حكاياتنا اليوم عن
اللواء محمد نجيب… وقصته مع ثوار يوليو
يكتبها : محسن حديد
* أختلف المؤرخون حول ما إذا كان مجلس قيادة الثورة المصرية في يوليو عام 1952م كان ينوى اختيار اللواء محمد نجيب لرئاسته من عدمه ، وعلى أى حال فإن الضباط الأحرار لم يفتقدوا القدرة على تولى أمر أنفسهم ، إنما كان تعوزهم الحاجة إلى رتبة كبيرة تعكس للرأى العام وللدول الأجنبية جدية ثورتهم ، خاصه وأنهم كانوا جميعاً دون الثلاثين ، لذا عمل الضباط الأحرار على مساندة نجيب فى انتخابات نادي الضباط في نهاية ديسمبر 1951م بعد قبوله قيادة الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار وبالفعل نجح نجيب فى تلك الانتخابات نجاحا باهراً مع قائمة الضباط الأحرار وأصبح نجماً ساطعاً بين صفوف القوات المسلحة وساهم كثيرا فى شعبيته الملحوظة بعد اندلاع الثورة التي بادرت بإلغاء الأحزاب ،
لكن نجيب لم يكن يجيد التحالف السياسي سوى مع مثل هذه الأحزاب التي كانت تحكم مصر قبل الثورة ، وبالتالي كان طبيعياً حدوث انشقاق بينه وبين مجلس قيادة الثورة الأمر الذي انتهى بأزمة مارس عام 1954م ،وتلك الأزمة التى كادت تودي بالثورة نهائيا لولا تنبه الضباط الأحرار لخطور الأمر وتولى زمام الأمور بأنفسهم.. !!
* ذهب البعض إلى إتهام اللواء محمد نجيب بأنه كان من دعاة تصفية الثورة ، ليس فقط إنما اتهموه أيضا بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر بالإسكندرية عام 1954م ، الأمر الذي استغله أعداء الثورة إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م بعد وصول الإنذار الانجليزي – عندما اجتمع عدد من الباشوات ورجال العهد البائد وكتبوا مذكرة إلى مجلس قيادة الثورة يطالبون فيها بقبول الإنذار الانجليزي ، وهذه حقيقه كشفت عنها كتابات إنجليزية متعددة بعد نهاية الحرب.
لذ حرص رجال الثورة على إبعاد اللواء محمد نجيب إلى اسيوط أثناء العدوان الثلاثي ، ولم يكن ابعادة اضطهادا كما يفسره البعض ، إنما كان إجراء ضروريا لكى يدرك الانجليز ومريدوهم الذين يتلهفون على وصولهم للقاهرة أن الوضع مختلف ، وأن مأساة الثورة العرابيه لن تتكرر وأن صيحة جمال عبد الناصر من فوق منبر الأزهر صيحة شعب يقاتل دفاعاً عن حريته وكرامته ومكاسبه ويؤيده ثواره حتى آخر رمق ، وأن الحب الجارف الذى حمله الشعب لنجيب بعد الثورة لم يكن لشخص نجيب ذاته إنما كان لمصر الثورة.. الثورة على الملكية والظلم والاستبداد..؟
* يعد محمد نجيب أول رئيس رسمى لجمهورية مصر بعد إعلان الجمهورية والغاء الملكية في 18يونية عام 1953م ويرجع مولده إلى 20 فبراير من عام 1901م بالسودان حيث تلقى علومه الأولية والثانوية هناك قبل أن يأتي إلى القاهرة ويلتحق بالمدرسة الحربية عام 1917م ثم يحصل على ليسانس الحقوق ، اضافه إلى دبلوم الدراسات العليا في الإقتصاد السياسي وآخر في القانون الخاص قبل أن يحصل على شهادة كلية أركان الحرب وايضا عمل بالصحافة فى جريدة مصطفى كامل وله ثلاثة كتب الأول تمت مصادرته فى فترة ما بعد أزمة مارس عام 1954م وكان بعنوان “المجهول ‘ و أصدره بالانجليزيه التى كانت يجيدها إلى جانب الفرنسية والإيطالية والألمانية ، والكتاب الثاني والثالث في السنوات الأخيرة من عمره وصدرا بعد وفاته تحت عنوان” كنت رئيسا لمصر ، وكلمتى للتاريخ “
وقد رحل عنا اللواء محمد نجيب فى نهاية أغسطس عام 1984م .