جريدة حكاية وطن/سوريا حكاية غير مكتملة ولا مقنعة!
بقلم / محمد عبد المجيد خضر
بداية ماحدث في سوريا كان مفاجأة كبيرة غير متوقعة ولا تمر على العقل مرور الكرام ويستدعي التوقف والتفكير العميق
فقد كانت صدمة حقيقية لانه من المتعارف عليه وبديهي ان بشار الأسد مسيطر ومحصن بقوتين لا يستهان بهما روسيا وايران
وفجأة انقشع الغمام وظهرت الحقيقة المرة حيث ان العالم كله يلعب حولنا لعبة المصالح!!؟.
فروسيا تفاوض خلف الابواب المغلقة على حربها مع أوكرانيا وضحت بالأسد وسوريا وقدمتهما باعتبارهما
كرت يحسن موقفهم امام أوروبا لنيل منافع مقابلها في اوكرانيا
أيضًا ايران باعت الأسد خوفًا من أمريكا وإسرائيل وتخلت وتراجعت بل اختفت من المشهد
اكيد لتتخذها كرت داعم لموقفهما في مفاوضات البرنامج النووي كما فعلوا مع حزب الله وقادة حماس
بعد تسليمهم لإسرائيل تسليم اهالي.
هنا نأتي للضبابية التي لازمت التحركات الغير مقنعة إطلاقا لجبهة النصرة وقائدها ابو محمد الجولاني المصنف بقائمة الارهاب
وأمريكا رصدت عشرة مليون دولار لرأسه أو معلومات للقبض عليه!!؟؟
لكن للاسف تحرك الجولاني بدعم وحماية من امريكا وإسرائيل!!!؟؟
بمعنى ان التوليفة غريبة جدًا.
المهم انهم اعتبروها ثورة وان المعارضة تحركت وانتصرت على جيش سوريا!؟ الذي اختفى ولم يحرك ساكنًا!؟
وبدأت أمريكا والغرب بتلميع الجولاني وغيروا اسمه من ابو محمد الجولاني الى أحمد الشرع
رغم رفض اهل الجولان وتبرأهم من انتسابه لهم ثم عائلات الشرع تبرأت وبالدليل من نسبه اليهم
ولم ينشغل أحدًا ابدا بمناقشة ذلك، او اي شئ يخص أصول أحمد الشرع، الذي ترك ارض سوريا مستباحة لاسرائيل تصول وتجول وتحتل الأراضي
ثم أيضا تركيا توغلت ثم اصبح هو يلمح لدور في دعم تحرك الارهابيين في مصر وكأن سوريا ليست بلده أصلًا او هو أميرًا للارهابيين المتأسلمين.
المهم هرب الأسد إلى موسكو هو وعائلته وترك سوريا عارية الظهر ووصل الجولاني الى دمشق بصحبة محاربيه
وبدأ فورًا بالتخلص من الميليشيات الشيعية التابعة الى ايران
ثم مطاردة العلويين عشيرة بشار الأسد وأيضا منتسبي وضباط الجيش السوري!؟
لتأمين نفسه وأصحابه من اي مخاطر تنتج عن وجود هؤلاء في البلاد.
ابو محمد الجولاني خلع العمامة وهذب اللحية وأيضًا خلع الجلباب ولبس بدلة عسكرية
ثم تطور اللوك بعد ذلك الى بدلة وقميص بدون كرافتة وأخيرًا ارتدى الكرافتة وأكمل المظهر إستعدادا للقيادة!!؟
بعد هذا التحول السريع وخلال أيام أقدم ابو محمد الجولاني على خطأ جسيم جدًا
أولآ أعلن من خلال الحملة الاعلامية المشبوهة انه سوف تكون الانتخابات لاختيار رئيس جديد بعد أربع سنوات ثم منح الجنسية السورية لبعض تابعيه في الميليشيا التي قادها سابقًا
والأغرب انه منحهم شئ خطير جدًا بحيث منح أحدهم رتبة لواء بالجيش وترقية لرتبة وزير دفاع وآخر وزيرا للخارجية ووزيرا آخر للداخلية ثم وزع المناصب وكأنه سلطان للدولة!؟.
هذه الأخطاء الجسيمة بمثابة منحة غير دستورية فليس لابو محمد الجولاني سلطة رسمية تؤهله لتوزيع هذه المناصب الخطيرة
وهي منحة من لا يملك لمن لا يستحق!!؟
وهي ما اثارت سخط جميع طوائف الشعب السوري في الشمال والوسط والجنوب
وزاد العداء بينه وبين الميليشيات الكردية والجيوش السورية الاخرى في باقي الأراضي السورية
ثم تهديد من إيران بان الاحوال لم تستقر في سورية والقادم من تغييرات كثيرة بقصد أنهم لن يسمحوا بكامل السلطات للمسلمين السنة!؟
ثم ايضا المكون المسيحي .
مما سبق يظهر لنا أن الوضع في سوريا مازال غير مستقر ولا يبشر بخير، لانه رغم الدعم الملحوظ من دول أوروبا لتلميع أحمد الشرع
لكن رسميًا سوريا دولة كبيرة جدًا ولا يمكن إدارتها بهذه الطريقة الساذجة التي تفتقر الى الخبرة والدبلوماسية واستئثار مكون واحد لكل السلطات دون مكونات الشعب الاخرى.
ومن العجائب التي تدعوا الى سخرية الشعوب كلها والتي أبرزها الاعلام، والمناصرين للجولاني وقدروها ودعموا هذا التصرف باعتباره تصرف بطولي ظلما وبهتانا!!؟
وهو عدم مصافحته لوزيرة الخارجية الألمانية اثناء زيارتها لسوريا، مع ان هذا التصرف خاطئ بإمتياز! ولا يصدر من رجل دولة يحكم دولة كبيرة لها قدر وقيمة كبيرة
وهو ليس استضافة عائلية ببيت العائلة!؟!؟
ولا يصح ولا يليق لانك لست شيخ أزهر ولا رجل دين متحفظ، والمنظر كان ينم عن سذاجة سياسية منقطعة النظير
وحتى وزير خارجية فرنسا سلم عليه بأطراف أصابعه وذلك ممكن يكون عدم رضا عن الموقف!!؟.
إننا نحب سوريا كثيرًا ولا نتمنى لها سوى الخير والوحدة، وعدم التفريط بها او تقسيمها كما هو واضح من تصرفات الجميع، وهي خطة خبيثة قديمة لتقسيم المقسم من بلاد العرب
لتحقيق الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة فندعوا الله لسوريا الا يصيبها مكروه وان يتحد الجميع من اجل الحفاظ على سوريا حرة مستقلة متماسكة ومتحدة.
(اللهم اهدي قومنا فهم لا يعلمون ولا يفقهون))