رمضان بالمصرى… المسحراتى بين الفن والتجوال …
بقلم الاديب / سمير احمد القط
يُعرف المسحراتى بأنه الرجل الذى يقوم بعملية التسحير ، والسحور أوعملية التسحير هى دعوة الناس لترك النوم لتناول الطعام فى ليالى شهر رمضان . ويستخدم المسحراتى فى ذلك طبلة تعرف بـ “البازة” ، إذ يُمسكها بيده اليسرى ، وبيده اليمنى سيراً من الجلد ، أو خشبة يُطبل بها فى رمضان وقت السحور . والبازة عبارة عن طبلة من جنس النقارات ذات وجه واحد من الجلد مثبت بمسامير ، وظهرها من النحاس أجوف وبه مكان يمكن أن تعلق منه. وقد يسمونها طبلة المسحر ، والكبير من هذا الصنف يسمونها طبلة جمال
المسحراتي أو المسحر هي مهنة يطلقها المسلمون على الشخص الذي يوقظ المسلمين في ليل شهر رمضان لتناول وجبة السحور.والمشهور عن المسحراتي هو حمله للطبلة أو المزمار ودقها أوالعزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر وعادة مايكون النداء مصحوب ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية. مع تقدم الزمن وتطور المجتمع تكنلوجيا أصبحت هذه المهنة شبه منقرضة بعدما كانت مشهورة ومتزاولة بقوة وخصوصاً في بلدان الخليج العربية السعودية والبحرين وقطروالكويت وبعض بلدان شمال أفريقيا العربية مثل مصر و تونس والسودان وليبيا وسوريا وغيرها
اما ما قد يكون خافياً عن البعض او يجهله فهو ان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وكذا الصحابى ابن أم كلثوم كانا من اوائل من قام بتلك المهنه او المهمه وهى إيقاظ النّاس للسّحور
حيث كان الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام. وأول من نادى بالتسحير فى مصر هو عنبسة ابن اسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، ويعد المصريون هم اول من أيقظوا النّاس على الطّبلة ، أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان.
اما فى مصر فالمسحراتية يطوفون في شوارع المدينة أو القرية يرددون الأناشيد الدينية وينادون الناس ياسمائهم وصفاتهم ليستيقظوا طالبين منهم أن يوحدوا الله، ويضربون على طار ضربات متوالية حتى يسمعهم النائمون فيهبوا من نومهم لتناول السحور
ويبقى دائماً المسحّراتي كصورة من الصور التى لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظاً أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته. وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ،
فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد كان والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر. وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا ” يا أهل الله قوموا تسحروا ” وهكذا ومع تباين واختلاف الصورة من بلد الى اخر من البلدان والاقطار العربية الا انها ستظل طقساً من طقوس رمضان يحملة الاجيال فى ذاكرتهم جيلا بعد جيل ويرتبط به شعوب العالم العربى وخاصة المصريين كصورة جميلة من صور ليالى شهر رمضان المعظم ، والى اقصوصة اخرى من طقوس ومظاهر رمضان بالمصرى نلتقى ان شاء الله