سفيرة الطاقة المتجددة الأستاذة عطيات الطوخي
حوار مع الكاتبة عضو مجلس إدارة نادي أدب الأنفوشي
بقلم غادة سيد
▪︎ قد تعمل الحياة آلتها الحادة على سنوات عمرك كي تصقل روحك وتزيل اللثام عن مكنوناتك الخفية لتخرج منك أجمل ما فيك، وتسفر عن الوجه الاخر القوي بقوة الندوب المحفورة والجروح الغائرة. فتولَد من جديد مخلوقا لا ترهقه النوازل و لاتهزه الخطوب.
تخطت قوانين الفيزياء بطاقتها التي لا تتبدل ولا تتحول أو تحيد عن كونها الطاقة الإيجابية الدائمة التي تشع بهجة لا تنضب وألقا لا يخبو.
تعشقها القيادة . تحوط مَن حولها بذراع من حب وذراع من تحد وإلتزام.
يسعدنا أن نلتقي اليوم بالاستاذة عطيات الطوخي بمناسبة شغلها موقع عضو مجلس إدارة نادي أدب الأنفوشي في دورته الجديدة.
▪︎ نتعرف عليك عن قرب أستاذة عطيات.
▪︎ أهلا بكم..
الإسم: عطيات على الطوخى ….
من مدينة دسوق…. محافظة كفر الشيخ.
في البداية.. عملت بالتربية والتعليم كمعلمة لمادة العلوم. وتدرجت لمعلم أول، ثم وكيل مدرسة، وبعده ناظر مدرسة دكتور زويل بدسوق بمحافظة كفر الشيخ. ومما شكل بصمة لي في هذه المرحلة والتي أعتز وأتشرف بها ولازلت؛ أني كنت رئيس لجنة المكتبة وخضنا تحديا كبيرا في مسابقة المكتبة على مستوى الأربعة قطاعات وقد فزنا بفضل الله بالمركز الاول. بمعاونة فريق عمل على أعلى درجة من الكفاءة. و رغم أني لم اكن متخصصة في هذا المجال ولا أعلم عنه الكثير لكنني احتويت الجميع، وجمعتهم بالحب كفريق متجانس، وهو ماجاء حرفيا في التقرير المعتمد من اللجنة.
ثم تم التصعيد وانتدبت من قِبل التوجيه حتى شملنا معظم المدارس. وكنت في عز مسؤولياتي مع أولادي حيث كنت لهم الام والأب بعد وفاة زوجي. فابنتي الكبرى وقتها كانت في الإعدادية وابني الصغير كان عمره أربع سنوات . كنت اسافر إلى الإسكندرية وأعود إلى دسوق في المساء، ونظل إلى مايقارب منتصف الليل نعمل ونجتهد حتى حصلنا على المركز الأول على مستوى الجمهورية. وشرفت بتسلم الكأس والدرع من وكيل الوزارة بكفر الشيخ نيابة عن المدرسة بقرار من مدير المدرسة عبد المسيح راغب لنؤكد ان مدرسة زويل بدسوق الأفضل على مستوى الجمهورية لعام.٢٠٠٢…. وحتى اليوم.
ثم ترقيت إلى مدير مدرسة محلة أبو علي الثانوية المشتركة والتي تضم ٢٠٠٠ طالب وطالبة و٢٥٠ موظف وعامل وإداري.
وترشحت المدرسة للحصول على سهادة الجودة الأيزو
وجمعت 11 ملف الجودة، وخضنا مرحلة المعايير والدورات التدريبية وبعد كفاح استمر لخمس سنوات كانت مدرستنا هي المدرسة الثانوية الوحيدة التي حصلت على الأيزو على مستوى محافظة كفر الشيخ وحتى الآن. وكان التقرير الذي أفخر به وأضعه دائما في حقيبتي وهو اني أدير بالحب والمرونة والإحتواء وبفكر خارج الصندوق.
وقد نجحت أن أفصل حياتي الشخصية عن واجبي الخدمي والنشاط المجتمعي كأمينة مرأة ورئيس جمعية المرأة المعيلة على مدار سبع سنوات؛ قمنا خلالها بأنشطة متعددة كالمعارض الخيرية للملابس ومحو الأمية الكومبيوترية، ودروس تقوية مجانية للثانوية العامة لكبار المعلمين،
وقام بدعمنا رئيس محلس المدينة وقتها اللواء فؤاد سلطان والذي عمل لاحقا رئيسا لحي الجمرك بالإسكندرية.
وكان مهرجان القراءة للجميع يقام كل عام بحديقة الأسرة والطفولة برعاية المحافظ. وأمسيات لإتحاد كتاب مصر بالقاعة الماسية في الحديقة نفسها،
وشرفت أني صرت عضوا لمجلس إدارة مستشفى دسوق العام بالإنتخاب الحر وأخذنا الجودة ايضا.
ثم جاءت مرحلة الكتابة؛ بدأتها كجزء مكمل لشخصيتي وحياتي. و كان اول كتاب عبارة عن فضفضة ليلية وأنا مع أولادي، ثم تدرجت حتى وصلت لثمانية كتب مع دور نشر بكفر الشيخ وحصلت على عضوية انتساب من اتحاد كتاب مصر بتاريخ ٢٠٠٢ مع اول وتانى كتاباتى.
ثم كانت المشاركات في الأمسيات والندوات و أغلب فعاليات قصور الثقافة.
نشرت مع دار نشر لصديق عزيز ثلاثة كتب.. وهي حكايات الجدة طاطا. للأطفال. يعود الفضل في ذلك لأطفال نادي أدب الطفل بقصر الأنفوشي وأطفال دور الرعاية وكنت أقص حكاياتي لهم ومن خلال تلك الحكايات، كان كتاب حكايات الجدة طاطا. وشجعنى كثيرون ممن قرأوا كتاباتى واستمعوا اليها بإلقائي أن أستمر في كتاباتي للاطفال بجانب القصص الأخرى ..وقد قمت بكتابة متوالية قصصية بعنوان (بسمه) تم عرضها بمعرض الكتاب هذا العام 2023 عن دار تشر لتلاميذي الذين كنت مديرة لهم بالمرحلة الإعدادية. ولي أيضا كتاب (يوم في عيادة طبيب نفسي).
وفي الطريق حكايات الجدة طاطا الجزء الثاني وتم مناقشته كمخطوط بقصر ثقافة الانفوشى .
واستمر النشاط إلى أن إنتُخبت عضوا لمجلس إدارة نادي أدب الأنفوشي.
إلا أن حياتي رغم مابها من عناء ومشقة ماب جت ان أعيشها بابتسامة ورضا محاوِلة التخفيف على نفسي وعلى المحيطين بي بنشر روح الإيجابية والتفاؤل .
▪︎ مواقف طريفة في كواليس حياتك عندما تتذكرينها تبتسمين من قلبك.
▪︎ حياتي مليئة بالمواقف الطريفة البسيطة التي أحاول دائما أن أحولها إلى ذكريات باسمة.
من المواقف الطريفة التي حدثت في حياتي:
كنا نجهز استعدادا لزواج إحدى ابنتي ، ودخلنا أحد المحلات والقيت التحية على البائع فأخبرتني ابنتي انه تمثال فلم يكن مني الا أن اكملت حواري معه ولفت ذلك انظار المتواجدين؛ وكان سببا في اسعادهم وبهجتهم؛ وهذا ما أسعى إليه دائما أن أدخل السرور على من حولي. وعند خروجي من المحل تقدم إلى أحدهم ليصافحني. فما كان مني إلا أن باغته بقولي ممازحة: ثمثال آخر؟
فرد علي وهو يقسم والابتسامة تعلو وجهه ليخبرني أنه شخص حقيقي.
وأذكر مبدأ ربتني عليه أمي السيدة التلقائية البسيطة.. وهو أن ما بيدي ليس لي.
فكنت وأولادي صغار عند الإنتهاء من طعام الغذاء، نضع غطاء على ماتبقى من طعام. وكانوا عندما يشعرون بالجوع يرفعون الغطاء ويبحثون عن الطعام، فيجدوني قدمته لحارس الجراج المجاور أو لبعض العمال المتواجدين في المنطقة القريبة وأنا أرى الفرحة في أعينهم وهم ينظرون إلى قفص الخوص الصغير وانا أرخي الحبل ليصل إليهم في الأسفل وأتذكر الآية ١١٤ من سورة المائدة” ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا. “
أما الجزء الخفي الذي لا أظهره إلا للمقربين. فأنا دائما أحب أن أظهر القوة في تصرفاتي لأمنح غيري تلك القوة. فذات مرة أثناء فترة العمل الوظيفي والتطوعي وسفرى بين والإسكندرية ودسوق للمتابعة، غلبني النوم من شدة الإرهاق والمجهود، وإذا بي وأنا بين اليقظة والنوم لم أعلم إلى أين يتجه القطار.. هل هو متجه إلى الإسكندرية أم دسوق؟ واتحرج من أن أسأل فالأمر سيبدو مضحكا. فما كان مني إلا أن سألت سيدة تجلس بجواري: هل اقتربنا؟ فأجابتني اننا على وشك الوصول لسيدي جابر. فعلمت أننى بطريقى لأولادى وليس العمل !
ومن اكثر الامور طرافة .. ماعرف عني من نسيان الأسماء؛ كحال الكثيرين الذين يعانون من كثرة المشاغل والمشاكل. فتخففت من بعض الأحمال كما نصحتني احدى الصديقات المقربات ، فكنت اكتب اسماء اولادي على ورقة ومن ينتهي من إختباراته أضع امام اسمه علامة صح.
وأحيانا يحدث أن أتصل بإحدى الصديقات وعندما يجيب الهاتف لا أتذكر بمن اتصلت واظل اتحدث محاولة التذكر فأبتسم كلما تذكرت ذلك.
▪︎ مواقف تعلمتي منها واكتسبتي خبرات حياتية هامة..
▪︎ الحياة التى عشتها عندما مرض الزوج وتوفى؛ ومن قبله امى الحبيبة والصديقة التى تعلمت منها خبرات كثيرة بالحياة رغم انها كانت سيدة أمية بسبطة.
زكل ما مر بي من أحداث وعظم المسؤلية التي على عاتقي علمتنى أن اكون قوية. واعتمد على نفسي فى كثير من الامور؛ لأننى وضعت طقوسا واضحة المعالم لحياتى.. وهى الفصل التام بين حياة العمل والاعمال التطوعية وبين بيتى واسرتى.
وقد احترمها الجميع سواء من أهل زوجى او امى او ابى .. وتعلمت منها ألا أقسو مع الضعيف كالمرأة أو اليتيم أو حتى عدوك لو عاد تحت يدك. بل على العكس؛ أَكرمه ودع أجرك على الله الءي يجازي بالإحسان احسانا …
ايضا كنت مع أولادى صديقة طيبة صدوقة، وحازمة بأمور كثيرة.
فلم اشجع ابدا اى اختلاط زائد ببيتى خاصة بعد وفاة الزوج اما عملى الخدمى خارج المنزل فينتهى بعودتى إلى بيتى لتوفير الهدوء لأولادى. والحمد لله كان تركيزى معهم على التعليم المتميز والخلق والدين امام الله …
بالطبع تمنيت وجود الزوج معى بالرحلة لكنها أقدار الله التي أتقبلها بنفس راضية فكم من مواقف بكيت فيها مهما ظهرت قوتى وثقتى للجميع.
▪︎ أهم أعمالك
▪︎ من كتبى.. (كأنها لم تكن ..ليلتى الحالمه …مبارك قبل وبعد …الرساله الاخيرة ..ابلة طاطا …حكايات الجدة طاطا …وبسمة) وهي آخر عمل لي، آخر العنقود عبارة عن متتالية قصصية.
▪︎ عوامل أثرت بك في مراحل حياتك المبكرة..
▪︎ في طفولتى كانت امى صاحبة التأثير الأقوى عليّ فقد كانت صديقتى ..
وقد تربيت بحى شعبى؛ الجار يسأل على جارة؛ وكان لذلك تأثير عليّ اننى أصبحت إجتماعية مع الكل وأدعم قدر ما تسمح ظروفى ..
تعرضت لكثير من الخذلان والغيرة سواء نسائية أو من رجال بسبب نجاحات حققتها بالعرق والجهد. ومع ذلك احتفظ بالسلام النفسى والحب للجميع فقد خلقنا الله مختلفين وهذه سنة الحياة. فالود موصول للجميع وللكون كله. أما النفس والروح لا تُقبل ألا على اماكن بها تقدير وراحه نفسية فالرحلة قصيرة لا تستحق ان نشقي أنفسنا.! فأنا أؤمن بأننا ضيوف على الكوكب ولا دوام لأى شىء. إلا الاحسان والسلام. وكل ما أفعله حين أتأذى كثيرا ويتكرر ذلك؛ هو ضبط مسافات التعامل مع الدعاء للجميع والود والسلام؛ فهذا ما تعلمته منذ طفولتي من أمى رحمها الله.
▪︎ أبرز المواقع التي توليتيها والتكريمات التي حصلتي عليها..
▪︎ كنت مديرة ثانوى ثم مدير إدارة ثانوى.
رئيس جمعية اصدقاء المرأة المعيلة ..
عضو مجلس إدارة مستشفى دسوق العام عن المجتمع المدنى ..
حصلت على لقب الأم المثالية لمحافظة كفر الشيخ عام 2004…
عضو اتحاد كتاب مصر بالانتساب من 2002…ولم اتقدم للعضوية العاملة ولا أسعى إليها اريد ان اتفاعل واشارك واسعد في جو راق نلتقى فية بحب وثقافة وتقدير فقد تشبعت من كل شىء ولم يغيرنى اى منصب إلا لمزيد من التواضع والحمد لله رب العالمين فاكتب واشارك وامارس نشاطى خاصة بالمرحلة العمرية الحالية لا أسعى لاى مكسب مادى بل معنوى كهدية لنفسى بعد كل هذه الرحلة ..
الحمد لله … أشرُف حاليا بعضوية مجلس إدارة نادى الأدب بقصر ثقافة الانفوشى ..
▪︎ سؤال لم أسأله تودين الإجابة عنه..
▪︎ ماذا لو عاد بى العمر هل كنت سأفعل كل ما فعلته ؟؟
بالطبع لا.. ليس كله لأننى أفرِط بالثقة كثيرا ببداية التعاملات ثم أصدم.
وفى هذا العمر ايضا تعلمت الحيطة والصبر حتى أرى مواقف كثيرة بعينى لأبدأ بزيادة الثقة …
وأؤمن بان الله معى والحمد لله رب العالمين ..
▪︎ هل تودين إضافة اي شيء في نهاية الحوار؟
▪︎ أتوجه إليك بالشكر الجزيل ولكل من ساهم في إخراج الحوار للنور واتمنى أن ينال إعجاب كل من سيقرأ. وأن أكون ضيفة خفيفة عليه ويستمتع بهذا الحوار.
جزيل الشكر لكم أستاذتنا الكريمة وللقارئ الكريم.