خبير اقتصادي: قد تشهد أسعار الذهب في السوق المصري موجة تصحيحية خلال الأيام المقبلة
كتبت: هدي العيسوي
أكد الدكتور محمد عبدالوهاب ، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي ، على استمرار الارتفاع في أسعار الذهب على المستوى العالمي نتيجة للاحداث السياسية الحالية وشبح الحرب الذي يسيطر على العالم وهو ما يدفع المستثمرين لشراء الذهب باعتباره مخزن للقيمة في وقت الحرب على حد قوله.
وتوقع عبد الوهاب، أن يتخطى السعر العالمي للأوقية أعلى مستوى سجله الذهب العالمي في تاريخه وهو 2080 دولار للأوقية ، وسط التهديدات السياسية المتصاعدة، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وأحداث الحرب في الشرق الاوسط.
وقال عبدالوهاب: “استطاع الذهب أن يغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق مستوى 2000 دولار للأونصة وهو ما يزيد من فرص ارتفاع الأسعارحيث أصبحت المستهدفات عند مستويات 2020 و2050 دولار للأونصة حتى الوصول لأعلى قمة تم تسجيلها في مايو الماضي عند 2080 دولار للأونصة.
وتابع: “لا مانع أن يشهد الذهب تصحيح سلبي لتجميع زخم إيجابي وتعديل التشبع في الشراء الظاهر على المؤشرات الفنية، وقد يأتي التصحيح على شكل تحركات عرضية بين 2010 و 1990 دولار للأونصة قبل الوصول إلى المستهدفات المذكوره ولكن نرى ان البحث عن فرص الشراء بشكل عام أفضل حتى مع أي تراجع تصحيحي .”
وعلى المستوى المحلي أكد عبد الوهاب، أن الذهب شهد تذبذبات وارتفاعات قوية في السوق المحلي نتيجة ارتفاع الاسعار عالمياً بجانب عدم استقرار سعر صرف الدولار الذي أثر بشكل كبير فى تحديد السعر في السوق المصري، حيث أن معظم التجار يحسبون على سعر دولار السوق السوداء والذي بلغ وفقا لما هو متداول 50 جنيه خلال الاسبوع الماضي، قبل أن يعاود الانخفاض بعد فتح البنك المركزي لحدود البطاقات الأئتمانية للمسافرين خارج مصر، وهو ما مثل ضربة قوية للسوق السوداء للدولار ومع ذلك سعر الذهب لم يتأثر بهذا الانخفاض حتى الأن.
وتوقع عبد الوهاب ، أن يحدث نوع من التصحيح لسعر الذهب في مصر خلال الفترة المقبلة حال استقرار السعر العالمي لفترة عند هذا الحد واستقرار الدولار عند مستواه الحالي ، وعدم حدوث متغييرات سياسية جديدة أو حدوث متغييرات ايجابية مثل التوصل لاتفاق هدنة في غزة وهو ما سيهدأ من تخوفات المستثمرين ويقلل من الإقبال على شراء الذهب وبالتالى انخفاض السعر قليلاً.
وكانت سجلت أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين لتفتح اليوم الأحد عند سعر 2,926 جنيه لعيار 24 الأعلى سعرا، و 2,560 جنيه لعيار 21 ، و 2,194 جنيه للجرام عيار 18 ، وسجل الجنيه الذهب سعر 20,640 جنيه.
وكان قد أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة (COT)، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب ، ارتفاع مفاجئ في عقود شراء الذهب بمقدار 11080 عقد مقارنة مع التقرير السابق، بينما انخفض عقود بيع الذهب بمقدار 30225 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
كما أظهر تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT)، ارتفاع كبير في الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع الأسابيع الماضية، وذلك بسبب لجوء الاستثمارات إلى الذهب كملاذ آمن بعد بداية الحرب في الشرق الأوسط.
كما توقع التقرير أن يستمر وضع الطلب المتزايد على عقود شراء الذهب خلال الفترة القادمة حتى ظهور بوادر لحل الأزمة الحالية وانتهاء التوترات الجيوسياسية.