خاطرة للتذكير والتنوير والتبصير
بقلم د. ابراهيم الجمل
رؤية وعبرة ودواء وعلاج من خلال ثمرات وبركات رحلة
الإسراء والمعراج من خلال تدقيق النظر حول محاور ثلاثة
المحور الأول:
الإسراء والمعراج في حق صاحب المقام وسيد الأنام وحبيب الرحمن صلى الله عليه وسلم
كان عطاء و رفعة وشرفا وتسرية وتسلية
بما حدث من شق صدره الشريف وصحبة أمين السماء سيدنا جبريل عليه السلام ، وركوبه البراق
وجمع الأنبياء والمرسلين وصلاته بهم إماما
اختراقه الملأ الأعلى ، والوصول عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ، والحوار مع رب العزة والملكوت سبحانه وتعالى
وكان تثبيتا لفؤاد سيد المرسلين بما أطلعه عليه من آيات ربه الكبرى في الأرض وفي الملأ الأعلى في السماء …
وكان سببا في جلاء حسن خلق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
عندما رفض أن ينزل على أهل الطائف العذاب
وعندما عاد من الملأ الأعلى بعد لقاء الكبير المتعال مالك الملك والملكوت ما زاده إلا تواضعاً مع الخلق صلى الله عليه وسلم
المحور الثاني:
أما مقام الرحلة في حق الصحابة فكانت امتحانا وابتلاءً واختبارا …
فقد لقب في صبيحتها سيدنا أبوبكر بالصديق
وقال إن كان قد قال فقد صدق وكيف لا وأنا أصدقه في خبر السماء ..
المحور الثالث:
ثمرات نافعات من خلال النظر في رحلة خير البرية صلى الله عليه وسلم ولا تكاد تحصى ومنها
1- بيان إن الله على كل شيء قدير وأن عطاءه لسيد الخلق عطاء وفيرا وعظيما
فسبحان من يقول للشيء كن فيكون فسار بعبده بجزء من الليل إلى سدرة المنتهى
وأن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ عن الله أن الفضل في الرحلة إلى ربه الذي أسرى به
ولم يكن هو الفاعل بنفسه صلى الله عليه وسلم
2- إن مقام العبودية هو أعلى مقام يمكن أن يصل إليه إنسان
وهو أن يكون عبدا لله وهو له وكيلاً وكفيلا ونصيرا …
وأنها تؤكد أن الرحلة كانت بالجسد والروح وإلا لم يكن هناك إعجاز لو كانت منامًا …
3- وأن مدار الأمة وفضلها يكون من خلال المساجد فكانت الرحلة بين مسجدين
والانطلاق إلى الملأ الأعلى يكون من المساجد فقد قال في الحديث “إنَّ بُيُوتي في الأرض المساجد، وإن زُوَّاري فيها عمارها”.
وقال صلى الله عليه وسلم فى السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم القيامة:
“ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ”
وقال ايضا:
“مَن بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ، بَنَى اللَّهُ له في الجَنَّةِ مِثْلَهُ”
4- وختمت آية الإسراء بأنه هو السميع البصير وليس على كل شئ قدير للتأكيد على
أن هذا ليس فيه شك فهو عليه هين وحتى يفتح الباب أمام المؤمنين أن الله
يسمع النجوى ويبصر الخطى فعلى العبد أن يعمل والله سوف يجازيه بما يدخل عليه السرور إنه هو السميع البصير …
5- إن الأمة لها شأن ورفعة مأخوذة من رفعة وشأن نبيها صلى الله عليه وسلم فهو نبينا …
6- مكانة المرأة في الإسلام تظهر في حزن النبي على أمنا خديجه ، وكذلك عندما دخل الجنة شم ريح ماشطة بنت فرعون
7-.إن الدنيا لا تخلوا من ابتلاءات وصعوبات ولو خلت من ذلك لكان الأولى بها سيد المرسلين فكن مستعداً للمواجهة ..
بالدعاء
والافتقار والانكسار إلى الله
فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله
وإن الإنسان لو وقفت الدورة الدموية أو قلبه للحظات لانهار الإنسان فهو دائما فقير إلى الله
8-. إن ما رآه النبي من آيات بها عذاب ونعيم كان بمثابة التنبيه
رحمة للعالمين إعذارا وإنذارا وتبشيرا وتحذيرا …
9- الصلاة هي هديه الله لنبيه ولأمته من المؤمنين وهي سر الصلة والوصال وقرة العين وراحة البال ولا تسقط حتى في المعارك …
قال تعالى:
” وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ”
زيادة الإيمان
فأنت ترى اليوم كيف فى لحظات معدودة تستطيع التحدث مع غيرك فى مكان آخر فى أقصى بقاع الأرض
فالعلم الحديث مكن الإنسان من صناعة سفينة فضاء وطائرات والموبايلات …
وهذا صنع الخلق والبشر
فكيف بصنع خالق البشر فكيف لنا ألا نصدق بمعراجه صلى الله عليه وسلم ؟!
وكما روى فى قصة سيدنا سليمان عليه السلام وما حدث في نقل عرش بلقيس في طرفة عين …
وأن النبى صلى الله عليه وسلم أخبرهم عن البعير الشارد ، وشرب من الإناء ، وأخبرهم بزمن وصول القافلة الواردة ، ووصف لهم المسجد الأقصى
11-. ما أحوجنا لزيادة الإيمان للقضاء على مظاهر الخسران ، لأن نقص الإيمان هو آفة الزمان وسبب في زيادة الفسوق والعصيان …
12-. مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين وأرض فلسطين وأنها أرض ابتلاء واختبار على مر الزمان ، وأن ميراث المقدسات ليس بالأسبق إنما بالأصدق وبعطاء الله وليس لمن يرغبها …
13. تعليم الخروج من الأزمات بالصبر والدعاء والتوكل على الله
14-. سورة الإسراء لخصت تاريخ بني إسرائيل بقول الله :
“وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا “
15-الخسران في أن تتخذ وكيلاً من دون الرحمن فقال تعالى:
” أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا”
وقال:
“وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا”
كتبه الفقير إلى مولاه الغني بفضله /
إبراهيم الجمل
وصلى اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وحق قدرة ومقداره العظيم ….