بقلمي / حامد ابوعمرة
من أكثر الظواهر المخيفة في مجتمعاتنا العربية والتي ازدادت وتيرتها مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي عبرالنت ، ووسط ضغوطات الحياة والفقر والحالات السيئة التي يحياها غالبية الناس هي ظاهرة الالتجاء إلى السحرة والمشعوذين دون الرجوع إلى الله وعدم الخوف منه ، فيستغل اولئك السحرة فقر الناس فيمصون دماءهم ،ويستنزفون أموالهم بدعوى تزويج الابنه التي ركبت قطار العنوسة ، ولم يتقدم لها أحد ..وهناك من يمضي لأولئك المشعوذين بدعوى إيجاد وظيفة ما وسط طوابير البطالة التي ازكمت أنوفنا أكوام ملفاتها أو السعي لتحقيق منصب في شركته أومقر عمله وأشد الناس قسوة وجبروت هم الذين ينفقون أموالهم من أجل إيذاء من يحملون لهم في القلوب كل حقد وضغينة وحسد انتقاما منهم ، فمنهم من يطلب من الساحر او المشعوذ التفريق بين زوج وزوجته ، ومنهم من يطلب وقف حال فتاة بعدم الزواج ومنهم من يطلب الإصابة بالمرض أو الهلاك لشخص ما لمجرد أنهم يحقدون عليه أو يريدون الانتقام منه فويل لهم مما أنفقوا وويل للسحرة الذين يبدعون في أعمال سحرهم ،فيضعون أوراق وطلاسيم وصور يدفنوها بالمقابر حتى لايتمكن احد من فك أسحارهم، ووالله أستغرب إن كانت تلك القبور التي تذكر الناس بالآخرة، يتم استغلالها من قبل الدجالين فيجعلونها وكرا لمثل تلك الأعمال الخبيثة ونشر الرزيلة والفساد في المجتمعات ووالله ان الله سينتقم منهم أشد الانتقام ، وهنا أود أن أشير بالذكر انه لايجوز بأي حال من الأحوال اللجوء لمثل أولئك المفسدون في الأرض من السحرة والمشعوذين ويكفي فقط أن استعين هنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:” من آتى كاهنا أوعرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد” أوكما قال صلى الله عليه وسلم ، المشكلة أن الناس تعلم ذاك الحديث ومع ذلك تمضي قدما لفتح المنجل لمعرفة شيء ما ..فمابالنا بالذين يلجأون للعراف أو الساحر فقط لإيذاء خلق الله ..؟! ولا حول ولا قوة الا بالله ولابد هنا من دور كبير في الحد من مثل تلك الظواهر التي تدمر المجتمعات دور الحكومات في أن تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه مثل تلك الأعمال وكذلك دور العلماء والشيوخ وخطباء المساجد في الوعي وتسليط الاضواء على مثل تلك القضايا الخطيرة ودور الاعلام ، ولا حول ولا قوة الا بالله