سليمة يطو ..
اليوم وقد بلغت من العمر مايكفي أن أبرهن للجميع بأنني نضجت على يدك ،
اليوم قد عبرت عمرا بحاله وأنت معي ، لم أفكر بأنني سأتخلى عن فضولي وحلمي بالتمسك بك، لأنك أهديتني أجمل وأروع الذكريات،
أبي…
هل تعلم أنني اليوم أشتاق لك كثيرا وأنت معي،
أحن للحظات كانت مليئة بالهدوء معك، كل يوم كنت أعبر خطوات حتى أصل إلى غرفتك، أستغرق من الوقت الكثير حتى أقرع الباب وأنا واقفة وكلي أمل أنك لست نائما،
هل تعلم كم كنت أتوق شوقا بتقبيل يديك وجبينك، لعل تلك الحرارة التي داخل صدري تختفي ،
مازلت وأنا في هذا العمر أتودد إليك بحب،
حتى أشعر أنني مازلت تلك الطفلة المدللة التي تعودت على مداعبتك، أتصرف بعفوية معك،
قليلا من تلك التفاصيل تجعل مني أتعمق فيها ثم ألملمها بين مشاعري،
أبي….
هل تعلم أنني مازلت إلى اليوم أشعر أنني لم أكبر، نظري إليك وأنا أرى ابتسامتك أفتقد الكثير من السنوات حتى أعود إلى ذلك الحجم الصغير لأركض وأقع بين أحضانك،
حقا أنا أخاف من فقدانك،
أخاف من الزمن ..
من هدوئك…
من فراغات أركان بيتي،
أخاف أن تختفي عطور المسك والعنبر من ملابسي من شفتاي عندما أقبلك،
فعلا أنا وكلي قوة ضعيفة أمامك الآن،
ضعيفة أمام القدر،
آه ياأبي…
ماأصعب تلك الحروف وأنا ألقيها بيني وبين قلمي أبث شكواي وحزني،
كم هو صعب عندما ترتجف أصابع يدي، تفقدني همس الكلمات في تلك اللحظة التي تغدق عيني دموعا بحرقة، صعبة هي حروفي وأنا أبعثرها فوق كراستي مكتظة حزينة،
أحتاج الكثير من الصمت،
الكثير من الهدوء،
خوفا من خفقات قلبي أن تستفيق،
أنا أعلن عزلتي ياأبي أمسك يدي لا تفلتها.