بقلم : رسلان البحيصي
المرحلة الأولى: حصر العدوان الإسرائيلي والاستعداد لتدميره (72 ساعة )
الساعة الخامسة عصر يوم الاثنين 29 اكتوبر 1956م بدأت 16 طائرة داكوتا إسرائيلية بإنزال كتيبة المظلات 890 فوق ممر مثلا على مسافة 65 كم شرقي القناة لاتاحة الفرصة للتدخل الإنجليزي – الفرنسي واستمر الانزال حتى الساعة الرابعة عصر يوم الأربعاء 31 اكتوبر 1956م .
الساعة التاسعة مساء 29 اكتوبر 1956م اصدرت اسرائيل اول بيان عسكري لاعلان وجود حالة صراع مسلح على مشارف القناة وتعرض الملاحة الدولية للخطر.
مساء 29 اكتوبر 1956م عبر اللواء الإسرائيلي مظلات 202 الحدود الشرقية عند الكنتيلة ليلتقي ويدعم الكتيبة 890 التي تم اسقاطها في مثلا وتم الاشتباك مع اللواء الثاني الآلي المصري الكنتيلة والتمد ونخل.
الساعة 22:30 يوم 30 اكتوبر 1956م وصل اللواء الإسرائيلي إلى منطقة صور الحيطان وانضم إلى الكتيبة 890.
امرت القيادة الشرقية المصرية عند سماعها نبأ إنزال كتيبة المظلات 890 الإسرائيلية لواء المشاة الثاني بعبور القناة والتوجه نحو ممر مثلا للقضاء على القوة المعادية.
الساعة السادسة صباح 30 اكتوبر 1956م وصلت طلائع اللواء المصري المنطقة المقصودة مع بدء القوات البحرية المصرية عبور القناة طوال ليلة 29 – 30 اكتوبر وإعطاء القيادة السياسية الأسبقية الأولى لها كضرورة سياسية مع عبور القوات المصرية على الفواصل الزمنية بين هذه القوات.
في نفس التوقيت عبر لواء الاستطلاع المدرع الثاني القناة من منطقة الإسماعيلية ليجري مناورة تطويق واسعة عبر وادي المليز ليصل إلى مؤخرة جنود المظلات في صور الحيطان حيث يقوم بتدميرها بالتعاون الوثيق مع لواء المشاة الثاني الذي يقوم بمقاتلة اسرائيل.
صباح 30 اكتوبر 1956م تعرضت كتيبة المظلات 890 الإسرائيلية لغارات جوية مصرية عنيفة
هاجمت الطائرات المصرية عناصر اللواء المظلي 202 المتقدمة على محور الكنتيلة – نخل.
الساعة العاشرة صباح 30 اكتوبر 1956م قام لواء المشاة الرابع الإسرائيلي بالالتفاف حول مواقع لواء المشاة السادس المصري في أبي عجيلة من العوجة مروراً بالقسيمة للوصول إلى الجناح الأيمن لدفاعات أم قطف
v 30 اكتوبر 1956م دفعت اسرائيل باللواء المدرع السابع لدعم لواء المشاة الرابع في هجومه على دفاعات أم القطف
صدت القوات المصرية الهجوم وأوقعت بالقوات الاسرائيلية خسائر كبيرة
اضطر اللواء المدرع الاسرائيلي إلى قطع الاشتباك والتحول نحو الغرب في اتجاه الحسنة.
نهار 30 اكتوبر 1956م نشط الطيران المصري فوق سيناء
تم قصف الأرتال الإسرائيلية المتحركة فوق محاورها الجنوبية والوسطى
تم قصف مطارات عفير وقسطينة ورامات دافيد وسان جين الإسرائيلية.
الساعة السادسة مساء 30 اكتوبر 1956م صدر الإنذار الإنجليزي – الفرنسي المشترك.
صباح 31 اكتوبر 1956م ادي تأخر وقوع الضربة الجوية الإنجليزية – الفرنسية طبقا لبروتوكول سيفر الي اصدار بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل أمر بسحب قواته خلف الحدود.
v 31 اكتوبر 1956م أصدر الرئيس جمال عبد الناصر توجيهاته بوقف جميع أنواع النشاط العسكري التي تهدف إلى دفع قوات جديدة إلى سيناء مع الاستعداد لإعادة التوازن الاستراتيجي عن طريق حشد القوات الرئيسة المصرية على جبهة المجهود الرئيسي الجديد في مواجهة الغزو الإنجليزي – الفرنسي المنتظر.
المرحلة الثانية: النضال من أجل تحقيق التوازن الاستراتيجي في الحرب
الساعة السابعة مساء 31 اكتوبر 1956 قرار حشد القوات المصرية غربي قناة السويس لتحقيق التوازن الاستراتيجي ومقابلة الغزو الإنجليزي – الفرنسي المتوقع مع تركيز حشد القوات المسلحة المصرية وقوى النضال الشعبي داخل المثلث الحيوي بور سعيد – القاهرة – السويس
تركز النشاط العسكري المصري خلال هذه المرحلة حول تنفيذ قرار إيقاف الأعمال التعرضية بمنطقة سيناء الاستراتيجية ثم قرار إخلائها لتوحيد الجبهة الرئيسة غربي القناة
استغرقت العملية 86 ساعة ( الساعة 16:00 يوم 31 اكتوبر الي الساعة 6:00 من صباح يوم 4 نوفمبر ).
تصاعد نشاط العناصر الفدائية لتغطية عملية إخلاء سيناء
تم نقل القوات الجوية من قواعدها المعرضة للخطر في المناطق الأمامية إلى قواعد أكثر أمنا في الداخل ثم إلى قواعد في أقطار عربية
تمركزت وحدات الأسطول المصري داخل القواعد البحرية.
تعرضت مصر على امتداد هذه المرحلة للقصف الجوي الإنجليزي – الفرنسي المركز واطمأن بن جوريون إلى احترام انجلترا وفرنسا لشروط الاتفاق وألغى أمره السابق بسحب قواته من سيناء.
v 31 اكتوبر 1956م اشتبك لواء المظلات الإسرائيلي 202 ولواء المشاة الثاني المصري في منطقة ممر مثلا 7 ساعات
فشلت القوات الاسرائيلية في اقتحام الممر
تعرض موقع أبي عجيلة لاربع هجمات إسرائيلية عنيفة شنها لواء المشاة الرابع والعاشر واللواءان المدرعان السابع والسابع والثلاثون لكنها لم تتمكن من القضاء على القوة المصرية المدافعة مما دعا القيادة الإسرائيلية إلى عزل قائد العملية.
ليل 31 اكتوبر 1956م قصفت مدفعية الأسطول الفرنسي دفاعات رفح استعدادا لمهاجمتها فجر 1 نوفمبر 1956م بلواء المشاة الأول واللواء المدرع السابع والعشرين.
2 نوفمبر 1956م تحركا اللواءان الإسرائيليان المدرعان السابع من الغرب والسابع والثلاثون من الشرق لاحتلال موقع ابو عجيلة
تم الاشتباك مع قوة الموقع وخسرت اسرائيل 8 دبابات
2 نوفمبر 1956م الرئيس جمال عبد الناصر من فوق منبر الجامع الأزهر في القاهرة قائلا سوف نقاتل أي غزو ولاخر طلقة وآخر نقطة دم لنبني بلداً وتاريخاً ومستقبلاً سوف نبذل كل الجهد حتى ينتصر العرب بعون الله.
قطعت معظم الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية بفرنسا وانجلترا وشارك المتطوعون العرب في المعركة
قدم الأمين العام للأمم المتحدة استقالته استنكاراً للعدوان
اعترض أقطاب الحياد الإيجابي علي الحرب
اصدر الاتحاد السوفيتي (بولجالين) إنذار
ارتفعت أصوات المعارضة البرلمانية والشعبية في إنجلترا وفرنسا ضد حكوميتهما
عارض الرئيس ايزنهاور العدوان وطالب بإيقافه.
4 نوفمبر 1856م معركة البرلس البحرية
خرجت 3 زوارق طوربيد مصرية للبحث عن الحاملة التي تقلع منها الطائرات الإنجليزية والفرنسية وإلى الشمال من فنار البرلس دارت المعركة السريعة الحاسمة التي فقد فيها الأسطول البريطاني إحدى مدمراته.
المرحلة الثالثة: الصراع في اتجاه المجهود الرئيسي للحرب في منطقة قناة السويس وبورسعيد
استغرقت 68 ساعة ( الساعة 6:00 صباح 4 نوفمبر 1956م حتى الساعة 2:00 صباح 7 نوفمبر 1956م ).
بدأت المرحلة بالتمهيد الجوي للعزو البحري الإنجليزي – الفرنسي ثم تنفيذ الاقتحام الجوي والبحري لإنشاء رأس جسر في بور سعيد..
اللواء الميكانيكي الإسرائيلي التاسع يتقدم نحو شرم الشيخ بمحاذاة الشاطىء الغربي لخليج العقبة.
4 نوفمبر 1956م ركز الطيران الانجليزي والفرنسي قصفه علي بورسعيد
ليل 4 نوفمبر 1956م انزال القوات الخاصة الانجليزية والفرنسية على أسطح المنازل في بعض المواقع ذات الأهمية الحيوية من مدينتي بورسعيد وبور فؤاد تحت حماية نيران مدافع الأسطولين وقنابل الطائرات
5 نوفمبر 1956م اقتحم اللواء الميكانيكي الإسرائيلي التاسع شرم الشيخ
منتصف الثامنة صباح 5 نوفمبر 1956م نزلت قوات المظلات الإنجليزية والفرنسية حول المحيط الخارجي لبورسعيد في مطار الجميل ومنطقة الرسوة وبور فؤاد في أعقاب أول عملية اقتحام جوي رأسي
الساعة 2:00 صباح 7 نوفمبر 1956م جرت محاولة أخيرة للوصول إلى الإسماعيلية قبل موعد وقف اطلاق النار
اندفعت القوات الإنجليزية جنوباً ولكنها اصطدمت بمقاومة عند الكتاب أجبرتها على التوقف والتحول إلى القطاع.
المرحلة الرابعة: الضغوط السياسية والعسكرية وانسحاب قوات الثلاثة .
استغرقت 120 بدأت بوقف إطلاق النيران الساعة 2:00 من صباح 7 نوفمبر 1956م وانتهت بانسحاب القوات الإنجليزية والفرنسية عبر شاطىء بورسعيد يوم 22 ديسمبر 1956م وجلاء إسرائيل عن سيناء وقطاع غزة يوم 6 مارس 1957م .
15 نوفمبر 1956م وصول قوات الطوارىء التي صدر قرار الأمم المتحدة بتشكيلها وتكليفها الإشراف على الانسحاب تحت قيادة الجنرال ايدسون بيرنز
بلغ حجم قوات الطوارئ 4.000 ضابط وجندي من كندا وكولومبيا والدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا ويوغسلافيا والهند وأندونيسيا.
تمركزت القوات في منطقة خليج العقبة التي تضمن لإسرائيل حق المرور البحري والجوي.