بقلم : ا. أيه فتحي
المحامية
تفشى ظاهرة الخلافات الزوجية والتى تؤدى لارتفاع معدلات الطلاق كما نشاهد يوميا فى محاكم الأسرة يلزمنا بمحاولة فهم الأسباب التى تؤدى لذلك.
الزواج فى حد ذاته امر مقدس فهو مؤسسة اجتماعية لبناء اسرة متماسكة من المفترض فيها توافر المودة والسكينه كما اخبرنا المولى عز وجل , و ان كان الله قد شرع الطلاق الا انه ابغض الحلال وارتفاع حالاته لا تعود بخير سواء على من يلجأ له او على الأطفال .
مما نراه يوميا بالمحاكم نجد ان بعض ما يؤدى بأسرة الى سلوك سبيل الانفصال عائد للظروف الاقتصادية وعدم قدرة الطرفين على تحمل واجبات الحياة الزوجية واختلاف التوقعات المسبقة عن واقع الحال عند الزواج فنرى لجوء الزوجة سريعا لمحكمة الأسرة وسهولة طلب الخلع , ونرى سلوك الزوج فى التخلى عن مسئولياته وعدم الانفاق سواء على الزوجة او على الاطفال حينما يبدأ تزايد العبء وهو امر لم نكن لنجده يوما بين ابائنا وامهاتنا .
كما ان سوء الاختيار عامل اكبر من عوامل الانفصال السريع وان كان ذلك لايمكن التحكم فيه بدقة قبل السير فى طريق تكوين اسرة, الا ان وجوب توافر معرفة كافيه بالشخصية والظروف المتوقع الحياة معها وبها يوفر حدوث الكثير من المشكلات .
ايضا لجوء الأهل لتزويج الابناء سريعا لأسباب مختلفه ,فنجد الكثير من حالات الزواج تحت السن لفتيات وفتيان ليس لديهم ادنى قدر من المعرفة بالمسئولية المقبلين عليها , فتضيع الحقوق ويكون سبيل المحاكم هو الأمر الوحيد الممكن .
وليس ببعيد عنا حوادث الأيام الماضية من زوج يلجأ لمن يقتل زوجته كى لا تأخذ حقوقها عند الطلاق , او زوج يرمى بزوجته من الشباك عند علمه بمرضها .
الشرع قد حدد وبوضوح تام سبيل الحياة الزوجية المستقره ان يتمسك كل طرف حدود المودة والرحمة والسكينة وان تكون العشرة بالمعروف , وان كان لا مفر فيكون التسريح باحسان وقيمته اعلى من المعروف فلا تهدر حقوق زوج او زوجة او اطفال .
و أخيرا فان الأمر المؤكد هو وجوب دراسة تلك الظاهرة من قبل المختصين للوقوف فعليا على كافة أسباب ارتفاعها.