً للعبارة التي كان يكتبها العجوز وجعل الناس يتخيلون وضع هذا المسكين الأعمي ، الذي لم يري سحر ربيع باريس الذي ينتظره الناس بشوق.
برغم أن العجوز بطبيعته أعمي!! ولم يري شتاء، ولا صيف، ولا خريفا من قبل، ولكن العبارة البسيطة كانت تغازل القلب مع العقل ببلاغتها ..
مهارتك عند مخاطبة الأخرين بموهبة وحرفة يمكن أن تتعلمها وتتقن لغة الخطاب .. عندها ستكون من الناجحين وتؤثر علي سلوك البشر … نعم * يمكنك التغيير إذا علمت شفرة العقل وجودة خطابك ،، كما أنها من أهم قياسات اختيار ونجاحات الساسة و الدبلوماسيين!
في كل يوم أزداد قناعة أن من يجيدون الخطاب بإمكانهم التأثير علي حياة البشر ,,, نعم .. الحياة قصة ، ولكل قصة لغة خطاب .. وليس كل من يكتبون القصص بارعون.