حرية وانطلاق
كتبت غادة سيد
استيقظت الصغيرة على صوت عصافير الصباح التي دائما ما تغرد بالقرب من نافذتها حيث الشجرة الكبيرة. لكن الصوت اليوم يبدو أقرب و أوضح رغم ضعفه و رقته. أطلت برأسها الصغير وظلت تتبع الصوت. تنصت وتدقق النظر هنا وهناك . لكنها لم تجد شيئا. ظلت هكذا بضعة أيام دون جديد. وذات صباح لمحت عصفورة تحمل قشة صغيرة في منقارها وتتلفت يمينا و يسارا وتقفز بتردد على أحد أفرع الشجرة حتى كادت تختفي وسط الأغصان والأوراق المتداخلة. إلى أن توقفت عند عش صغير يبدو أنه لم يكتمل بعد. و ما أن وصلت حتى بدأت تزرع القشة بحرفية بالغة في الفراغ المتبقي من العش. واذا بفرخين صغيرين جائعين قد رفعا رأسيهما لأعلى بأفواههما المفتوحة. وقد تعرفا على أمهما رغم أعينهما المغمضة. بدأت في إطعامهما بالقليل من الطعام المخزن في فمها الصغير . انتهى الطعام لكن لم ينته جوع الصغيرين، وقبل أن تتعالى أصواتهما كان العصفور الأب قد أتى لأداء نفس الدور من الإطعام والبناء. تعجبت الصغيرة؛ كيف تعلمت العصافير البناء وتخزين الطعام وإطعام الصغار. ظلت تتابع تلك الأسرة الصغيرة يوما بعد يوم وكم أضحكها تعثر الصغيرين في أولى محاولاتهما للطيران و لاحظت كيف كسى الريش جسديهما حتى رأتهما أخيرا وهما يحلقان بعيدا بكل حرية و انطلاق .