ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمود سعيد برغش ..
اتفقوا على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الاول عام الفيل واختلفوا فيما مضى من ذلك الشهر ولادته
وروي محمد بن سعد عن جماعه من اهل العلم ان امنه قالت لقد علقت به فما وجدت له مشقه وانه لما فصل عنها خرج له نورا اضاء له ما بين المشرق والمغرب ووقع الى الارض معتمدا على يديه
وقال عكرمه ولما ولدته وضعته برمه فانقلعت عنه قالت فنظرت اليه فاذا هو قد شق بصره ينظر الى السماء
وقال عباس ابن عبد المطلب ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا فاعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده
وقاد ليكونن لابني هذا شان من شان فكان له شان
ورؤيا يزيد بن عبد الله بن وهب عن عمته ان امنه لما وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسلت الى عبد المطلب فجاءه البشير وهو جالس في الحجر فاخبره ان امنه ولدت غلاما فسر بذلك وقام وهو من معه فدخل عليها فأخبرته بكل ما رات وما قيل لها وما امرت به فأخذه عبد المطلب فادخله الكعبه وقام عندها يدعو الله ويشكر ما اعطاه روي انه قال يومئذ الحمد لله الذي اعطاني هذا الغلام الطيب الارداني
فقد ساد في المهدي على الغلماني عيظه بالله ذي الاركان
حتى اراه بالغ البنيان اعيذه من شر ذل شنان
من حاسس المضطرب العياني
وقالت بره بنت ابي تجراه اول من ارضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبيه بلبن ابن لها يقال له مسروح اياما قبل ان تقدم حليمه وكانت قد ارضعت قبله حمزه بن عبد المطلب وارضعت بعده سلمه بن عبد الاسد ثم ارضعته حليمه بنت عبد الله السعديه
والحليمه ابنه الحارس ام رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ارضعته السعديه قالت خرجت في نسوه من بني سعد بن بكر بن هوازن نلتمس الرضعاء بمكه فخرجت على اتان لي قمراء قدمت بالركب قالت وخرجنا في سنه شهباء وهي سنه ذات قحط وجد لم نتبقى لنا شيئا انا وزوجي الحارث بن عبد العز وقالت ومعنى شارف لنا والله ان تبط علينا بكثره من لبن ومعي صبي لنا والله ما ننام ليلنا من بكائه ما في ثدي لبن يغنيه ولا في شارفنا من لبن يبذيه الا انا نرجو الخصب والفرج فلما قدمنا مكه لم نتبقى منا امراه الا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتاباه
وانما كنا نرجو الكرامه في رضاعه من نرضع له من والد المولود وكان يتيما صلى الله عليه وسلم فكنا ما عسى ان نصنع بناء امه فكنا نابى حتى لم تبقى من صحاباتي امراه الا اخذت رضيعا غيري قالت فكرت ان ارجع لم اخذ شيئا وقد اخذ صحاباتي فقلت لزوجي الحارس والله لارجعنا الى ذلك اليتيم لاخذنه
كود فاتيناه فاخذته ثم رجعت به الى رحل قالت فقال لزوجي قد اخذته قالت نعم وذلك اني لم اجد غيره قال قد اصبت عسى ان يجعل الله فيه خيرا
قالت والله ما هو الا ان وضعته في حجري فاقبل عليه ثديايه بما شاء من لبن فشرب حتى روى وشرب اخوه حتى روى وقام زوجي الحارث الى شارقه من الليل فاذا هي تحلب علينا ما شئنا فشرب حتى روى وشربت حتى رويت قالت فبتنا بخير الليله شبعا رواء قالت فقال زوجي والله يا حليمه ما اراك الا قد اصبت نسمه مباركه قد نام صبيانا وقد روينا ورويا
قلت ثم خرجنا قالت فوالله لخرجت اتاني امام الركض قد قطعتهم حتى ما يتعلق بها منهم احد حتى انهم ليقولون واي حقي يا بنت الحارث كفى علينا اليست هذه اتانك التي خرجت عليها فاقول بلى والله فيقولون ان لها لشانا حتى قدمنا منازلنا من حاضر المنازل بني سعد بن بقالت فقدمنا على ادب الارض الله
قالت فالذي نفس حليمه بيده ان كان لا يسرحون اغناهم اذا اصبحوا واصرح راعي غنمي وتروح غنمي حافلا بطارا وتروح اغنام جياعا هالكه ما لها من لبن فنشرب ما شئنا من اللبن وما من الحاضر من احد يحلب قطره ولا يجدها قالت فيقولون ذراعتهم ويلكم الا تسرحون حيث يسرح راعي غنم حليمه فيسرحون في الشعب الذي تسرح فيه غنمي وتروح اغنامهم جياعا ما لها من لبن وتروح غنمي حفلا اللبنا
قالت وكان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر وشب في الشهر شباب الصبي في سنه قالت فبلغ سنتين وهو غلاما شفره قالت فقدمنا به على امه فقالت لها او قال لها زوجي دعي ابني فلنرجع به فانا نخشي عليه وباء مكه قالت ونحن شيئا بي لما راينا من بركته صلى الله عليه وسلم فلم نزل بها حتى قات ارجع به قالت فمكث عندنا شهرين
قالت فبينما هو يلعب يوما من الايام هو واخوه خلف البيت اذ جاء اخوه يشتد فقال لي ولابيه ادرك اخي قرشي فقد جاءه رجلان فاتجعاه فشق بطنه قالت فخرجت وخرج ابوه ويستد نحوه فانتهينا اليه وهو قائم منتقع لونه فاعتتنقناه واعتنقه ابوه وقال ما لك يا بني
قال اتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني فشق بطني والله ما ادري ما ما صنعا
قالت فحل تمناه فرجعنا به قالت يقول زوجي والله يا حليمه ما ارى الصبي الا قد اصيب فانطلقي فنرده الى امه قبل ان يظهر به ما نتخوف عليه قالت فرجعنا به لامه فقالت ما ادرككما به فقد كنتما حريصين عليه فكنا لا والله الا انك كفناه وادينا الذي علينا من الحق فيه ثم تخوفنا عليه الاحداث فقلنا يكون عند امه
فقات والله ما ذاك بكما فاخبراني اخبركما وخبرهم قالت والله ما زالت بنا حتى اخبرناها بخبره فقالت اتخوفتما عليهما لا والله انا لابني هذا شان الا اخبركما عنه اني حملت به فلم احمل حملا قط هو خف منه ولا اعذر بركه منه قد وضعته فلم يقع كما يقع الصبيان لقد وقع واضحا يده في الارض رافعا راسه الى السماء دعاه والحقى شانكما . وعلى الانس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فاخذه فصرعه فشق عن قلبه فاسخ جلب
فاستخرج منه علقه فقال هذا حظ الشيطان منك قال فغسله في طسط من ذهب بما ان زمزم ثم الامه ثم اعداه في مكانه وجاء الغلمان يسعون الى امه يعني فقالوا ان محمدا قد قتل قال فاستقبلوه هو منتقع اللون قال انس وقد كنت ارى اثر المحيط في صدره صلى الله عليه وسلم