حوار مع الكاتبة الكبيرة “عبير مدين”
حوار :محمد أبوزيد
يوجد في مصر مجموعة كبيرة ممن صنعوا التاريخ بالقيم والمبادئ والتقاليد الراسخة ،ونحن لابد وأن نقتدي بهم ونسير علي خطاهم لكي ننهض بالدين والفكر والثقافة في بلدنا الحبيبة التي تستحق كل التضحية والإخلاص والعمل الجاد حتي تنمو وتزدهر ثمرة مجهود السنين السابقة .
أسعد اليوم بلقاء الأستاذة “عبير مدين ” مدير التخطيط والتأمين الصحي بالمنوفية ومدير مكتب المنوفية لدي عدد كبير من المواقع الإخبارية وأحد الكتاب والمفكرين السياسين البارزين .
النهاردة هنلقي معاها الضوء علي أبرز القضايا الإجتماعية التي تواجه المجتمع المصري ونحاول من خلال حملة التوعية الكبيرة نرسخ في وجدان شبابنا عادات وتقاليد وفكر سديد وصحيح .
أولا أستاذة “عبير مدين” نموذج يقتدي به كل الأجيال حدثينا عن قصة كفاح حضرتك و كيف بالجهد والتعب والأصرار وصلتي لهدفك واصبحت نموذجا مشرفا لمصر والعالم كله.
في البداية أحب أشكر حضرتك على اطرائك
إسمي عبير مدين من شبين الكوم محافظة المنوفية حاصلة على ليسانس أداب لغة عبرية أشغل منصب مسؤول التخطيط والتأمين الصحي بالمنوفية، كاتبة سياسية و روائية صدر لي حتى الآن عدد من الروايات والكتب
مدير مكتب المنوفية لعدد من المواقع الإخبارية أشغل عدة مناصب قيادية في أحد الأحزاب السياسية شرفت بمحاولة خوض الإنتخابات البرلمانية 2020.
ولدت في أسرة من الطبقة المتوسطة لوالدين يقدسا العلم والثقافة، الطريق لم يكن مفروش بالزهور صادفني الإخفاق مرات عديدة في بداياتي تارة نتيجة سوء تقدير وتارة نتيجة سوء الحظ ،مثل كثير من السيدات تنهي تعليمها ،يسوق لها القدر وظيفة عملت فيها بعقد لمدة حوالي 16سنة بالثانوية العامة في الوحدة الحسابية بالتأمين الصحي وبعد ثورة يناير تم تعيني وتسوية وضعي الوظيفي بالليسانس
حاولت الإجتهاد في عملي وكان أمامي تحدي أن أفهم العمل المحاسبي حتى أتمكن من إتقان عملي بالمثابرة، الحمد لله وصلت لمنصب مسؤول التخطيط والموازنة
بعد الزواج انشغلت فترة طويلة بحياتي الزوجية و تربية الأبناء،وكان من الممكن أن تأخذني دوامة الحياة الزوجية للأبد، ولكن القدر شاء أن يكون هناك مسار آخر مثل الكثير أنشأ أولادي لي حسابا على فيسبوك بالصدفة تعرفت بأحد الأدباء واسمه الأستاذ وجية القاضي رحمة الله عليه لفت نظري اني أمتلك موهبة أدبية وبدأ يشجعني على الكتابة
في البداية اخذت أولى خطواتي بتردد ولكن بعدها صرت بحماس ونجاح في الميدان الأدبي والصحفي والعمل العام
واجهت سخرية الزملاء وبعض، الأهل ولكن بالتحدي والإصرار على إثبات وجودي وكياني .
ثانيا ما هو السبب الرئيسي وراء كثرة الطلاق
هناك أسباب كثيرة للطلاق يمكن أن تتلخص من وجهة نظري في عدم تفهم طلبات ورغبات الجنس الآخر ،الأنانية وحب الذات ومجرد التلويح من الرجل بتعدد الزوجات ولو علي سبيل الهزار وهذا يخلق نوع من فقدان الثقة لدي الطرف الأخر وشعورها بعدم الأمان وعدم تقدير مجهود وتعب الطرف الآخر،والبعد عن الدين ،البعض يتهم سوشيال ميديا أنها السبب من وجهة نظري أن سوشيال ميديا كشفت هشاشة بعض العلاقات الزوجية.
ثالثا كيف أنشأ طفل علي مبادئ صحيحه في ظل التفكك الأسري وعصر التكنولوجيا ومسؤليه وانشغال الآباء في توفير متطلبات المعيشه.
الأطفال مسؤولية كبيرة جداً مهما كان إنشغالك لابد أن يكون هو على رأس اهتماماتك، وأكبر مشكلة تواجه الشباب هي عدم وجود حلقة إتصال بينهم وبين الآباء والسبب الإنشغال بالعمل للأسف بيحدث خلط بين المفاهيم وبنعتقد أن توفير الأكل والشرب والمستوى التعليمي والمعيشي المناسب هو المطلوب منا وننشغل عن فتح قنوات اتصال بينا وبين الطفل من نعومة أظافره فجأة نكتشف وجود فجوة بيننا الحقيقة ،مهم جدا تعويد الطفل على الحوار وأخذ رأيه في كثير من الأمور ومناقشتة حتى يتعود علي إحترام الآراء ويشعر بأهميته في الأسرة فلا يستجيب بسهولة لأي محاولات إستقطاب خارجية قد تؤدي إلى إنحرافه وإدراك أن طفلك هو مشروع عمرك، التفكك الأسري والطلاق قد يضيعه علينا إعلاء مصلحة الطفل فوق مصلحتنا وحتى لو حدث الطلاق علينا ألا نجعله ميدان معركة سواء بالإهمال أو التدليل الزائد.
رابعا يوجد بعض الأمهات أو الآباء الذين يفرقون بين الاولاد في التعامل كيف أعالج هذه المشكلة وكيف يواجه هذا الابن أو البنت المسكينة الضعيفه المقهورة هذه المشكله.
أولا علينا إدراك أننا سوف نحاسب على التفريق في معاملة أبناءنا ثانيا التفريق في معاملة الأبناء يزرع بينهم الكراهية و يعرضهم لمشاكل نفسية ويزرع فيهم الجحود اتقي الله في الذرية التي وهبها لك الله بالحلال وربما تحصد في النهاية الولد الصالح الذي يدعوا لك أو البنت الصالحة التي تشد بأسرك في حالة وحدتك ويأسك.
خامسا هل غاب دور الآباء في ظل ما نراه مع سلكويات بعض الأنباء؟
بالتأكيد إن انشغال الآباء بالسعي وراء الرزق إنعكس أثره على الأبناء غياب القدوة الحسنة فتح الباب لتقليد الطفل النماذج السيئة ومرافقه أصدقاء السوء ،
سادساً وأخيرا وجهي كلمه للشباب
الإخفاق في تحقيق الأهداف ليس نهاية المطاف علينا إدراك أن الإخفاق يضيف إلينا خبرة ،علينا أن يكون لدينا خطط بديلة، التخطيط الجيد وعدم العشوائية في التفكير أهم خطوة على تحقيق النجاح الثقة بالنفس وعدم الانسياق وراء الأفكار السلبية الصبر.الصبر.الصبر فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وفق الله مصر ورئيس مصر وشعب مصر وجيش مصر للخير