رئيس الجامعة العمالية السابق في صالون د. صديق عفيفي
كتبت آية معتز صلاح الدين
-إستضاف صالون الدكتور صديق عفيفي مساء الإثنين الدكتور درويش مرعي أستاذ إدارة الأعمال ورئيس الجامعة العمالية السابق الذي تحدث عن موضوع “من دفتر أحوال الشخصية المصرية..قالو فقلنا”
تحدث في بداية الندوة الدكتور محمد البنا مدير الصالون الذي رحب بضيف الندوة الدكتور درويش مرعي ..وأشار الي أن الضيف سوف يتحدث عن الشخصية المصرية علي مر العصور وما حدث بها من تغييرات ..كما سوف ننهل من خبرات الدكتور درويش مرعي وعلمه
ومن جانبه تحدث ضيف الصالون الدكتور درويش مرعي فأشار الي أن موضوع الشخصية المصرية جدير بالإهتمام خاصة أن هناك العديد من الأقاويل عن الشخصية المصرية..بعضها خاطئ وفيه ظلم للشخصية المصرية.
وأضاف قائلاً: أود فى البداية الحديث عن شخصيات أثروا وساهموا في تنمية صعيد مصر علي مدي العقود السابقة.
ووجه الشكر والتقدير الي تلك الشخصيات التي تحدث عنها بالتفصيل قائلاً أن أول هذه الشخصيات المرحوم أحمد باشا عبود الذي حول صحراء كوم امبو الي أرض زراعية وأنشأ بتلك الأرض زراعة قصب السكر كما أنشأ أول مستوطنة في تاريخ الشرق الأوسط وأنشأ أيضاً مدرسة زراعية ثانوية علي مساحة 50 فداناً وجميع خريجي هذه المدرسة عملوا في الزراعة ومنهم من هاجر الي الدول الإسكندنافية وقد أنشأ أيضاً مزرعة للطلاب لزيارتها والتدريب بها ونجح في إثبات أن التعليم الجاد له فوائده.
وتطرق د. درويش مرعي الي الشخصية الثانية التي ساهمت في تنمية الصعيد وهو الرئيس جمال عبد الناصر الذي قام بعمل نهضة بالصعيد خلال فترة إنشاء المصانع الكبري في مصر.
أما الشخصية الثالثة التي تطرق للحديث عنها د.درويش مرعي والتي يعتبرها من الشخصيات التي ساهمت في تنمية الصعيد فهو الدكتور سليمان حزين الذي أنشأ جامعة أسيوط عام 1957 وهي أول جامعة حكومية في الصعيد.
ثم تطرق الي الشخصية الرابعة التي يعتبرها ساهمت في تنمية الصعيد وهو الأستاذ الدكتور صديق عفيفي الذي أول من خاطر ودخل الصعيد وأنشأ أول جامعة خاصة في الصعيد وبعد ذلك توالت الجامعات في الصعيد ، وقد أنشأ الأستاذ الدكتور صديق عفيفي جامعة النهضة ، أول جامعة خاصة في الصعيد عام 2006 ثم أنشأ بعد ذلك جامعة ميريت الخاصة بالصعيد أيضاً.
ثم تطرق الي الشخصية الخامسة التي يعتبرها ساهمت في تنمية الصعيد وهو الدكتور مجدي يعقوب الجراح المصري العالمي الذي أنشأ صرحاً طبيا عظيماً في أسوان أصبح قبلة الجميع
وتطرق الدكتور درويش مرعي للإشارة إلى الشخصية المصرية فأكد أن لها جذور ممتدة منذ العصر الفرعوني والشعب المصري هو الوحيد في العالم الذي يتعامل بثلاث تقويمات التقويم الميلادي ليواكب التقويم العالمى ..التقويم الهجري للعبادات ..التقويم القبطي الذي يستفيد منه الفلاح في الزراعة.
وأضاف : مصر التي تجلي فيها موسي عليه السلام وسار علي أرضها العائلة المقدسة السيد المسيح والسيدة مريم العذراء ودخل مصر يوسف واخوته آمنين كما أن مصر أول من رتلت القرآن الكريم بقراءة حفص عن عاصم وأول علماء ذرة عرب كانوا مصريين ، مثل:د. سميرة موسي و د.علي مشرفة ومصر التي قال فيها الشاعر الكبير حافظ ابراهيم أنا تاج العلاء في مفرق الشرق..
وأشار أن د.جمال حمدان قال أنه لا تتقدم دولة إلا بعد أن بعد أن تحدد مشكلتها ..كما قال أن جلد الذات فريضة وطنية.
وتطرق الدكتور درويش مرعي الي تجربة اليابان بعد تدميرها في الحرب العالمية الثانية لكنها بالتعليم نهضت وبعد أقل من تسع سنوات من انتهاء الحرب وتحديداً عام 1954 غزت اليابان أسواق العالم بالراديو الترانزيستور وكان هذا الإنتاج مبهرا للعالم..وبعدها بعام كانت اليابان ترسل معونات لعدة دول وقد نجحوا بالتعليم حيث اختاروا أفضل المناهج في العالم وبدأوا في تطبيقها
ونهضت اليابان بشكل كبير.
وأشار الي أهمية الإبداع وأنه علي سبيل المثال كانت بنوك مصر عام 1961 علي وشك الإفلاس فكانت فكرة من رجل أعمال صديق مدير البنك الأهلي المصري وهي شهادات الإستثمار التي تعتبر منذ ذلك الحين وحتي الآن من أنجح الأوعية الإدخارية في مصر.
وأشار ان هناك عيوب أيضاً في الشخصية المصرية منذ سنوات طويلة ومنها الإعتمادية وهذا ما قاله من قبل اللورد كرومر كما أن هناك مؤرخين قالوا أيضاً أن أهل الشرق الأوسط عموماً يعشقون السلطة حتى علي مستوي الريف تجد شيخ البلد والعمدة وغيرهم مراكز سلطة وتسلط ..
وأشار أن فوكوهارا الياباني قال أن العرب”شديدي التدين..شديدي الفساد..شديدي العنصرية” ..وتعليقاً علي ذلك قال د.درويش مرعي أن العنصرية موجودة فى العالم كله وقد لمست ذلك في أمريكا وأوروبا .
وأشار الي قضية الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد في بدايات القرن الماضي الذي تزوج صفية السادات ابنة نقيب الأشراف وأن الأمر وصل الي المحكمة الشرعية التي قضت بطلاقها مما أثار ضجه كبيرة وغضب حتي أن الشاعر الكبير حافظ ابراهيم كتب قصيدة عن ذلك وانتقد ما بها من عنصرية وأيضاً تطرق د. درويش الي عنصرية هارون الرشيد حيث سمح بزواج مستشاره الأول جعفر البرمكي من أخته العباسة شرط عدم الدخول بها لكن ما حدث هو أنه دخل بها وانجبا ولدين وما أن علم الخليفة هارون الرشيد قام بقتل جعفر البركمي وقام بمذبحة للبرامكة بل وقتل أخته وأولادها أيضاً هذه قصة أيضاً قمة العنصرية والخلاصة أن العنصرية موجودة في العالم كله وعلي مدي التاريخ..
واشار انه بالنسبة للعرب فهناك عنصرية جغرافية حتي في القري تجد أهل النجع القبلى ..ينحازوا ضد النجع البحري وهكذا..
وبعد ذلك بدأت المداخلات وفي اجابته عليها قال د.درويش مرعي : ان التعليم هام جداً لنهضة أي دولة لكن الأمر الذي يثير ضيقي هو هذا البازار
الموجود في التعليم قبل الجامعي (مدارس ناشونال –حكومي –خاصة..الخ)
مع أن هذه الفترة هي الهامة في بناء الشخصية واكد أهمية تطوير التعليم لأن تحطيم التعليم في اي دولة هو هدف خارجي واختتم د.درويش مرعي ردوده قائلاً؛ الشخصية المصرية رغم كل الكوارث والأزمات إلا أن الشخصية المصرية كما هي متماسكة ..هناك شعوب تم مسحها من علي وجه الأرض ولم تعد موجودة وهذا دليل علي صلابة الشخصية المصرية.
وعقب ذلك قام الأستاذ الدكتور محمد البنا مدير الصالون بتسليم الأستاذ الدكتور درويش مرعي شهادة شكر وتقدير وفي ختام الصالون ، قام المايسترو د. مصطفي أحمد مايسترو أكاديمية طيبة بتقديم عدد من أغاني التراث وسط جو من البهجة بين الحاضرين.