حياة
سحر ابوالعلا……
كانت الوحيدة القادرة على امتصاص ارهاقه و تعبه بعد عودته و عناء يوم طويل بالعمل و كأنه حين ينظر فى وجهها ينسي تعب يومه .
كانت تستقبله بابتسامة تقدم له طعامه بحب تجلس بجانبه لتسرد له كيف كان يومها و هو يستمع إليها باستمتاع و كأنه يستمع لأغنية لأم كلثوم و ينتظر لتنتهي من حديثها ثم يبدأ هو الآخر بسرد كيف كان يومه المتعب بالعمل و كانت تستمع له بشغف و كأنه يقص عليها قصة حب .
كل هذا و هم جالسون بعد الغداء بالبلكونة التي تكاد تقع من كثرة الشقوق بها فهو لا يمتلك المال لترميم بيتهم القديم الذي شهد رحلتهم معا …
كانوا لا يملون من تكرار يومهم نفسه كل نهار بل كانوا يستمتعون بهذا الروتين ….
بعد عشرة دامت طويلا دون أن يرزقهم الله بالاولاد و الغريب أنهم لم يفكروا يوما بالذهاب إلي الطبيب لمعرفة السبب
و كان رده دائما و ما فائدة إذا عرف أحدا منا أن الآخر لا ينجب إذا كان هذا لا يعني لكلانا شيئا فأنا حين اخترتها اخترتها لذاتها و هي كذلك..
إلي أن جاء يوما عاد من عمله فلم يجدها فى انتظاره ليجدها على سريرها و قد فارقت الحياة …
يجلس بجوارها يبكي بحرقة طفل فقد أمه…..
تمر الأيام و كأن الحياة و قفت بعد رحيلها يذهب كل يوم ليجلس بجانبها يسرد لها كيف كان يومه المتعب بدونها
إلى أن جاء يوم جلس بجانبها مسندا رأسه على قبرها فغلبه النوم أو كأنه إلى أن جاء من يوقظه ليجده قد فارق الحياة فى حضن من كانت له الحياة.
#السلطانة