“تعالوا نتفلسف”
بقلم: أسامة حراكي
لو كان لكل مجال فيلسوف لعانى الجميع من الفلاسفة، فالفيلسوف دائماً شخص يأخذ بالحقائق البديهية والتي يجب أن يعلمها الجميع ويتحدث عنها بأسلوب يبدو وكأنه هو المكتشف لها في حين أنه لم يأتي بجديد، لا ادري لماذا إذن الفلسفة؟ وبما اننا نتحدث عن الفلسفة فسنفلسف بعض الأمثلة:
المتعة الحقيقية
المتعة الحقيقية في قراءة رواية هي الوقت الذي يسبق قراءتها، فعند التفكير في احداث الرواية سيكون التلهف والانتظار والتحدث عن القصة جزءاً لا يتجزأ من الوقت الذي نقرأ فيه الرواية وتزداد المتعة اذا انتهت الرواية من دون أن تُخيب امالنا.
زيادة ونقصان
نتحدث جميعاً عما ينقصنا وما يشكله هذا النقص من اثار سلبية على مختلف الصعد، فهناك من يعاني نقصان الحب والحنان، ومن يعاني نقصاً مادياً وما أكثرهم في ظل موجة الغلاء العالمية وشدة الكساد الاقتصادي ونتحدث عن كل ما يخطر في بالنا من نقص ولكن قليلون من يتحدثون عن الزيادة واثرها السلبي في حياتنا، فليست كل زيادة هي عملية استشفاء من نقص، فهناك زيادات تسبب الاذى ذاته الذي يسببه النقص، مثال: يشكل صديق لا يصدق في مواعيده او لا يشكل له السر مكانة مقدسة، عامل زيادة في حياتنا ويصبح وجوده اكثر ضرراً من نقصه، كما تشكل زيادة الغذاء ضرراً اكثر من نقصه وكذلك زيادة النوم، واصبحنا نعاني من زيادات مؤلمة اكثر مما نعانيه من نقصان.
مثال اخر:
التقيت زميل كنا نعمل معاً في مكان واحد انقطعت اخباره عني منذ زمن فأخبرني انه يعمل الآن بوظيفة مرموقة ويتقاضى ضعف ما كان عليه راتبه لكنه غير قادر على التمتع بمزايا وظيفته، فسألته لماذا،
فأجاب:
لأن الراتب ضئيل 7000 وغيري يتقاضى 10000 كنت اود أن اقول له لما لا تنظر إلى من يتقاضى اقل منك وبعضهم حاصلون على ما هو أعلى وافضل من شهادتك واكثرهم منك خبرة، لكني كنت اعرف انه لن يسمع وإن سمع لن يقتنع، فهمه الكبير هو الراتب.