كتب: مريم عوادي
مرحبا بشهر جويلية ، أعز شهر على قلوب الجزائريين .. كيف لا و هو شهر الإنتصارات ، شهر فك القيود ، و إخضاع العدو.
عانى الشعب الجزائري الابي مرارة الإحتلال الفرنسي ما يزيد عن 130 سنة ، حيث طبقت عليه أبشع و أقمع السياسات الإستعمارية. فلم تكتفي فرنسا بالإحتلال العسكري لأرض الجزائر المباركة و الإستغلال البعيد كل البعد عن الإنسانية للفرد الجزائري البريء بل إنها سعت جاهدة لطمس و محو كل معالم الهوية الجزائرية الامازيغية العربية .
بدأت حكايتنا عندما ساعدت الجزائر بأسطولها الدولة العثمانية في معركة نافرين1827 فلم يبقى من الأسطول إلا خمسة سفن ، مما سهل على فرنسا المضي قدما في مخططها لإحتلال الجزائر متذرعة بحادثة المروحة التي تم اعتبارها إهانة لفرنسا من طرف الداي الجزائري.
في الخامس من شهر جويلية 1830 رست سفن فرنسا في ميناء سيدي فرج في الجزائر العاصمة، لتنطلق من بعدها حملات فرنسة الشعب الجزائري و ذلك بتحويل كل المساجد في التراب الوطني إلى كنائس، منع إستعمال اللغة العربية و التعليم بها و تحويل اللغة الرسمية و لغة الإدارات إلى اللغة الفرنسية واعتبار اللغة العربية و الامازيغية لغات أجنبية حسب قرار رئيس وزراء فرنسا آنذاك كاميي شوتون ، بالإضافة إلى إنتهاك سياسات مهينة كالتنكيل بالسكان الأصليين و التهجير و إحتكار الأسواق و منع المواطنين الجزائريين من أبسط حقوقهم .
رغم قساوة وبشاعة هذا الإستعمار الفرنسي للجزائر شعبا و أرضا و هوية إلا أنها لم تفلح في السيطرة على الشعب الجزائري بسهولة فمنذ أول يوم يلي نزول القوات الفرنسية في الجزائر، لم تتوقف حركات المقاومة و الثورات الشعبية المنتشرة في كل ربوع الوطن لتعرقل و تبطئ و تضعف تقدم العدو ، ما كانت تخمد مقاومة ما في إقليم معين الا و تثور أخرى في إقليم جزائري آخر .
إستمرت المقاومات الجزائرية بنفس الطريقة منذ 1830 الى 1954 السنة التي وحدت كل الثورات و المقاومات في كل أرجاء الجزائر الحبيبة لتندلع بذلك الثورة الجزائرية التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954 بتنظيم و حنكة سياسية، دامت الثورة لمدة 7 سنوات جامعة النضال السياسي مع العسكري و لكن بتركيز أكثر على الأخير فقد تأكد حينها الجزائريون ان ” ما أخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة” و رادين على كل محاولات فرنسا للتفرقة بشعار «الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا” . و راح ضحية القضية الجزائرية مليون و نصف المليون شهيد في مدة سبع سنوات فقط ناهيك عن الذين استشهدوا قبل الثورة، كل هؤلاء ضحوا بالغالي و النفيس من اجل جزائر حرة مستقلة.
و هكذا اقتلعت الجزائر أخيرا إستقلالها من العدو الفرنسي في الخامس من شهر جويلية 1962 منغصة بذلك على المستعمر فرحة للإستمتاع و الاحتفال بهذا اليوم، لأنه يمثل ذكرى إستقلال الجزائر بالفعل ….
رحمة الله عليكم يا شهداء الوطن يا أطهر مخلوقات الله، ارقدوا بسلام لأننا سوف نحمي الأمانة و نحافظ على المكانة .
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار، عاشت الجزائر ابد الدهر حرة مستقلة
دامت الجزائر دولة امازيغية عربية إسلامية
تحيا الجزائر .. تحيا الجزائر …. !