حوار مع الشاعر العراقي الكبير محمد سوادي الخابوري
متابعة غادة سيد
العراق واحدة من أقدم الثقافات في العالم، وموطن نشأة الحضارات القديمة، والتي تركت أثرها الواضح على حضارات العالم ثقافيا (في اختراع الكتابة المسمارية، وتخطيط المدن، وتطور علم القانون في العالم القديم)، وهو المكان الذي يطلق عليهِ قديماً بلاد ما بين النهرين والعراق لديهِ تراث غني اشتهر بالشعراء، والرسامين، والنحاتين المبدعين، وتتميز بعض مناطقهِ بإنتاج المشغولات اليدوية الجميلة، بما فيها البسط والسجاد، ويعتبر فن العمارة في العراق وفي العاصمة بغداد مزيجاً بين المعاصرة والتراث، حيث ان البناء حديث في معظمها، مع بعض الجزر من المباني القديمة الرائعة مثل شارع السعدون، وشناشيل البصرة وأماكن أخرى في الآلاف من المواقع القديمة والحديثة في مختلف أنحاء العراق.
“وثائقي”
ويسعدنا اليوم ويشرفنا أن نلتقي اليوم بقامة عراقية أبدعت وتميزت في الشعر الشعبي العراقي.
▪︎نتعرف على سيادتكم..
▪︎ إسمي محمد حسن سوادي الخابوري، المواليد 1950، مسقط الراس نينوى شرقاط كياره، ومدينة الإستقرار الموصل، أسرتي مكونة من 9 اشخاص، تلقيت أولى مراحل تعليمي بمدرسة المستنطق الإبتدائية، وكنت موظف في جامعة الموصل بدرجة رئيس حرفيين أقدم، قبل أن أحال إلى التقاعد.
*كيف بدأت موهبة الشعر لديكم؟ وبمن تأثرت من الشعراء؟
-بدأت موهبة الشعر وعمري 16 سنه وقد تأثرت بالشاعر الكبير عباس جيجان وهو حاليا في الامارات، وكنا سويا أثناء أداء الخدمه العسكريه.
*شخصيات أثرت بكم في مراحل العمر المختلفة، وما وجه التأثير الذي أحدثوه في شخصيتك؟
-هم كثر وأذكر منهم.. الأخ الغالي خليل إسماعيل من أقربائي؛ كان انسانا صادقا ومحبا وكريما، والأخ الغالي سليمان أحمد من قرية الهيجل الكبير قضاء الشرقاط العائدة لمحافظة صلاح الدين فقد كان إنسانا مرحا وصادقا وأمينا وصاحب نخوه وغيرة عربيه.
وأذكر أيضا الأخ الغالي يونس عبد الكريم إبن أخي وأعتبره أخي الكبير ونكن لبعضنا حبا وإحتراما بالغين.
وأخي المرحوم حمزه عباس حسن، عملنا معا كموظفين في كلية الطب البيطري بجامعة الموصل، وهو شخص نادر في طيب أخلاقه ومايملكه من الوفاء والصدق والمحبه والتعاون رحمه الله تعالى.
*حدثنا عن نوع الشعر الذي تكتبونه و مشاركاتم في الحياة الأدبية.
-كتبت كافة ألوان الشعر الشعبي العراقي ولدي 57 ألف بيت من مختلف ألوان الشعر الشعبي العراقي. وأنا عضو في جمعية الأدباء الشعبيين في الموصل.
وأشارك في المهرجانات الشعريه داخل العراق. لكن لم اسافر خارج العراق.
*قصيدة تفضلها ولها قصة وتهديها لمن؟
-أنا أفضل أبيات كتبتها في زمن الحصار الجائر على العراق وهي:
عراق أشكد زرعت بناس طيبات
نكر شين الطبع زينك تذبذب
عجيبه بهالوكت من يمشي وياك
يعوف بنص درب والنوب يهرب
لان ملح الوفاء بهالوكت ذاب
فكد طعم الملوحه وكام يخرب
وقد تم تكريمي وحصلت على كتب شكر من محافظ نينوى، ومن عضو القياده القطريه لحزب البعث عندما كان البعث حاكما في العراق.
*شخصية تتمنى أن تلتقي بها..
-أتمنى أن ألتقي بكم جميعا لأنكم أنتم مصدر إبداعي واستمراري في كتابة الشعر الشعبي العراقي.
*ملامح البيئة المحيطة بكم و التي شكلت شخصيتكم ومظاهر الحياة بها.
-القريه جميله جدا. و أفضلها على حياة المدينه حيث الهدوء والسكينة والأماكن الرحبة الخضراء.
*رسالتك في الحياة.
-الآية الكريمة “︎واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا”
هي رسالتي ودعوتي لنا جميعا.
*ذكريات شهر رمضان في الطفولة والشباب..
-ذكريات شهر رمضان جميله والأجواء طيبه جدا في القريه. فالجار يعطي جاره من طعامه. والفقير.. كل أبناء القريه يساعدونه بكل مايحتاج، فكانت المحبه والتعاون والرحمة السمة السائدة فيما بين أبناء القريه والمدينه كذلك.
كنا ونحن شباب بعد الافطار وبعد انتهاء الصلاوات نلعب محيبس وبعدها نأكل الحلويات ونتسامر ونمزح فيما بيننا. فكانت حياة جميله جدا.
وعنما يأتي العيد، يشتري لنا أهلنا الملابس الجديده من السوق.
وفي صباح العيد وبعد انتهاء صلاة العيد ندور في بيوت القريه نعايدهم، وبعدها يقوم أهل القريه بذبح أغنام لعمل وليمة العيد ويجتمع أهل القريه وقت الغداء للأكل.
وبعد الإنتهاء من الأكل وشرب الشاي يذهب كل واحد إلى بيته.
وفي اليوم الثاني والثالث، الجميع يزورون أقرباءهم من الذين يسكنون خارج القريه في قرى أخرى.
*ماذا تحب أن تقول سيادتكم في نهاية الحوار؟
-أقول شكرا لكم ورمضان مبارك وكل عام وانتم بألف خير.
*لكم جزيل الشكر شاعرنا الكبير.
كان حوارا ممتعا ومفيدا.