“رمضان بالمصرى” (1) ليلة الرؤية
كاتب / سمير احمد القط يكتب….
وها هو شهر رمضان المبارك قد اهل وحال بلحتظة المبتهجة ودقائقه المترقبه التى تختلف فيها عادتنا عن عادات باقى الشعوب والتى يتجمع فيها الشعب المصرى أمام التلفاز وما أن يبدأ أذاعة البيان بدخول الشهر الكريم وثبوت الرؤية التى عادة ماتكون عبارة عن عملية المراقبة للهلال بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها
أما اتجاه النظر فيكون في جهة الغرب، قرب مغطس الشمس، إلى الجنوب قليلاً من المكان الذي يغطس فيه حاجب الشمس العلوي، ويكون من العسير رؤية القمر في أكثر الحالات وذلك بسبب قربه من الشمس وتأثره بالإضاة الناتجة عن شفق الشمس، كما أن حجم الجزء المضاء من القمر يكون ضئيلاً مما يصعب من إمكانية الرؤية ويفضل أن يكون الرصد في ألأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال والجبال والعمران، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، كما أن عوامل الطقس ونسبة الرطوبة والغبار والغيوم تؤثر على وضوح الرؤية وإمكانيات الرصد.
والذي يُتحرى في عملية الرصد هو هلال أول الشهر لا هلال آخر الشهر، ولذلك يتم التحقيق مع الشاهد الذي يدعي رؤية الهلال، ويتم سؤاله عن أوصاف الهلال للتحقق من أن هذا الهلال هو الذي نبحث عنه ، وقد جاءات المستحدثات الجديدة والتقنيات العلمية لتؤكد دورها فادخلت مناهجها فى الحسابات الفلكية والتى عادة ماتأتى دقيقه ومتوافقه الى شئ ما مع الرؤيه المجرده وما ان يعلن النبأ ويتلقاه الجميع من وسائل الاعلام المختلفه حتى يتحول ربوع مصر بشوارعها وطرقاتها ومحلاتها الى مايشبه خلية نحل
فتزدحم الأسواق لأستكمال باقى لوازم رمضان فتجد أزدحام على محلات الياميش لشراء البلح وقمر الدين والمشمشية والقراصية والتين وشراء المكسرات من الفستق واللوز والسودانى والزبيب وجوز الهند لزوم الحلويات الجميلة الرمضانية
هذا بالاضافة الى شراء المشروبات الرمضانية المصرية فلا يخلو بيت فى مصر لا يوجد به المشروبات الرمضانية من عرقسوس وكركدية وسوبيا وتمر هندى وقمر الدين علاوة على الأزدحام بمحلات العطارة لشراء التوابل لزوم الأكل الرمضانى ولا يغنى هذا عن السباق الخيالى الى الطبق المفضل لسحور اول ليلة وهو طبق الفول الشهى اللذيذ مع الفلافل وانواع الجبن المختلفة بالاضافة الى انواع المخللات حيث يتزاحم الجميع للاعداد لبدء اول يوم صيام الذى يتأهب فيه الجميع ويتسابقون الى بلوغ الاقرار والامتثال لامر الله وفرضه بصيام شهره الفضيل ومع صوت مدفع الامساك الذى اعتاد الجميع عليه – والذى سنتطرق اليه فى مقال اخر – من الاذاعة المصرية وقبل الاذان بلحظات يسارع الجميع الى المساجد التى تزينت مآذنها وساحاتها بالزينة والانوار ابتهاجاً بهذا الشهر ومع تلاوة القرآن والابتهالات الجميلة ترتفع الايادى داعيه تسبقها القلوب بالتمنى والرجاء لله عز وجل بما تحمله من دعوات وما تأمله من رجوات ومع صوت الاذان يبدأ رسمياً مراسم استقبال اول يوم وتختتم الصلاة بتوزيع التهانى بين جموع المصلين يتخللها قبلاتهم الحارة واحضانهم الدافئة بالامنيات