خاطرة للتذكير والتنوير والتبصير
عِظَم دور النساء وحمايتهم ….
فضيلة الدكتور/ إبراهيم الجمل
إن للمرأة دور عظيم في بناء الأمم والحضارات لا ينكره إلا غافل
ومن هنا كرمها الله سبحانه تكريماً يليق بعطائها من خلال القرآن العظيم وسنة خير المرسلين
يظهر ذلك في حديث القرآن عن أم سيدنا موسى عليهما السلام وأخته
وحديث القرآن عن آسية امرأة فرعون وأمنا مريم البتول عليها السلام
وعن بلقيس ملكة سبأ التى أسلمت مع سيدنا سليمان لله رب العالمين …
وأن سورة من السور الطوال باسم النساء وهناك سورة الطلاق التى هي صورة النساء الصغرى
ولا يخفى على أحد حديث القرآن عن التفاصيل الحياتية التي جاءت من أجل أن تبين كيف حافظ الإسلام على عفتها وكرامتها
فذكر كيف تتكلم وكيف تلبس وكيف تمشي وعلى من تظهر زينتها ….
وكيف أن لها ملكية خاصة من الميراث وغيره…
كما أوضحت السنة النبوية المطهرة كيف أن الشرع الشريف خفف عنها في الصلاة والصيام والحج ….
وكيف كان يعامل النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وبناته وأزواجهم باللطف واللين …
وكيف أوصي بالنساء خيراً بصفة عامة والأم والزوجة والبنت بصفة خاصة …
وانطلاقا من هذا كان للدولة المصرية على مر العصور
وخاصة في ظل منهجية حضارة الإسلام العناية الكبيرة
بتمكين المرأة المصرية وسن القوانين من أجل الحفاظ عليها ودفعها إلى المزيد من المشاركة في بناء الدولة المصرية
فأصبحت وزيرة ونائبة وفي كثير من الأدوار والمهام القيادية التنفيذية ، والمجالس القومية وعلى الرغم من ذلك …
فإن هناك عدد من الرسائل الهادفة التى ينبغى أن نأكد عليها من أجل المزيد من تحقيق المصلحة العامة للأمة والدولة المصرية
. الرسالة الأولى:
ما يتصوره البعض من أن دور المرأة الحالي الذي تبحث عنه يعفيها من أفضل وأعظم رسالة خصها الله بها وأعطاها خصائصها الفريدة من أجلها…
وهي أن تكون أمانا ومربية وصانعة للرجال والأبطال …
وهذه الرسالة أذكر نفسي وأخواتي الفضليات بها فهي المهامة والرسالة المثلى التى اصطفاها الله من أجلها
فليس معني أن يكون لكي كيان ومكانة في تمكين المرأة ككقيادة تنفيذية لها دور في بناء الدولة المصرية
أن تتخلي عن دورك ومهامتك الأصلية في بناء الأسرة السوية والتى هي سر تميز الحضارة الإسلامية
وهي من أهم بقايا النواميس الإلهية في المحافظة على قوة وسلامة الشخصية العربية والإسلامية ….
. الرسالة الثانية
ليس معنى تمكين المرأة والحديث عنها أنها في صراع أو تصادم مع الرجل
على العكس تمام إن تمكين المرأة هو مساعدة ومساندة للرجل
وليس من أجل أن تقوم في مكانه أو مكانته
بل لابد أن يعلم الرجل أن نجاح ابنته أو أخته أو زوجته ..
هو جزء من نجاحه ولابد أن تعلم السيدة أن التمكين لها ليس معناه مزاحمة الرجل في قوامته
وأن الرجال قوامون على الناس بما فضل الله بعضهم على بعض
وأن القوامة ليس معناها السيطرة والغطرسة والتحكم
و إنما تعني الاحتواء وتقديم الحماية وتلبية الاحتياجات والحفاظ عليها بما لها في قلبه من حب وتقدير وغيره محمودة عليها كونها جزءا لا يتجزأ من سلامة وجودة في الحياة
وبالمقابل تتفهم المرأة أنه ينبغي عليها أن تحترم هذا الاحتواء وهذا الدور وتكون دائما محافظة على ما لا يجرح رجولته ويفقده قيمته وقدره …
الرسالة الثالثة
. ليس من الصواب أن نسفه ما حاول القدامى من فعله ظناً منهم أنه حماية وحفاظا على بناتهم من الختان وغيره …
دون تقديم حل ودعم وحماية للوصول لنفس الهدف
وهو الحماية والحفاظ على الأبناء وسلامة الأعراض وبقاء العفة عن طريق وسائل
وآليات مباحة ومتاحة كالتوعية الصحية والنفسية والدينية
عبر وسائل الإعلام والمدارس والجامعات وكافة الطرق التي تخاف على تلك الغاية النبيلة ….
. الرسالة الرابعة
إن الأخطاء الفردية السلوكية في تطبيق المنهج أو التى تصدر عن بعض الأشخاص مغايرة لما جاء به المنهج ليس معناها أن المنهج خاطئ
وكذلك سوء الفهم للمنهج لا يعني أن المنهج خاطئ
كالمسلم الذي يكذب ليس معناه أن الإسلام أمر بالكذب
وأن الرجل الذي يتعامل مع زوجه بسوء خلق فليس معناه أن الإسلام قد جاء بهذا. …
. الرسالة الخامسة
– إن الدولة قدمت للأسرة بشكل عام والمرأة والطفل وخاصة ذوي الهمم بشكل خاص سواء عن طريق المؤسسات أو الأزهر الشريف
من خلال جامع الأزهر والرواق الازهري وكذلك من خلال قطاع المعاهد
أو مجمع البحوث الإسلامية
أو جامعة الأزهر الشريف وما فيها من كليات …
أو عن طريق المجلس القومي للمرأة … ، ما ينبغي الاستعانة به بعد الله سبحانه وتعالى في التدخل لنشر الثقافة والوعي وكذلك حل المشكلات والتحديات المجتمعية ….
كتبه الفقير إلى مولاه الغني بفضله
فضيلة الدكتور/ إبراهيم الجمل