رحيل «جمي كارتر»أول من تبنى حقوق الإنسان المزعومه
نبيل أبو الياسين
لقد رحل الرئيس الأمريكي السابق”جيمي كارتر” الذي لعب دوراً هاماً في حياتي المهنية، أبرزها تبنية حقوق الإنسان المزعومة التي تم إستخدامها كذريعه للدخول في شؤون الدول لتدميرها وسرقة ثرواتها وألهم الكثير من الحقوقيين آنذاك لتكريس حياتة المهنية لتعزيز هذه الحقوق، وفيما يتصل بإسرائيل، فبعيداً عن إتفاق كامب ديفيد، يتذكر العالم “جيمي كارتر” من خلال كتابه “فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري” في2006، والذي قارن فيه معاملة إسرائيل للفلسطينيين بنظام القمع العنصري السابق في جنوب إفريقيا، ورحل”جيمي كارتر”، صانع السلام في خضم الأزمات، وتوفي عن عمر ناهز”100″عام بعد صعوده من مزارع جورجيا إلى البيت الأبيض، وأشرف على إتفاقيات كامب ديفيد التاريخية للسلام.
ولكن رئاستةُ التي إستمرت لفترة واحدة تعثرت بسبب المشاكل في الداخل الأمريكي والخارج أيضاً، ورحل” جيمي كارتر”، الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة على وعد بالشفاء الوطني بعد جراح ووترجيت وفيتنام، ثم خسر البيت الأبيض في مرجل من الإضطرابات الإقتصادية في الداخل والأزمة في إيران، وتوفىّ يوم الأحد في منزله في بلينز بولاية جورجيا، وكان عمره 100 عام، وأعلن مركز كارتر في أتلانتا عن وفاته، والتي جاءت بعد ثلاثة أشهر تقريبًا من أن يصبح السيد كارتر، أطول رئيس معمر في التاريخ الأمريكي، وأول قائد أعلى سابق يصل إلى علامة القرن، ودخل ” كارتر” إلى رعاية المسنين قبل 22 شهرًا، لكنه تحمل لفترة أطول مما توقعته عائلتةُُ.
سوف نتذكر جميعاً الرئيس الأمريكي الراحل “جيمي كارتر” دوماً بإعتباره الرئيس الذي أدخل حقوق الإنسان كعنصر من عناصر السياسة الخارجية الأميركية، وكان كارتر يرد على جرائم الحرب التي إرتكبتها الولايات المتحدة في فيتنام وعلى الدعم الأميركي لإنقلاب بينوشيه، والفظائع التي إرتكبت في تشيلي، ونتساءل: هل ذكر جرائم الحرب في غزة ولبنان؟، وهل نصح “الرئيس الأمريكي الخاسر”جوبايدن ” بوقف دعم الإبادة في غزة؟، وفي سرده للندم، لا يذكر “بايدن” بطريقة ما المساعدةُُ والتحريض من خلال تسليح وتمويله المكثف على قصف إسرائيل وتجويع المدنيين الفلسطينيين، وهي جريمة حرب مكتملة الأركان، وهل التواطؤ في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار “15” شهراً ليس سبباً للندم؟.
ومواضيع مهمة تُطرأ في بداية العام الجديد منها من رحل على الدنيا، وآخر سقط سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً وأبرز ماجاء في عامنا الجديد هو الجزائر التي تتولى إبتداءً من اليوم الأربعاء رئاسة مجلس الأمن الدولي، ونتساءل؛ فكيف ستتعاطىّ الدبلوماسية الجزائرية مع الملفات المعقدة عربياً وإفريقياً وتتخلص من حالة التكلّس والجمود والكلاسيكية القديمة في زمن القوة الناعمة واللوبينغ؟، أو «جماعات التأييد المعروفة أيضاً بأسم جماعات الضغط أو اللوبي أو جماعات المصالح أو جماعات الحملات أو جماعات الإهتمامات الخاصة، التي تستخدم أشكالاً متنوعة من التأييد للتأثير على الرأي العام وقد تؤثر على السياسة أيضاً».
وبشكل رسمي الجزائر تتولى رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر يناير وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتنوي توظيفها لمواصلة ايصال صوت الدول العربية والإفريقية والقضية الفلسطينية للمجتمع الدولي والعالم أجمع، وبعد عام من إنتخابها عضوا غير دائم في هذا مجلس الأمن الدولي، ستتولىّ الجزائر رئاسة مجلس الأمن لمدة شهر كامل، سيتم خلاله منح أولوية خاصة للملفات المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط،، ولاسيما: في الوضع المذري في فلسطين المحتلة والإبادة الجماعية المستمره لقرابة العام ونصف، فضلاعن ؛ التجويع الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة، وبعد مرور قرابة الـ”15″ شهراً على الحرب في غزة، أظهر مجلس الأمن عجزه عن ضمان حتى الحد الأدنى من الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وفي أول يوم من العام الجديد، أعلنت ساحل العاج من خلال كلمة ألقاها رئيس الدولة “الحسن واتارا” إنسحاب القوات الفرنسية من بلاده بشكل كامل، وقال رئيس ساحل العاج ، في خطاب الإحتفال بالعام الجديد، إن القوات الفرنسية ستنسحب من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، ليتواصل الخروج العسكري للقوة الإستعمارية السابقة من المنطقة، ومن جانبها قالت”فرنسا” إنها تدرس خفض وجودها العسكري في دول غرب ووسط أفريقيا، بما في ذلك ساحل العاج، إلى 600 جندي من نحو 2200 متواجدين هناك في الوقت الحالي، وسحبت فرنسا التي إنتهى حكمها الإستعماري في غرب أفريقيا في ستينيات القرن كما أنهت حكومة تشاد بشكل مفاجئ إتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا في نوفمبر الماضي.
فهل يتم إنهاء الإحتلال الإسرائيلي من فلسطين؟، وهل ستدعم الدول العربية والإسلامية الجزائر في تعاطيها الملفات العربية المهمة من خلال توليها رئاسة مجلس الأمن الدولي ويتم إغتنام هذه الفرصة ؟، وخاصة في ظل الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة بمشاركة ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل تدمير مقرات المنظمات الإنسانية الأممية، وتجاهل دولي غير مبرر لدعوة رئيس الأونروا إلى إجراء تحقيقات في “التجاهل المنهجي” المميت من جانب إسرائيل للعاملين في المجال الإنساني والمنشآت الإنسانية في غزة، ونقلاً عن أحدث المعلومات من فرقه رئيس الأونروا “فيليب لازاريني” أن 258 موظفاً في الأونروا قتلوا حتى الآن ، وتم تسجيل ما يقرب من 650 حادثة ضد مباني ومرافق الأونروا.
وقتل ما لا يقل عن 745 شخصاً في ملاجئها أثناء سعيهم للحماية من الأمم المتحدة. وأصيب أكثر من 2200 آخرين، وفي الوقت نفسه، تضررت أو دمرت الآن أكثر من ثلثي مباني الأونروا، ومن جانبها قالت” منظمة الصحة العالمية” إن آخر منشأة صحية رئيسية في شمال غزة قد خرجت من الخدمة، بعد عملية عسكرية إسرائيلية إستهدفت مواقع بالقرب من مستشفى كمال عدوان.، تشير؛ التقارير الأولية إلى أن بعض الإدارات الرئيسية قد أحرقت بشدة، وأضافت: المنظمة أن 60 من العاملين الصحيين و25 مريضاً في حالة حرجة، بما في ذلك أولئك الذين يتناولون أجهزة التنفس الصناعي، وأن المرضى الذين يعانون من حالة معتدلة إلى شديدة أجبروا على الإخلاء إلى المستشفى الإندونيسي المدمر وغير الوظيفي.
والعالم إحتفل بعيد الميلاد ومسيحيو غزة يواجهون عيد ميلاد آخر تحت النيران، بعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الكنائس التاريخية في غزة، ويبكي الفلسطينيون النازحون أحباءهم وفرحة الأعياد الماضية، وجاء عيد الميلاد الثاني تحت القصف الإسرائيلي واحتفلت أمريكا دعمة الإبادة في غزة وإحتفلت معها الدول الغربية التي شاركت الولايات المتحدة الدعم المطلق للإحتلال الإسرائيل الذي يبيد الشعب الفلسطيني في غزة لـ”15″شهراً بالسلاح الأمريكي والغربي، ويلجأ ما يقرب من” 1000″ مسيحي فلسطيني في كنيسة القديس الأرثوذكسية اليونانية. بورفيريوس والدير اللاتيني في وسط مدينة غزة. منذ أكثر من عام حتى الآن، منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على القطاع، وكانوا يعيشون في هاتين الكنيستين مع بالكاد أي طعام أو ماء أو كهرباء.
ويقال: إن”بايدن ” يأسف لإنهاء حملة إعادة الإنتخاب،ويقول: إنه كان سيهزم “ترامب” وقالت مصادر البيت الأبيض إن “جوبايدن” يأسف للإنسحاب من السباق الرئاسي لهذا العام، ويعتقد أنه كان سيهزم”دونالد ترامب” في إنتخابات الشهر الماضي على الرغم من مؤشرات الإستطلاع السلبية، كما يقال؛ إن “بايدن” قال: أيضاً إنه إرتكب خطأ فاضحاً في إختيار “ميريك غارلاند” كمدعي عام مما يعكس أن غارلاند، قاضي محكمة الإستئناف الأمريكية السابق، كان بطيئاً في مقاضاة ” ترامب” لدوره في تمرد 6 يناير 2021 أثناء ترئسه وزارة العدل التي حاكمت ابن بايدن هنتر بقوة، مع بقاء أكثر من ثلاثة أسابيع فقط من رئاستةُ لفترة واحدة، ويتم الكشف عن تأملات”بايدن” الحزينة المبلغ عنها في ملف تعريف”واشنطن بوست”.
وجاء العام الجديد الذي رحل عنه الأشرار ويتجلى فيه الأخيار «السعودية» وإنطلاق جسر جوي أغاثي للشعب السوري الشقيق، والذي يضم هذا الجسر الجوي 350 طناً من المساعدات الإغاثية، حيثُ: أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذراع التنموي والإنساني للسعودية في أول يوم من العام الجديد 2025 جسراً جوياً إغاثياً إلى سوريا، وتؤكد السعودية عبر مبادرتها تدشين جسر جوي إغاثي إلى دمشق إهتمامها بتحسين إستقرار سوريا، وتكريس روح السلام، وتقديم كل ما من شأنه التخفيف من معاناة السوريين، في هذه المرحلة التي وصفتها الرياض في وقت سابق بأنها مرحلة بالغة الأهمية، وفي نفس الوقت تؤكد؛ المملكة إهتمامها البالغ بدعم تحقيق الأمن في دمشق، فإن إجمالي قيمة المساعدات السعودية إلى سوريا تاريخياً بلغ نحو 7،380،560،787 مليار دولار، وفقاً لمنصة المساعدت السعودية.
وختاماً : ما الجديد في عام 2025 الجديد فالناس في فلسطين وغيرها مازالوا مشردين ويقتلون ليلاً ونهاراً، ومازال الإعلام الغربي خراف يسوقها كما تريد حكوماتها، ما الجديد في العام الجديد، وغزة تذبح كل ساعة من الوريد إلى الوريد، وواشنطن ترسل السلاح والكيان الصهيوني يقول هل من مزيد، ونتنياهو يسرح ويمرح فلا قانون دولي ولا مجلس أمن ولا رقيب أو حسيب، عام وعام جديد يضاف إلى صفحات تاريخنا والمجتمع الدولي في صمت عجيب، فهل أصبح متواطؤ مع المحتل المريب، ما الجديد وصفحات سجّلها شهداء غزة أطفال ونساء كشفوا وجه أمريكا والغرب وقضوا إلى ربهم شهداء، وأبطال قله يقاتلون في غزة وكأنهم من زمن الأبطال بالفتح التليد، ماعرفوا إلا النصر أو الشهاده والكل يشهد لهم أنهم أبطال صناديد، وشعب محاصر لا طعام ولا شراب ولا دواء ولا غطاء يقيهم من البرد الشديد.