فلسطين : الدكتور أحمد اسماعيل البحيصي
يقع البحر الميت في الجزء الشرقي من فلسطين إلى الجنوب قليلاً وضفته الشرقية تقع في الأردن طوله 47 ميلاً وعرضه 10 أميال تقريباً ينخفض عن مستوى سطح البحر المتوسط ب 1300 قدم ، ويقع في غور يمتد أصلاً من بلاد الأناضول شمالاً غلى بلاد الصومال جنوباً
ويعتبر هذا الموقع الجغرافي أكثر الأماكن انخفاضا على سطح الكرة الأرضية وتؤكد البحوث العلمية الجيوكولوجية أن البحر الميت كان أساساً جزءا من البحر الكبير الذي كان يغطي منطقة بلاد الشام في العصور التي تلت العصر الجليدي الأول مباشرة .
ثم حدثت زلازل وبراكين وتقلبات جوية وأرضية هائلة عزلت جزءا صغيراً من البحر الكبير بين جبال عالية نسبية حيث أحاطت بهذا القعر العميق الذي سمي البحر الميت ، وقد كانت لهذا البحر أسماء أخرى أطلقها عليه العرب ومن هذه الأسماء بحيرة لوط وبحر زغر والبحر النتن وبحر عربة وبحر الإسفلت وبحر سادوم ،
لكن أعجب القصص حول هذه الأسماء ما يتعلق بقصة سيدنا لوط عليه السلام حيث أنزل الله على قومه عذابه ودمر قريتهم بمطر رهيب كما جاء في سورة النمل الآية 54 وفي سور أخرى
ويعتقد أن القرى التي فعلت الفاحشة كانت سدوم وعمورة وإلى هذا اليوم توجد في المنطقة الجنوبية الغربية من البحر الميت موقع يسمى ( إيسدوم) فهل هو سدوم ؟
لكن بعض المؤرخين يعتقد أن موقعهما تحت البحر الميت في جزئه الجنوبي إلا أن التنقيب عن هذين الموقعين مستحيل نظراً لكثافة البحر مياه البحر الميت بحيث لا يتمكن الغواص من الرؤية أعمق من 30 سم كما أن البحر الميت عميق جداً فجزؤه الشمالي بعمق 1300 قدم وعمق جزئه الجنوبي حوالي 30 قدما
ولأن الحياة قد انعدمت في هذا البحر فلا يعيش فيه حيوان أو نبات نظراً لارتفاع نسبة الأملاح فيه فلقد أصبح يسمى بالبحر الميت والتسمية يونانية والبحر الميت يغذى بمياه بعض الجداول الصغيرة أما الرافد الرئيسي له فهو نهر الأردن وقد استطاع الخبراء أن يحددوا المية التي تصله من الماء يومياً بنحو 6 ملايين متر مكعب في حين أن كمية البخار حوالي 5 ملايين ونصف المليون من الماء
والبحر الميت يحتوي على العديد من المعادن والأملاح الثمينة ونسبة الأملاح في البحر الميت 25 بالمئة بينما نسبة الأملاح في المحيطات لا تزيد عن 6 بالمئة ،
أما أسماء البحر الميت الأخرى مثل بحر الإسفلت فترجع على أن هناك مادة تشبه القار تطفو على سطحه قرب شواطئه ويستخدمها الأهالي لوقاية كرومهم من الحشرات الضارة ويستعملها البدو في العلاج من بعض الأمراض نظر لاحتوائها على مزايا طبية عديدة
ويعتقد العلماء أن هذا القار دليل على وجود النفط تحت البحر الميت ،
أما بالنسبة للثروة الهائلة التي يحتويها هذا البحر والتي تقدر بمليارات الدولارات فتتمثل في مليارات مكعبة من كلوريد الصوديوم ومليارات مكعبة من بروتيد المغنيوم ومليارات مكعبة من كلوريد الماغنيوم ومليارات مكعبة من كلوريد الكالسيوم ،
فضلاً عن الأنواع الأخرى من المعادن والأملاح ، ولقد قامت السلطات الصهيونية بعد احتلالها للضفة الغربية والجنوبية الغربية للبحر الميت باستغلال مكثف لما يحتويه البحر الميت في حين لم يفعل الجانب العربي في ضفته الشرقية شيئاً يذكر للاستفادة من هذا البحر والذي في الحال هذا أصبح حقا ميتا في جانبه العربي فقط وضياع الحق الفلسطيني في هذا البحر المليء بهذه الثروات الهائلة .