“جبل مون” يمتلئ بالدم والذهب في السودان
متابعة/ نجاح حجازي
شهد أقليم غرب دارفور خاصة منطقة جبل مون خلال الأسابيع الثلاثة الماضية توجها من الصحافة العالمية بعد مقتل أكثر من 140 شخصا في أحداث دامية شهدها الإقليم وخصوصا منطقة جبل مون التي قتل فيها نحو 36 شخصا والتي تدور حولها العديد من الاساطير؛
فما قصة هذا الجبل؟
ورغم أن تاريخ الحياة الحضرية في جبل مون يعود إلى أكثر من 700 عام، إلا أن الجبل اكتسب شهرة في العام 1985 عندما ارتبط اسمه بإحدى اهم المحاكمات السياسية في تاريخ السودان الحديث، إذ أظهرت وثائق الاتهام الموجهة ضد نائب الرئيس الراحل “جعفر نميري” الذي حكم السودان من 1969 وحتى 1985.
وكان الجبل الواقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من عاصمة الولاية محور فضيحة استخباراتية بطلها مدير منظمة ألمانية حاول سرا استغلال اليورانيوم الضخم الموجود في الجبل تحت غطاء تقديم الإغاثة للسكان المحليين المتأثرين بالجماعة الطاحنة التي ضربت السكان المحليين والعديد من سكان القارة الإفريقية في ذلك الوقت.
والآن وبعد أكثر من 30 عاما، أصبح الجبل محور صراع حول ثروة أخرى لا تقل قيمة عن اليورانيوم تتمثل في الكميات الضخمة من الذهب تقدر بأكثر من 50 طنا؛
وهو ما يفسر أحد أهم الأسباب التي تؤجج الحرب الطاحنة التي يعاني منها السكان المحليين في الوقت الحالي.
وقال الباحث والأكاديمي حسن إمام لموقع سكاي نيوز إن “سكان جبل مون يتميزون بتاريخ راسخ ويعتبرون من أوائل القوميات السكانية التي أسست نظاما مركزيا في العالم تعاقب على إدارته أكثر من 29 ملكا وحاكما محليا”. ويشير إمام إلى خطورة الوضع الحالي في المنطقة والذي أدى إلى زيادة معدلات النزوح.
ووفقا لتقارير دولية، فقد أدت الهجمات المتلاحقة التي تعرض لها سكان الجبل
المحليون خلال الأسابيع الاخيرة إلى مقتل العشرات ونزوح الآلاف؛ كما تم نهب وحرق أكثر من 42 قرية من قرى الجبل، واضطر سكانها للنزوح إلى مناطق أخرى.
وشدد إمام على ضرورة أن تلتفت الحكومة المركزية إلى أمن المنطقة وأن تتدخل بشكل فاعل لإنقاذ حياة السكان المحليين من خلال إرسال قوات أمنية مهنية مدربة وليست لها أية نزعات قبلية مضادة للسكان الاصليين.
وجدير بالذكر ان إقليم غرب دارفور، تبلغ مساحته 493 ألف كيلومتر مربع ويقطنه نحو 6 ملايين نسمة يعيش حاليا أكثر من نصفهم في مخيمات للنازحين، في ظل ظروف أمنية وإنسانية بالغة التعقيد بعد حرب استمرت أكثر من 17 عاما.