بقلم الباحث التاريخى السيد / أحمد ُحزين شقير العباضلى
السبت الموافق 8 8- 2020م
كانت القطط معروفة في مصر القديمة باسم ماو وكان لها مكانة مهمة في المجتمع المصري القديم. بناء على مقارنات الحمض النووي الأخيرة لأنواع الكائنات الحية تشير التقديرات إلى أن القطط استأنست لأول مرة منذ حوالي 10,000 سنة في منطقة الهلال الخصيب.
وبعد آلاف السنين، أصبحت ديانة سكان مصر القدماء متعلقة بالحيوانات ومن بينها القطط.
بسبب مكافحتها للحشرات وقدرتها على قتل الثعابين مثل الكوبر أصبحت القط المستأنسة رمزًا للنعمة والاتزان. ثم أصبحت مع مرور الزمن ألوهيتها تمثل الحماية والخصوبة والأمومة.
كحيوان مقدس مهم في المجتمع والديانة المصرية تلقت بعض القطط نفس التحنيط بعد الموت كالبشر. في عام 1888 اكتشف فلاح مصري قبرًا كبيرًا يضم نحو ثمانين ألف قطة محنطة بالقرب من بلدة بني حسن ويعتقد أنها حنطت بعد عام 1000 قبل الميلاد.
كانت مافدت أول آلهة معروفة برأس قط في مصر القديمة. خلال فترة حكم الأسرة المصرية الأولى بين عامي 2920-2770 قبل الميلاد كانت تعتبر حاميةً لغرف الفرعون ضد الثعابين والعقارب والشرور و كانت أيضًا تُصور غالبًا برأس نمرٍ . كانت بارزة بشكل خاص في عهد الفرعون دن.
كما جاء ذكر القط فى التراث الدينى كما جاء فى قصة سيدنا سليمان عندما قام بتعليم شخص لعة القطط.
حيث جاء بالقصة ان أحد الرجال من الذين عاصروا سيدنا سليمان عليه السلام ذهب إلي نبي الله و طلب منه ان يعلمه احدى لغات الحيوانات…فقال له النبي: لن تستطيع تحمل ذلك..ولكن الرجل توسل بنبي الله وأصر أصرارا شديدا.
وهنا لم يجد سيدنا سليمان بدا من القول : وأي لغه تريد ان تتعلمها…فقال الرجل : لغة القطط فأنها تكثر في قريتي ومنزلي فنفخ النبي في اذنه وفعلا تعلم الرجل لغة القطط.
وبعد عدة أيام سمع الرجل الذي علمه سليمان هذه اللغة قطتان تتحدثان فقالت احداهما للأخرى..هل عندك طعام فأنني سأموت جوعا فأجابتها الثانيه كلا..ولكن في هذا البيت ديك وسمعناه يقول انه مريض.. وسيموت ونأكله فأصبري قليلا.
الرجل غضب بشدة مما سمعه من القطتين وتوعدهما قائلا : لاوالله لن تأكلن ديكي وفي الصباح اخذ الديك الى السوق وباعه .
القطه جاءت وسألت هل مات الديك فقالت لها كلا لقد باعه صاحب الدار ولكني سمعت الخروف يتمتم ويقول اني متخم وسأموت انقذوني.. فأصبري سيموت ونأكل من لحمه.
الرجل الذي علمه سينا سليمان لغة القطط إزداد غضبا وقال : لن تأكلان من لحم خروفي ومن الصباح اخذالخروف وباعه في السوق.
أحدي القطتين سألت هل مات الخروف… فأجابتها الأخري بكلا.. لقد باعه صاحب الدار.. ولكن علمت من نبي الله سليمان عليه السلام ان الرجل صاحب الدار سيموت وسيضعون الطعام في مأتمه ونأكل فأصبري قليلا
الرجل صاحب البيت صعق لما سمعه وذهب مسرعا للنبي وهو يصرخ ويبكي ويتوسل وأخبره بالقصه وانه سمع القطه تقول انه سيموت… فما العمل؟
نبي الله رد علي الرجل قائلا : أن الله قد فداك بالديك ولكنك بعته…وفداك بالشاة”الخروف” ولكنك بعته ايضا فأما اليوم فأكتب وصيتك فالامر واقع لامحال.
لعل أحد الدروس المستفادة من القصة ان الله يدفع عنا الكثير من الاهوال والمصائب ولكننا لاندرك حقيقتها الا بعد زوالها بشكل يقودنا لمشكلات قد لا نستطيع مواجهتها وكان يمكن تجنبها اذا أمنا بالقدر حلوه ومره وسلمنا أمرنا لله .
القصة ورغم ما أثارته من جدل وتشكيك البعض في مصداقيتها كونها لم تأت في أي من كتب العلم المعتبرة إلا أن كثيرمن المؤرخين وأهل العلم اعتبروها من معجزات سيدنا سليمان التي يمكن التعامل بها فيما يتعلق بفضائل الأعمال
وقد حكى لى جدى رحمه الله انه فى عام 1952م ظهر القط الأحول بجوار هرم الهريم بمدينة البصيلية حيث ارشد رجل فقير كان يطعمه رغم ضيق معيشته الى احد التماثيل الفرعونية المدفونة حيث تعجب هذا الرجل من ان القط الأحول يشير اليه بأن يسير خلفه ويتمتم بكلمات كأنه بشر واخذ يسير وراءه حتى وصل بالفعل الى تمثال ذهب واصبح بعد ذلك من الاثرياء .
وفى جانب أخر حكى لنا المعلم صابر عبد العزيز القماح صاحب قهوة القماح بالظاهربالقاهرة انه قد سمع من عمه المرحوم الحج شلبى القماح ان قط كان يذهب يشرب بقايا لبن بداخل احد محلات الألبان بالسكاكينى بالظاهر وفى يوم راه صاحب المحل فأحضر عصا غليظة وانهال على القط ضربا حتى قتله.
وبعد يومين بدأ يظهر تقوس بظهره وتحدب وبعد عدة ايام زاد التقوس وانحناء الظهر اكثر حتى اصبح لا يستطيع ان يمشى بظهره مستقيما وبعد شهر رحل عن الحياة.
لقد أكد الرسول صل الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث أن القطط طاهرة غير نجسة وكان يسميها من الطوافين والطوافات في البيوت وكان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة واعتبره طاهرًا وحقا قد ثبت بالدليل العلمى ان القط طاهر وليس نجس و نادراً ما تجد جراثيم على السطح الخارجي للقط وإن وجد فإن القط سيكون مريضًا
تقول الدكتورة جين جوستافسن: بعد تحليل مجموعة من العينات للمقارنة بين اللعاب لكل من الإنسان والكلب والقط وجدنا أن أكثر نسبة للجراثيم هي عند الكلب ثم يأتي الإنسان بمقدار الربع للكلب ويأتي القط بمقدار النصف بالنسبة للإنسان.
حقا ان الحياة مليئة بالأسرار