كتبت : ربيعة جوامع
الحرية هي كلمة دفع من أجلها الشعب الجزائري الغالي والنفيس ومن أجلها اهدى الشعب الجزائري لبلده أكثر من مليون ونصف المليون شهيد.
انها الحرية التي تتنعم بها الجزائر والتي خرجت من قبضة مستعمر غاشم سلب ارضها وعمر بها لمدة دامت 132 عام .
مدة طويلة ولكن تجسدت فيها كل معاني النضال والكفاح والصمود في وجه العدو بمقاومات شعبية ومعارك ، اخرها كان تفجير ثورة اول نوفمبر 1954 ، والتي عرفت بحرب دامت 7 سنوات حتى عام 1962 وهو العام الذى نالت فيه الجزائر شرف سيادتها واستقلالها.
قال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:
“إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، نقتلع اللسان العربي من ألسنتهم.”
عجزت فرنسا بجنرالاتها قهر ارادة شعب حارب بابسط الوسائل واستطاع ان يتغلب على مدافع ودبابات وطائرات المستعمر واستطاع بفضل الله وبفضل ايمانه القوي وعزيمته الصلبة ان يصمد اكثر ويناضل ويتحدى عدوه ويسترجع ارضه المسلوبة.
تعرف الثورة الجزائرية باسم “ثورة المليون شهيد” وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل .
انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في منتصف ليل 1 نوفمبر 1954 الذي يصادف عند الأوروبيين يوم “عيد جميع القديسين” معلنةً قيام الثورة التحريرية الكبرى.
وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد.
ومع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع “الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني” وجاء فيه: “أن الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الإسلامية”.
ودعا البيان جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى اعتبار آخر.
تعود ذكرى في قلوب كل الجزائرين .