حديث الصباحً
أشرف عمر
نسمات الجمعة
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
*{ مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ اﻹمام مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ }.*
رواه مسلم.
*شرح الحديث:*
يومُ الجُمعةِ يومٌ عظيمٌ، وهو خيرُ أيَّامِ الأسبوعِ، وفيه يَجتمِعُ المُسلِمونَ للصَّلاةِ، وقدْ حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على التَّطهُّرِ وتَحسينِ المَظْهرِ في هذا اليومِ، وخاصَّةً عندَ صَلاةِ الجُمُعةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ مَنِ اغتَسَل، فعمَّم جميعَ بَدنِه بالماءِ -والاغتسالُ يومَ الجُمُعةِ يَتأكَّدُ في حقِّ كلِّ ذَكَرٍ بالِغٍ مِن المُسلِمينَ ممَّن وجَبَتْ عليه الجُمُعةُ- ثمَّ ذهَبَ إلى المسجدِ وبَكَّرَ في حُضورِه إلى المسجِدِ قبْلَ صُعودِ الإمامِ على المِنبَرِ، فَصلَّى ما قُدِّر لَه مِنَ النَّوافلِ ما شاءَ اللهُ لَه أنْ يُصلِّيَ، فيُصلِّي رَكعتينِ رَكعتينِ، كما ورَدَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في صَلاةِ النَّافلةِ، ثُمَّ استَمَعَ وأنصَتَ حتَّى يَنتهيَ الإمامُ مِن خُطبَتِه، ثُمَّ يُصلِّي مَعه رَكعتَيِ الجُمُعةِ؛ كان أجْرُه أنْ يَغفِرَ اللهُ لَه ذُنوبَ ما بيْنَ السَّاعةِ الَّتي يُصلِّي فيها الجُمعةَ إلى مِثلِها مِنَ الجُمعةِ الأُخرى، وزِيادةَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، فتَكونُ الحَسنةُ بعَشرِ أمثالِها، حيثُ صارَ يومُ الجُمُعةِ بعَشرةِ أيَّامٍ.
والمقصودُ أنَّ الذُّنوبَ الصَّغائرَ هي الَّتي يَغفِرُها اللهُ، أمَّا الكبائِرُ فإنَّها تَحتاجُ إلى تَوبةٍ تامَّةٍ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي هُرَيرَةَ رَضِي اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: «الصَّلواتُ الخَمسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعةِ، ورَمضانُ إلى رَمضانَ؛ مُكفِّراتٌ ما بيْنهنَّ إذا اجتَنَب الكبائِرَ».
ومِن الآدابِ الواردةِ في السُّنةِ ليومِ الجُمعةِ: التَّطَيُّبُ، ولُبْسُ أحسَنِ الثِّيابِ لصَلاةِ الجُمُعةِ، والتَّبكيرُ إليها، وعدَمُ التَّفريقِ بيْن الصُّفوفِ.
وفي الحَديثِ: فضْلُ الغُسلِ يَومَ الجُمعةِ.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.