تفاصيل مهمة في تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي الأخيرة .. تعرف عليها ؟
كتب : عصام علوان……
قال”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء»للصحف والمواقع الإخبارية، إن تصريحات نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية”كامالا هاريس” لا تتوافق مع الأفعال على الأرض، ولا تتوافق مع سياسة أمريكا وتصرفاتها الغير مسؤولة والتي تحوي في طيها دائماً على الخداع الذي سئمت منه شعوب العالم بما فيها الشعب الأمريكي، فضلاًعن: تصرفات”واشنطن”الداعمه للابادة وجرائم الحرب، وعملية التجويع للفلسطينيين في غزة الممنهجة والمخطط لها مسبقاً من قبل”تل أبيب والبيت الأبيض” لإستخدامها كسلاح حرب، والإنزالات الجوية الأمريكية مجرد حفظ لماء الوجة وإستعراض دعائي على شاشات التلفاز إستنكرها الكثير.
وأضاف”أبوالياسين” في ظل إستمرار العدوان الإسرائيلي في حالة حرب لاتتوقف، وفي حالة إبادة جماعية مستمره، وفي حالة تجويع متعمدة لأهالي غزة بإسلوب همجي يتشابة مع أساليب العصابات القاتلة، وتشاركها الإدارة الأمريكية برئاسة “جوبايدن” تخرج علينا “كامالا هاريس” نائبة الرئيس الأمريكي بتصريحات غير متوافقة إطلاقاً مع سياسة إدارة”واشنطن” حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، وتطالب فيها بضرورة وقف إطلاق النار، ونرىّ ويرىّ الجميع بأن هذه التصريحات لا تمت لواقع الذي يشاهده العالم بأسره للرغبات الأمريكية بأي صلة!؟، لأنه إذا كانت هذه التصريحات تتوافق مع رغبة”واشنطن” ما كانت إستخدمت”الفيتو” ونسفت به الإنسانية في تحدي ثالث لها على التوالي للعالم بأكملة.
مضيفاً: أن هذه التصريحات التي خرجت علينا بها مؤخراً نائبة الرئيس “بايدن”تعُد أبعد بكثير عن الواقع الذي نشاهدة على الأرض لأن أمريكا هي من ترسل الإسلحة لقتل الأطفال والمدنيين العزل في غزة ، ولم تتوقف هذه الإمدادات الأمريكية منذ اليوم الأول من الحرب، وحتى الآن، وهي من تدير الحرب والإبادة والتجويع والتدمير في غزة، وأن تصريحات “هاريس” تأتي في سياق إمتصاص الغضب الدولي وخاصةً في الداخل الأمريكي المتزايد ضد إدارة “جوبايدن” لتخفيف الضغوط عليها خاصة أنها هي التي أعطت الغطاء والحماية السياسية والقانونية والأمنيه والعسكرية لإسرائيل، ونسفت الإنسانية بإستخدامها “فيتو” القتل والدمار مؤخراً.
حيث: دعت “كامالا هاريس” نائبة الرئيس الأمريكي إلى وقف لإطلاق النار، وتقول: إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتوصيل المساعدات لسكان غزة!؟، في أشد تصريحات للإدارة الأمريكية حتى الآن !؟، وفق الصحف العبرية، وقالت”كامالا هاريس” إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتخفيف “كارثة إنسانية” في غزة، بينما تواجه حكومة الرئيس
“جو بايدن” ضغوطاً دولية غير مسبوقة لكبح جماح حليفتها الوثيقة التي تشن حرباً على غزة،
ولاقت دعوة “هاريس” إلى “وقف فوري لإطلاق النار” صيحات ترحيب عالية من الجمهور حتى عندما أوضحت أنها كانت تشير؛ إلى وقف الأعمال العدائية كجزء من صفقة من شأنها إطلاق سراح الرهائن، وأضافت”هاريس” وسط تصفيق حار !، نظراً لحجم المعاناة الهائل في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار على مدىّ الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وفق ما هو مطروح الآن على الطاولة.
وإلتقت”هاريس مع “بيني غانتس” عضو مجلس الحرب الإسرائيلي وأكدت؛ على قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني بغزة!!، وأعربت نائبة الرئيس الأميركي عن قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وذلك خلال محادثات أجرتها في البيت الأبيض مع “غانتس”، وقال؛ البيت الأبيض إن “هاريس” حثت إسرائيل على إتخاذ إجراءات إضافية بالتعاون مع أميركا لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وأوضح؛ البيت الأبيض أن “هاريس وغانتس” بحثا الوضع في رفح والحاجة لخطة إنسانية يعول عليها قبل أي عملية عسكرية محتملة هناك، وتأتي المحادثات غداة دعوة “هاريس” إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعوتها حكومة “بنيامين نتنياهو” إلى إتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة بعدما قالت “الأمم المتحدة” إنه معرض لخطر المجاعة، لتكون نائبة الرئيس الأميركي بذلك قد وجهت الإنتقاد الأميركي الأكثر حدة لإسرائيل منذ بدء الحرب.
ويتعجب”أبوالياسين” من التصريحات الأمريكية المتسارعة والتي تعُد جميعها منفصله بشكل كامل عن الواقع، لآن الولايات المتحدة في الحرب على غزة أصبحت فاعلاً أصليا ً، ورئيساً مثلها مثل إسرائيل وليست مجرد شريك فقط وعليه فإن الإدارة الأمريكية تحاول خداع العالم بهذه التصريحات التي إستنكرها الجميع، وتظهر”هاريس” أن هناك إتفاق ضمني أمريكي إسرائيلي على إستمرار الحرب، وهذه التصريحات ماهي إلا ضمن سياسة توزيع الأدوار بينهم كون “واشنطن” هي من تستخدم دائماً حق “الفيتو” في مجلس الأمن حتى لا تتوقف الحرب على غزة، كما تعجب “أبوالياسين” من آمر نائبة الرئيس الأمريكي عندما قالت: إن سكان غزة يعانون من كارثة إنسانية!، ومن تأكيدها؛ أنه نظراً لحجم المعاناة الإنسانية بات من الضروري وقف إطلاق النار فوراً!!، قائلاً؛ وعندما دعت”الجزائر” لإجتماع مجلس الآمن الآخير أليس هذا دعوة صريحة لوقف إطلاق النار ووافق عليها جميع دول العالم بأستثنى دوله واحدة رفضت التصويت!؟.
ولفت”أبوالياسين” إلى عملية الإنزال الأمريكية الجوية للمساعدات في غزة، حيثُ بدأ الجيش الأمريكي في توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر طائرات الشحن من طراز C-130، وأسقطت ثلاث طائرات من القوات الجوية المركزية 66 حزمة تحتوي على حوالي 38 ألف وجبة على غزة في حوالي الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وفقاً للمسؤولين الأمريكيين، ووصفها المحليين وغيرهم بأنها عملية إستعراض وعرض على شاشات التلفاز مفضوحة، وأنه إذا كان تريد إدارة”جوبايدن” مساعدة الفلسطينيين في غزة والحد من المجاعه هناك كان عليها الضغط على إسرائيل وغيرها لفتح المعابر ودخول المساعدات بكثافة وبشكل دائم ومستمر .
لافتاً: إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي حث إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتسهيل فتح معابر إضافية لتلبية الإحتياجات الإنسانية على نطاق واسع، ودعم التوصيل السريع والآمن لمواد الإغاثة، وكرر مجلس الأمن الدعوة إلى إيصال المساعدات الفورية والآمنة إلى غزة، أصدر الأعضاء بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن “أكثر من 100 فرد فقدوا حياتهم، مع إصابة عدة مئات آخرين بجروح، بما في ذلك طلقات نارية في جريمة ومجزه جديدة تورطت فيها القوات الإسرائيلية في تجمع كبير يحيط بقافلة مساعدات إنسانية جنوب غرب مدينة غزة، وشدد مجلس الآمن على الحاجة إلى إتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وأضاف”المجلس” أنه يجب على إسرائيل الإمتثال لإلتزاماتها بموجب القانون الدولي!!.
وأشار”أبوالياسين” إلى قُتل توأم يبلغان من العمر خمسة أشهر فقط، تم إنجابهما بعد ثلاث جولات من التلقيح الإصطناعي، في غارة جوية إسرائيلية على منزل أسرتهما في رفح، جنوب قطاع غزة، قائلاً؛ “لـ” نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “كامالا هاريس” هل هؤلاء الأطفال”حماس” الذي إستهدفتهم الهجمات الدقيقة كما صرحتم في السابق؟، أم هي تقنية دقيقة تملكها إسرائيل يمكنها بسهولة معرفة عدد الأطفال في المنازل التي تقصفها ومع ذلك تتعمد قصفهم، وفق إعترافات من ضباط في المخابرات الأمريكية يعملون خبراء في الدفاع مسربة، تم تداولها على منصات التواصل الإجتماعي، وهل أطفال غزة الذين”يموتون جوعاً”، ليست الإستراتيجية المتعمدة من قبل الإحتلال النازي بمشاركة أمريكية واضحه وضوح الشمس للضغط على السكان المدنيين وللضغط على المقاومة؟، وهل إستراتيجية العقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل وبضوء أخضر أمريكي ليست جريمة حرب وإبادة صارخة.
مشيراً: إلى أن طفلان توأمان من بين 14 قتيلاً في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح “مُكْتَظّ “بالأطفال، وتم إستشهاد التوأمان نعيم ووسام أبو عنزا من بين 14 فلسطينياً بينهم ستة أطفال آخرين قتلوا في الضربة العاشمة في عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً للناجين ومسؤولي الصحة الفسطينية، وكان التؤمان من بين القتلى، ولا يزال تسعة أشخاص آخرين مفقودين تحت الأنقاض، وكان ولد التوأمان بعد أقل من أسبوع من بداية الحرب بين إسرائيل وغزة، وقضىّ والدهم 10 سنوات في محاولة الحمل،
وإستيقظت الآم”رانيا أبو عنزا” في حوالي الساعة 10 مساء لإرضاع إبنها، وعادت إلى النوم وهي تُهدأ الأطفال ومع زوجها بجانبهم، وبعد ساعة ونصف، إنهار المنزل في إنفجار، وصرخت الآم من أجل أطفالها وزوجها معاً، وهي تبكي وتهد بطانية طفل على صدرها “لقد ماتوا جميعاً” أخذهم والدهم وتركني وراءهُ، وهذا يؤكد؛ إعترافات ضباط المخابرات الأمريكية أن إسرائيل تملك تقنية معرفة المنازل التي تكتظ بالأطفال وتقوم بقصفها.
كما أشار”أبوالياسين” إلى التصريحات الأمريكية المتتالية من المسؤوليين والتي تستفز الجميع لان جميعها تتناقض مع الوضع الحالي في غزة، وتبين الأدلة مع التصريحات الأمريكية وأخرها تصريحات نائبة “جوبايدن” أن الإدعاءات الإسرائيلية الثلاثة كلها كاذبة، وهي: الهجمات تهاجم فقط الأهداف العسكرية المشروعة، وليس الأهداف المدنية!، وتستخدم معلومات إستخباراتية موثوقة للغاية لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين !، وتنفذ هجماتها بدقة!، وهذة أسطورة “الجيش الأخلاقي” في إسرائيل، الذي يؤدي فشل بروتوكولات الإستهداف الخاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
متواصلاً؛،وتصدر”واشنطن” وابل من التصريحات المخادعة، وتدعي إسرائيل أنها تبذل كل ما في وسعها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وأنها تحافظ على إجراءات إستهداف معقدة تهدف إلى ضمان أن تكون أي ضربة عسكرية متناسبة، ولا تقتل عدداً مفرطاً من المدنيين، وأصر “نتنياهو” في أكتوبر على أن “الجيش هو الجيش الأكثر أخلاقية!! في العالم، وعند الضغط على قضية الوفيات الفلسطينية في نوفمبر، قال”نتنياهو” أي وفاة مدنية هي مأساة، ولا ينبغي أن يكون لدينا أي شيء لأننا نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد المدنيين عن طريق الأذى هذا ما نحاول القيام به تقليل الإصابات المدنية إلى الحد الأدنى، وفي الحقيقة إسرائيل لا تفعل بل تستمر في إستهداف المدنيين والأطفال والنساء والمباني، والمستشفيات ودور العبادات من مساجد وكنائس كل يوم مما أدىّ إلى دمار لا يوصف.
وختم”أبوالياسين”تصريحة الصحفي، قائلاً: إننا نتعجب لأمرهم تستعرض أمريكا بالإنزالات الجوية للمساعدات في غزة للعرض على شاشات التلفاز، وبينما تواصل إسرائيل استراتيجيتها للتجويع في غزة بسبب جرائم الحرب أما بقصف المساعدات أو قتل من يتجمعون حول المساعدات ، ويقول الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع في غزة كارثي، وغير معقول، ومخزي، ويقول: آخرين متى سيوقف “جوبايدن” أو يضع شروط الدعم الأمريكي من خلال المساعدات العسكرية الضخمة ومبيعات الأسلحة لإسرائيل؟، وناقش السفراء في الجمعية العامة للأمم المتحدة مرة أخرىّ أمس”الاثنين” الوضع الإنساني الرهيب في غزة والعمل الحاسم لوكالة “الأونروا”، التي تواجه تهديداً وجودياً، والإستماع إلى إحاطة من مفوضها العام”فيليب لازاريني” وإجراء مناقشة ساخنة حول حق النقض الأمريكي لمشروع قرار مجلس الأمن الأخير الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار .
متواصلاً: وعلى الرغم من أمر محكمة العدل الدولية في أواخر يناير الماضي بشأن تدابير منع الإبادة الجماعية الذي حثت عليها المحكمة إسرائيل، ومن بين أمور أخرىّ، وإلى زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكن لم تلتزم إسرائيل بأي قرار من تلكُما القرارات وأصبح دخول المساعدات إلى غزة قد إنخفض منذ ذلك الحين بنسبة 50 في المائة إلى جانب إرتفاع المؤشرات المقلقة، من قتل وإصابة مئات الفلسطينيين الجائعين الذين يصطفون للحصول على المساعدات الأسبوع الماضي إلى مجاعة تلوح في الأفق تتكشف أمام أعين الجميع .