حديث الصباح
أشرف عمر
حديث الصباح …
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
{ مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا أَعْطَاهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلاَّهَا وَحَضَرَهَا، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَجْرِهِمْ شَيْئًا }.
حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح النسائي.
شرح الحديث:
مَن حرَصَ على خيرٍ ولم يُدرِكْه كُتِبَ له أجْرُه وفي هذا الحديثِ توضيحٌ لهذا الأمْرِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “مَن توضَّأَ، فأحسَنَ الوُضوءَ”، أي: أتَمَّه وأعطى كلَّ عضوٍ حقَّه مِن الماءِ، “ثمَّ خرَج عامدًا إلى المسجدِ”، أي: ذهَب إلى المسجِدِ بقَصْدِ الصَّلاةِ فيه لا يُريدُ غيرَ الصَّلاةِ؛ “فوجَد النَّاسَ قد صلَّوْا”، أي: فاتَتْهُ الجَماعةُ الَّتي كان يَقصِدُها، “كتَب اللهُ له مِثْلَ أجرِ مَن حَضَرها”، أي: مِثْلَ أجرِ مَن صلَّى جماعةً وهو لم يُصلِّها معهم، “ولا يَنقُصُ ذلكَ مِن أُجورِهم شيئًا”، أي: إنَّ أجرَ ذلك الرَّجُلِ لا يَنقُصُ مِن أجورِ مَن حضَرَ تلك الصَّلاةَ، فصلَّاها جماعةً، بل يُعطَى كلُّ واحدٍ مِن الحاضرينَ أجرَه، ويُعطَى هذا الَّذي جاء بعدَ الصَّلاةِ، فصلَّاها وحْدَه أجرًا كاملًا؛ لكمالِ فَضلِ اللهِ تعالى، وسَعةِ رَحمتِه؛ وذلكَ لحِرصِه على الصَّلاةِ دُونَ كسَلٍ أو تأخيرٍ منه في إدراكِ الصَّلاةِ.