قلم : سعيد الشربينى
يقصد بالسكن العشوائي بأنه ظاهرة نمو الإسكان الشعبي الحر. وهو إسكان غير مخطط يقع في أدنى مراتب الإسكان ويقوم على أساس اجتهادات شخصية في التخطيط
والتصميم والبناء وهو عبارة عن أكواخ بُنِيت من الخشب أو الصفيح أو الطين وأحياناً باستخدام الأقمشة البالية والكرتون وينتشر هذا النوع في العالم كله ولكنه يتضح جلياً في دول العالم الثالث حيث يأخذ شكل تجمعات متلاصقة من العشش أو البيوت الصغيرة المتراصَّة بجانب بعضها في اتجاه طولي ويلجأ الأفراد لهذا النوع من الإسكان بصفة مؤقتة أو دائمة نتيجة لعدة أسباب منها:-
1- الفساد الإدارى فى المجتمعات النامية
2- عدم الشفافية والجاهزية فى مسائلة المفسدين.
3-الاتلاف العمد للمال العام فى غياب دور الدولة الرقابى .
4-السعى ألى خلق البيئة والمناخ الذى يساعد على اتساع الرقعة العشوائية والشعبية لخدمة أغراض سياسية .
تستطيع الدول الكبرى ذات الاقتصاديات القوية أن تعمل على الحد من زيادة رقعة العشوائيات والمناطق الشعبية وان لم تصل اليهم بالتطوير البيئ اللازم تقوم برعايتهم صحيآ وتعليميآ ومعيشيآ الى أن يطالهم التطوير الذى هو بالفعل أولى اهتماماتهم . وذلك ايمانآ منهم بمدى خطورة مثل هذه المجتمعات على سبل تقدم الدولة ورقيها فتجد المواطن فى هذه الدول يستطيع أن يحصل على كافة حقوقه المشروعة دون تأجيل أو ترحيل أو تسويف وحتى ولو كان من سكان ادنى العشوائيات . فقد رسخت هذه الدول لدى مفهوم مواطنيها أن الجميع متساوين فى الحقوق والواجبات وبذلك يستطيع الجميع منهم المشاركة بشكل فاعل حريص فى بناء الوطن مادام الوطن يلتزم تجاهه بكل الحقوق .
وأرى أن هذا هو السبيل الوحيد كى نستطيع الحد وخلق المساحة للقضاء على العشوائيات بكل أشكالها وما تمثله من خطورة
أما بالنسبة 1- الفساد الإدارى فى المجتمعات النامية . والتى تعد الآرض الخصبة لأستقواء بذور وجزوع البؤر الاجرامية وارهابية والتى أصبحت تهدد العالم كل وفق نسب العشوائيات على الآرض ومساحتها وعدد سكانها وقوة تأثيرها .
فتجد أن العمليات الإرهابية والتخريبية تقل نسبها عن مثيلاتها فى دول العالم الثالث وهذا يرجع إلى طبيعة الحقبة الزمانية والسياسية والدساتير وكيفية تفعليها وأحترامها وطبيعة وأهواء حكام هذا العالم
فغالب ما تترك خلفها هذه الحكام الكثير والكثير من السلبيات المجتمعية لكثرة أهتمامها بترسيخ وتقوية سدة الحكم لديهم.
وأصبح اهتمامهم الأول وتأتى الشعوب فى المراتب الآخيرة ان وجد . ومن هنا وجد الفساد الادارى الآرض الخصبة كى يطرح وبكسافة العديد والعديد من البؤر الاجرامية والارهابية وذلك لأحساس المواطن فى هذه المناطق بأنه مواطن خارج أجنة الدولة .
وبناء عليه قد ادركت هذه الدول أن -2-عدم الشفافية والجاهزية فى مسائلة المفسدين . قد يصبح يمثل مراكز للقوى داخل المجتمع يصعب على الدولة اقتصاصه جملة واحدة وذلك أذا أستشرى داخل كافة مؤسسات الدولة .
وعلى سبيل المثال : انظر كيف وصلت هذه الدول أن تتعلم ثقافة التصويت فى اختيار من يمثلها بكافة مؤسسات الدولة وتعمل على ترسيخ مبادئ الشفافية ولو حاول البعض منهم التشكيك فيها أو محاولة تشويهها . على العكس مما يحدث فى دول العالم الثالث من تزوير وتسيف واختيار لغة المال السياسى للتآثير على الناخبين .
فكم حرصت هذه الدول الكبرى أن تجرم – 3 – العبث أو الاتلاف للمال العام – ايمانآ منها بأن المال العام هو مال هذا الشعب الذى قد آمانهم عليها وصونه صون لعموم الشعب والوطن
فأصبح القانون والرقابة والمحاسبة لكل من يحاول أو يعبث بالمال العام مهما على شأنه ولو كان حاكم البلاد ومازال على سدة الحكم دون تراخى أو طمس للحقائق . كل ذلك عمل على خلق حالة وطنية لدى شعوبها لأحساسهم بالمساواة فى كل الحقوق.
4- فالسعى على خلق مثل هذه البيئة التى تعمل حكام دول العالم الثالث ليس موجودة على أجنة دولهم بل قامت بتصديرها ألى العديد من حكام العرب وأفريقيا ولذلك عملت مع مرور الزمان على اتساع هذه البقع من العشوائيات والمناطق الشعبية لأستخدام سكانها فى ترسيخ سدة الحكم والاستحواذ على مؤسسات الدولة ومجلسها التشريعى ( الشيوخ – البرلمان ) ويصبحون بذلك هم المتحدثين بالسان الشعب ولو قاموا بتغير الدستور والقانون بما يتفق مع مصالحهم
فالدول التى تسعى الآن إلى تعديل مسارها الاجتماعى والبيئ هى الدول التى سوف تلحق بركب التقدم والرقى بين دول العالم وتكون بذلك أكثر آمانآ من مخاطر الارهاب
………………………………………………….
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )
28 / 11 / 2020