جرد الربيع العربي
للكاتب الأستاذ : محمد عبد المجيد خضر
جرد الربيع العربي
اخترت هذا العنوان حيث ان ما يسمى بالربيع العربي ، اتضح جليا انه صورة متطابقة في كل البلدان التي غرقت فيه والسيناريو تقريبا واحد ،فقد نجحت خطة كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الزنجية !!؟ في قراءة سيكلوجية الشعوب العربية ، وطبائعهم ونقاط ضعفهم واتقنت الحبكة والخيال ، ونفذت ومن بعدها من جاءوا من امريكا وبريطاني وكل اوروبا ، في مؤامرة متقنة الجوانب ومفصلة تفصيلا دقيقًا ، أبطالها من انصاف المثقفين والاغبياء الذين دمروا بلادهم بلا مقابل .
ففي ليبيا تشارك الليبيون وتقاسموا العداء فيما بينهم ، في مشهد لا يخلو من الكوميديا حيث حكومتان واحدة منتهية الصلاحية برئاسة الدبيبة ، هذا الرجل الذي يفرط في كل شئ من اجل الاحتفاظ بالكرسي ، ويعرقل كل الحلول الممكنة ويتصرف وكأن ليبيا ميراث شرعي جنابه
الرجل يستحوذ على أموال الدولة ويغدق على مرتزقة الميليشيات المسلحة المتواجدة في طرابلس ، وبدعم تركي ومساندة من قبيلته ، وقد تخطى كل الحدود الحمراء وبدأ يسلم مواطنيه الى الادارة الامريكية لمحاكمتهم هناك ، فقط ليكسب رضا ودعم امريكا منظمة الخراب بالمنطقة ليضمن وجوده بالمنصب، ويشترط موافقته على الانتخابات ان يتوافق الجميع على ادراج مادة دستورية تمنع العسكريين والمجنسين بجنسية دول اخرى من الترشح ، وهو بذلك يقصد إقصاء المشير حفتر .
وفي الجانب الآخر رئيس وزراء منتخب ومعترف به من البرلمان اي ان له شرعية ، لكن للأسف ليس له أي فعالية وليس له وجود ولا حركة ولا تأثير ، واكتفى باصدار تصاريح جوفاء لا تثمن ولا تغني من جوع وخطابات امام الكاميرات الإخبارية !!؟ وهو مشهد كوميدي بإمتياز .
وهناك المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي ، الذي اختفى من المشهد لفترة ثم ظهر فجأة وبدأ التهديد والوعيد للانتهاء من حالة الجمود ، والوصول الى توافق يمكن الدولة الليبية من إجراء الانتخابات الرئاسية حتى تستعيد الدولة الاستقرار وتبدأ في البناء والتنمية .
المشكلة ان كل طرف من هذه الاطراف بجانب رئيس البرلمان عجيله صالح ورئيس مجلس الدول المشري ومندوب الأمم المتحدة ، كل منهم مدعوم من اطراف خارجية مختلفة وكل يطيع مصالح الداعم ولا يوجد امل في الأفق للأسف .
يعني بالنهاية الاختلاف وعدم التوافق بين كل هؤلاء هو كما يعلنون انهم في انتظار تعديل مادة بالدستور لكي يمنعوا المشير حفتر من الترشح !!!؟؟؟ بعنى ان الحجة عقدة ليس لها حل على الإطلاق وسوف نتابع مشكلة ليبيا لمدة طويلة قادمة .