كتبت : ليلى شتا
تتردد دعوات بين الحين والآخر بفتح الباب لعودة الأخوان مجددا إلى المشهد السياسى أو على الأقل من لم يرفع السلاح فى وجه الدوله أو من لم يتم ضبطه فى اى من الفعاليات التى نظمها الإخوان كالتظاهر أو سب الدولة ومسئوليها على وسائل التواصل الاجتماعى.
وعن نفسى كان هذا رأيى منذ بدايات ثورة ٣٠ يونيو لثلاثة اسباب:
الأول :سوء فهمى لهم وسوء تقديرى لمدى إنتمائهم لوطنهم .فقد عشت عمرى كله متعاملا معهم .بل قدمت لمحمد مرسى شخصيا العديد من الخدمات وهو نائب فى مجلس الشعب عندما كان يأتينى شاكيا خلافا بينه وبين محافظ الشرقيه أو رئيس مدينة الزقازيق حول أمر من الأمور باعتباره كان عضوا بمجلس الشعب عن الزقازبق.. وللأمانة كان رجل طيبا متواضعا(وقد كان زهولى عظيما عندما تقدم للترشيح للرئاسه وكدت اجن عندما نجح وقلت لنفسى بقى ده اللى هيحكم مصر ) .
وكانت تربطنى بالمرحوم محمد هلال المحامى (عمل مرشدا مؤقتا لفتره زمنيه)ابان عملى رئيسا لمدينة المنصورة فى مقتبل شبابى(كان عمرى وقتها ٣٥ سنة) علاقة طيبة جداً وكثيرا ماكان يزورنى فى مكتبى .
بل إننى أعتقدت ان أجهزة الأمن تبالغ فى تشويه صورتهم فهل هؤلاء الناس الطيبين ممكن ان يخرج منهم كل هذا الشر ؟؟ولم أقف كثيراً عند ماكتبه سيد قطب من إنكار لفكرة الوطن ربما لعدم نضجى سياسيا أو عدم فهمى لخطورة إعتقاده .
كما لم أقف أيضاً عند مايشاع عن ان حسن البنا مؤسس الجماعة كان عميلا للماسونية العالمية وانه استعان بمجموعة من الجهلة (٦أفراد )غير المتعلمين (حتى لايناقشوه)فى تكوين الخلية الأولى للجماعة التى سوف يعيد بها دولة الخلافه (سيعيدها بالعربجى والمكوجى والحلاق والنجار )كما إننى التمست العذر لمهدى عاكف مرشد الإخوان عندما قال طظ فى مصر وقلت ربما قالها فى لحظة غضب وهو لايعنى فعلا ان مصر لاتمثل لهم (الإخوان )اى قيمة ولم أربط بين مقولة حسن البنا ان وطنى حيث تقام فيه الصلاة ومقولة سيد قطب ان الوطن ماهو إلا حفنة من تراب عفن وبين مقولة مهدى عاكف طظ فى مصر وأبو مصر .
مع ان العلاقة بين الثلاثة سهله وواضحه وضوح الشمس .وهى ببساطه ان مصر بالنسبة لهم كأى واحد مننا ساكن فى شقه إيجار جديد ممكن يسيبها فى أى وقت .يعنى لايعنيه سلامة الخرسانات حتى لو آلت العمارة للسقوط لانه سيترك تلك الشقه حتما فهى سكن مؤقت بالنسبة له .
أى ان تراب الوطن لاقدسية له عكس مازرعته فى نفسى العسكرية المصرية التى تربيت فى أحضانها من ان تراب الوطن مقدس وان روحى رخيصه جدا كثمن للدفاع عنه .
كنا فى حرب الإستنزاف نعبر فى دوريات للضفة الأخرى من القناة لنصب كمائن للاسرائيلين ووارد جدا الا تعود وكان مرتبى ٣٠ جنيه فى الشهر يعنى الكمين ده واقف علينا بجنيه ..أقول هذا لمن يقولون اليوم إحنا بناخد كام علشان نشتغل .
ولو كنا قلنا وقتها إحنا بناخد كام علشان نحارب كان زمان إسرائيل أصبحت من النيل الى الفرات فعلا وقولا.
الثانى: بعضهم إنضم للإخوان بحسن نيه باعتبار إنها جماعة تدعو إلى الله ورسوله وليست لها أهداف سياسيه وان كل مايشاع عن انها عمل من صنع الماسونية العالمية كذب وإفتراء من الدولة عليهم.وان قياداتهم ناس مبروكه وان خيرت الشاطر دعوته مستجابه وان بعضهم يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام .وبعضهم شاف رؤية ان سبدنا جبريل هبط من السماء ليشد أزرهم فى رابعه .
وبعضهم شاف الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو محمد مرسى ليتقدم لامامته فى الصلاة .
ولم يفكر لحظة واحدة كيف يكون رسول الله مأموما لاحد تابعيه ولم يصلى مأموما لاحد من العشرة المبشرين بالجنة سوى سيدنا وتاج رأسنا أبوبكر الصديق مرة واحدة فى مرضه وأراد سيدنا أبوبكر التقهقر للخلف فأمره رسول الله بالإستمرار .
وأكمل سيدنا أبوبكر وهو متوتر وقلق فكيف لمثله ان يؤم رسول الله صل الله عليه وسلم وهو ثانى إثنين وهو الصديق ..وهو الذى لو وضع إيمان الأمة فى كفة ووضع إيمانه فى الكفة الأخرى لرجحت كفته..وهو من العشرة المبشرين بالجنة من الله سبحانه وتعالى ..كل هذا لم يقكروا فيه ولو أعملوا مخهم لعرفوا ان الذى أتى ليرافقهم فى المنام هو إبليس شخصيا واخترعوا أحاديث نسبوها الى رسول الله لكى يخدموا موقفا ظنوا فيه نصرة للإسلام .
كما أثبت لهم الأحداث كذب هؤلاء فلاسيدنا جبريل نزل رابعه أكيد والا لكانوا انتصروا على قوات الشرطة التى فضت الاعتصام فكيف لفرقة يحارب سيدنا جبريل فى صفوفها ان يهزمهم فريق يحارب الشيطان ضمن صفوفهم(اللى هما الجيش والشرطه)..من الآخر مغيبين جدا الى حد ان تسميهم وانت مستريح الضمير مرضى نفسيين .
الثالث: الموقف الدولى من مصر ومطالبته بعدم إقصاء اى فصيل سياسى من المشهد واهمية تخطى مصر لتلك العقبه حتى تتفرغ الدوله للبناء وتحسين مستوى حياة المواطن المصرى والذى عانى كثيرا طوال السنين الطويلة الماضيه.
الا اننى وبعد ان عشت التجربة على ارض الواقع وشاهدت كيف كانت خصومتهم مع الدولة وانهم جميعا سواء مهما كان تنوعهم العمرى والثقافى والجغرافى فلايجمعهم شيئ سوى كراهية مصر وجيش مصر وشعب مصر الذى طردهم من الحكم بعد ان عرف حقيقتهم .فمن كان يتصور ان يطالب احدهم وهو الدكتور الازهرى محمد الصغير وهو نائب سابق عن الاخوان فى مجلس الشعب وهارب الى تركيا.طالب إثيوبيا فى تغريدة له على تويتر (اى علنا)اثيوبيا ان تسارع للإنتهاء من بناء السد ومصر مشغولة بالكورونا .
وكأن السيسى هو فقط من سيشرب من النيل وباقى الشعب هيشرب مياه معدنيه…واخوانى آخر هارب الى امريكا اسمه لهجت صابر سجل فيديو بيطالب اى اخوانى يصاب بالكورونا انه يتحرك وسط الناس ويذهب الى اقسام الشرطه والمحاكم لنشر العدوى جهادا فى سبيل الله..(وكان الله والعياذ بالله يامر بالشر) ناهيك عن قنواتهم والتى تعمل ليلا ونهارا على تشويه سمعة مصر وتشويه كل شيئ فيها وكتاباتهم على الفيسبوك وتويتر التى تنشر الشائعات الخبيثه والتى كلنا نشاهدها ونقرأهاوفيديوهاتهم الوقحه وتشكيل لجان للذهاب الى الكونجرس الأمريكى للنيل من مصر .
يعنى من الآخر لم يتركوا شيئا فيه ضرر لمصر ولشعبها لم يفعلوه .
فكيف لنا أن نتعايش معهم لو إستوعبناهم فى العمل السياسى ..ونجح منهم نوابا وذهبوا الى البرلمان فهل هولاء ننتظر منهم خيراً فى أى شيئ أم سيكونوا ممثلين لقياداتهم الهاربه فى الخارج للعمل على هدم مصر؟؟
وصلت الى القناعات الاتيه:
الأولى : إستبعاد فكرة المصالحة نهائيا واتهام من يطالب بها بالغباء والخيانة العظمى
الثانيه:؟حث الدولة على الكف عن الحنية الزائدة التى تتعامل بها معهم واستبعادهم تماما من أجهزة الدولة حتى لو أدى هذا الإستبعاد إلى غلق المصلحه التى سوف يأثر استبعادهم على حسن سير العمل بها .وقد جربنا فى بدايات الكورونا ان نعمل بنصف قوة الجهاز الحكومى وهم بالقطع لن بتجاوزوا ٢%فى مجموعهم.
الثالثه:؟أثبتت الأحداث عدم قدرة أجهزة الدوله المعنيه على ملاحقة مايكتبوه وينشروه على الفيسبوك وتويتر لذا يجب ان تستعين الدوله بالشعب فى هذا المجال بشكل جدى للإبلاغ السهل البسيط (بعض التليفونات التى تكتب على تويتر التلفزيون لاترد وقد جربت بنفسى)
الرابعه:ان تبذل أجهزة الدولة المختصه جهدا أكبر نلمسه كشعب فى ملاحقة الهاربين فى الخارج ومقاضاتهم على التحريض الذى يمارسونها ضد مصر وحتى لو لم يؤدى هذا الى القبض عليهم فانه سيأدى الى إرهاقهم ماديا ومعنويا
االخامسه:عزلهم سياسبا لمدة زمنيه ولتكن ١٠ سنوات فلايكون لهم حق الترشح ولا حق الإنتخاب حتى بإستفتاء شعبى لقطع الطريق على التدخلات الخارجيه وان يجرى هذا الإستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة
وأخيرا إنصاف الحلول تزيد المشكلة تعقيدا.لابد من البتر حتى نتفرغ للبناء