سألتها يوماً
بقلم عبد الناصر العمدة
سألتها يوماً، وخصلات شعرها على وجنتيها تميل..
بعد أن تمالكت شجاعتى، من فرط جمالها الذى ليس له مثيل..
سيدتى: انا ساكن بهذا المكان مذ. عشر سنين..
ولم أرى الا اليوم هذا الكائن الجميل..
فسبحان من خلق وابدع، وهو احسن الخالقين..
فمن انتِ ومن تكونين، يامن جمالك ليس له بالكون مثيل..
سيدتى: انا الخجول بطبعى انطقنى جمالك الذى فاق وصف كل الاساطير..
اعذرينى لجرأتى فجمالك جعل عقلى منى يطير..
بربك اخبرينى من انتِ ومن تكونين..
نظرت إلى نظرة، يملؤها الخجل الدفين..
وتبسمت بابتسامة وكأن الشمس تحيطنى ذات الشمال وذات اليمين..
وقالت بصوت عزب شجى به مسحة حزن دفين..
انا امرأةٍ سكنت حارتكم، مذ اقل من عام..
ابنة رجل بين الناس، لم يكن من العوام..
والدى رحل ونعيش انا وامى، دون عم او خال..
وكان حسنى وجمالى، عليٌ وبال..
فكثيراً ماطاردتنى، أعين الرجال..
وتحرشت بى السنتهم، بسيء الأقوال..
لكونى اعيش وامى، دون حمايه من اقرباء رجال..
فتركنا حينا. ورحلنا حيث حل بنا الترحال..
انا ابنة رجل، كان يوماً سيد الرجال..
رحل عن عالمنا، وتركنا دون إنذار..
كان بين الرجال، صاحب قيمه ومقام. وقدر ومقدار..
له هيبه بكل المجالس، حيثما حل وكان..
كانت تحادثنى بكل ثقه، وانا كلى انبهار..
وكأنى أقف امام حوريه، هبطت علينا من الجنان..
قلت وما اسمك، يامن تتربعين على عرش الجمال..
قالت انا شمس النهار، هذا أسمى ومنه بعض النساء تغار..
وعند المساء ينادينى البعض، بالقمر المضىء الوضاء. المحلق بين الأرض والسماء..
تلك انا ولا اعرف لما وقفت أمامك، ولما اجبت عن سؤالك..
وانا ماتعودت على الحديث، سوى مع امى..
من تحتوينى، وتحمل عنى كل همى..
ونظرت إلى نظرة، بها ابتسامه ودلال..
وانصرفت وتركنى غارقاً، ببحر العشق والغرام..
صريع جمال، ليس له مثال..
اهذى مع نفسى، سائلها سؤال..
أحقاً يوجد بالكون، مثل هذا الجمال..
أحقاً تلك امرأة، تنتمى لبنى الأنسان..
أم أنها حورية، هبطت علينا من اعالى الجنان..